نحن نعتقد أننا نعرف كل شيء عن حياة الطبيعية البرية، وعن مخلوقاتها الرائعة التي تعيش فيها، أو على أقل تقدير، نعتقد بأننا نعرف الكثير عنها، ولكن في كل يوم يحدث أمر ما، أو تقع حادثة هنا أو هناك في العالم، تثبت لنا أننا لا نزال نحتاج إلى قطع أشواط طويلة حتى نفهم ماذا يجري في الطبيعة، ولكن لا يهم إن فهمناها أم لم نفهمها، المهم أن نستمتع بسحرها وروعتها المدهشة، فهي عالم غامض بعض الشيء، وواضح بعض الشيء أيضاً، وساحر في كلتا حالتيه.
وخلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت صورة على العديد من وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي المختلفة حول العالم، بشكل كبير وواسع جداً، وعلى الرغم من كل الجدل الذي أثارته هذه الصورة بين الناس وبين رواد هذه المنصات، فقد أثارت بالقدر نفسه، استعجاب ودهشة كل هؤلاء معاً، فهي – رغم كل برامج الحياة البرية التي نشاهدها – لم نرَ مثيلاً لها على الإطلاق.
وكانت الصدفة، قد قادت مصممة الملابس العالمية "روز فليمنع"، البالغة من العمر 49 عاماً، لالتقاط هذه الصورة الغريبة، وهي صورة تعرض اثنين من الأسود الذكور، وهما يتجولان جنباً إلى جنب في إحدى أدغال "كينيا"، وكان الأسدان قد رُسم على وجوههما تعبيراً كأنهما "يضحكان"، تماماً كأي اثنين من الأصدقاء حين يبدآن بالضحك على نكتة ألقاها أحدهما، أذ تمكنت "فليمنع" من تسجيل هذه اللحظة الغريبة، خلال أول رحلة سفاري تخوضها في حياتها.
وبحسب ما نشره موقع "ميل إون لاين" البريطاني على شبكة الإنترنت، فإن "فليمنغ" نجحت في التقاط الصورة للأسدين الضاحكين في محمية "ماساي مارا" في كينيا، وعلّق الموقع البريطاني على الصورة كاتباً، أن الأسدين يبدوان وكأنهما قد التقطا رائحة عدد من اللبؤات الإناث في ذلك الصباح المشمس. ولكن ملامح وتعابير وجهيهما الـ"غير معتادة"، أظهرتهما وكأنهما يتبادلان النكات الخاصة فيما بينهما، ويضحكان عليها.
وفي تصريح لمصممة الأزياء "روز فليمنغ"، قالت فيه: "لقد بدا الأمر رائعاً للغاية، فأنا لم أرَ مثل هذا السلوك من قبل بين الحيوانات، ولا حتى على قناة "ناشونال جيوغرافيك"، لقد كنا نشاهد الأسدين وهما يمارسان هذا السلوك، لفترة من الوقت استمرت لأكثر من ساعة كاملة".
موقع "ميل إون لاين" البريطاني، تابع الحديث عن هذه الصورة التي لاقت انتشاراً واسعاً في الأيام القليلة الماضية، بأن تعليقات الأشخاص على سلوك الأسدين الغريب الذي ظهر بصورة "فليمنغ"، كانت مثيرة ومضحكة أيضاً بدورها، حيث بدأ الكثير من المعلقين السؤال بشكل ساخر عن طبيعة النكتة التي ضحك عليها "ملكا الغابة" هذين، وبدأ آخرون يربطون موضوع النكتة المفترضة، بالأحداث التي تجري مؤخراً في القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مثل الـ"بريكست" في بريطانيا، أو نتائج الإنتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة، وغيرها من الأحداث.
ولكن، وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية من وراء هذا السلوك الغريب، أو الذي لم نعتده نحن بنو البشر لحيوانات مفترسة مثل الأسود، فإن هذا المشهد سيظل ساحراً ومؤثراً، وعالقاً في ذهن كل من رأى هذه الصورة، والأهم من ذلك كله أنه سوف يفتح أبواباً جديدة للتعمق أكثر في دراسة سلوك هذه الحيوانات المذهلة، والتي لطالما كانت تلفت انتباه واهتمام الكثيرين منّا.