هي ظاهرة انتشرت خلال الأعوام القليلة الماضية، وتحديدًا، منذ تطور وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة، وهي قيام بعض الأشخاص بالإقدام على الانتحار خلال تصويرهم لأنفسهم في محادثة على "البثّ المباشر" عبر الوسائل الاجتماعية المختلفة، والتي كان آخرها ما حدث مؤخرًا في بريطانيا.
وبحسب وسائل إعلام مختلفة في بريطانيا؛ فإن رجال الشرطة تمكنوا من العثور على جثة أحد عمّال البناء ميتًا في منزله، بعد أن قام عدد من مستخدمي غرفة الدردشة الشهيرة باسم "بال توك"، بالإبلاغ عن واقعة انتحار حدثت أمامهم خلال البث المباشر على الإنترنت، وهو الأمر الذي أصابهم بالصدمة الكبيرة لمشاهدتهم هذا المشهد القاسي أمام أعينهم.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي BBC"، قد أوضحت يوم الأربعاء الماضي 12 كانون الأول/ ديسمبر 2018، أن تحقيقات الأجهزة الأمنية، قد أشارت إلى أنه تم العثور على جثة البريطاني "ليون جينكينز"، البالغ من العمر 43 عامًا، وهو مشنوق في شقته في منطقة "كارديف"، في حادثة تعود إلى شهر حزيران/ يونيو الماضي؛ حيث كان "جينكينز" حينها مستخدماً نشطاً لمنتديات دردشة "بال توك" عندما أقدم على الانتحار.
وقالت "راشيل نايت"، وهي المسئول المساعد في تحقيقات الطب الجنائي، حول هذه الحادثة التي عادت للانتشار خلال اليومين الماضيين، بعد التوصل إلى حيثيات وقوعها، أنه لا يوجد أي دليل يشير إلى استفزاز "جينكينز" أثناء نشاطه على الإنترنت، وأضافت "نايت" أنه أثير من قبل مخاوف بشأن موقع "بال توك"، ووصفه البعض بأنه "موقع غير مفيد" بعد وفاة بريطانيين اثنين آخرين كانا يستخدمانه.
وبحسب عدد من وسائل الإعلام المحلية؛ فإن الشرطة البريطانية كانت قد داهمت منزل "ليون جينكينز" بعد أن وردها اتصال تلقته من مدير منتديات الـ"بال توك"، التي تتيح فرصة تعارف ودردشة الأفراد من شتى أرجاء العالم، وسمعت الشرطة أصوات أناس "بلهجات أجنبية" تصدر من جهاز كمبيوتر، يسألون إن كان ما يرونه حقيقيًا بالفعل، ورد صوت قائلاً: "يا إلهي، إنه حقيقي".
وبعد التحقيقات التي تم الكشف عنها مؤخرًا؛ فقد علمت محكمة تحقيقات الطب الجنائي، أن الشرطة كانت قد عثرت على كاميرا للبث المباشر وانقطع اتصالها، أثناء سعي الشرطة إلى إنقاذ حياة "ليون جينكينز"، وأظهر سجل مكالماته الهاتفية، أن جينكينز أجرى آخر مكالمة مع سيدة من ولاية "تينيسي" في المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي صديقة له، على الرغم من أنهما لم يلتقيا على الإطلاق.