تمثل زيادة الوزن خطراً بالغاً على الصحة العامة في معظم دول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط والسعودية على وجه الخصوص، فوفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية فإن انتشار السمنة بين البالغين في منطقة الشرق الأوسط تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1975؛ مما أدى إلى زيادة أعداد مرضى القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض.
وفي هذا السياق بيّنت دكتورة التغذية العلاجية رويدة إدريس، أن انتشار تطبيقات الطعام وسهولة استعمالها من قِبل المستخدمين إضافة إلى العروض المقدمة منها ذات الأسعار الرخيصة والتي غالباً ما تُقدم مأكولات غنية بالدهون والسعرات الحرارية، أدى إلى الإسراف في الطعام، وبالتالي زيادة نسبة السمنة، كما أن انخفاض أسعار عمليات التنحيف بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بل إن البعض منها أصبح مجاناً ومُغطى من قِبل شركات التأمين؛ مما دفع البعض إلى المبالغة في الطعام ظناً منهم أن تلك العمليات كفيلة بإنهاء المشكلة.
تقول «إدريس»: صحيح أن عمليات التنحيف تساعد الفرد على التخلص من الوزن الزائد، ولكن يجب أن يصاحبها تغيير نمط الحياة ككل واتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على الرياضة والمأكولات الصحية، وإلاّ سوف تعود الأمور كما كانت، ويرجع الوزن الزائد إن لم يكن بصورة أكبر».
منتجات الدايت تؤدي للسمنة
وتضيف: «غالباً ما يلجأ الأشخاص إلى الطرق السريعة للتنحيف، والتي بدورها تدفع بالإنسان للسمنة أكثر مما تدفعه للنحافة، مثالاً على ذلك؛ منتجات الدايت والمتوفرة بكميات كبيرة في المراكز التجارية، تدفع الفرد إلى تناول كميات كبيرة منها دون الإحساس بتأنيب الضمير؛ ظناً منه أنها لا تزيد الوزن، فيما قد يختلف الوضع في حال تناول المنتج العادي منها».
السمنة قرار واختيار
وتكمل: «أما فيما يخص أدوية التنحيف، والتي انتشر بيعها بصورة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي مثل الإنستقرام والفيس بوك فهي غالباً غير معتمدة، وذات أسعار غالية جداً، وتؤدي لمشاكل نفسية وعصبية مثل الاكتئاب، وبمجرد أن يتوقف الفرد عن استخدامها يعود الوزن بشكل مضاعف، لذلك حتى يتمتع الإنسان بجسم مثالي وحياة صحية عليه أن يزيد نسبة الوعي لديه، وأن يتحلى بالإرادة القوية والإصرار؛ لأن السمنة قرار واختيار، وليست أمراً يفرض علينا».
إحصاءات ودراسات
احتلت تسع دول عربية المراتب الأولى في معدلات السمنة بين البالغين، الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية WHO، وهذه الدول هي؛ الكويت 37.9%، الأردن 35.5%، المملكة العربية السعودية 35.4، قطر 35.1%، ليبيا 32.5%، مصر ولبنان 32%، الإمارات العربية المتحدة 31.7%، العراق 30.4%.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2016 من قِبل World journal of Diabetes تحتل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المرتبة الثانية من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري في العالم، ومن المتوقع أن يزداد عدد المصابين به بنسبة 92.2% بحلول عام 2035.