تحظى فصول ومواسم الطقس السنوية بمتابعة واهتمام من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، خاصةً الفلكيين، والمزارعين، وقنّاصة الطيور في الجزيرة العربية، باعتبارها تقويماً خاصاً لهم، وذلك لمعرفة التغيّرات الجوية والظواهر الفلكية التي تحدث في كل فصل، واليوم مع دخول «المربعانية» وموسم البرد بتاريخ 7 ديسمبر 2018، نرصد لكم أهم مواسم الشتاء من خلال السطور التالية:
المربعانية
سميت المربعانية بهذا الاسم لأنها تفتتح الشتاء ومدة الموسم تبلغ 40 يوماً وفيها يبرد الجو وفي آخرها يشتد البرد ويطول الليل، ويقال إن المربعانية تحتضن موسم الأزيرق، وسمي بذلك لأن الأجساد تزرق من شدة البرد، كما كان أسلافنا يسمون برد المربعانية ببرد الضلوع نظراً إلى تأثيره على منطقة الصدر من جسم الإنسان، ومن الظواهر المصاحبة أيضاً لهذا الموسم أن الأرض تنفث ما في جعبتها من برودة فيبرد وجه الأرض، ويتوقف تدفق المياه في غصون الأشجار، ولهذا يتم اقتلاع الأخشاب (خاصة أخشاب الأثل والنخيل) في هذا الوقت حيث كانت هذه الأخشاب تستخدم قديماً في بناء المنازل، لأن الأخشاب تكون قد نشفت من الماء.
موسم «الشبط» ويبلغ عدد أيامه (26) يوماً وتستمر به الأجواء الباردة، وله علامات يستدل بها، منها: «تحرك الرياح ذات الطابع المتذبذب، واحمرار وجه السماء في حال وجود السحب، وانبعاث البرودة من وجه السماء، وتقلص طول الليل، وتمدد طول النهار، ويُسمى في الخليج برد البطين؛ لأنهم يعتبرون «المربعانية» بداية البرد، أما «البطين» فهو شدة البرد، أي وسط الشيء».
موسم «العقارب»
وعدد أيامه (39) يوماً، وسمي بذلك كناية عن شدة برده كما أن صغار العقرب، الحشرة السامة المعروفة تبدأ بالظهور في هذا الوقت بعد بيات شتوي طويل، ويعد العقارب آخر مواسم الشتاء، وفيه يشهد ذبول فصل الشتاء، وارتفاع درجات الحرارة، بعد موجة باردة، ويبدأ الناس انتظار فصل الربيع، ولذا قالت العرب: «إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب»، كناية عن الدفء والربيع.
ويُذكر أنه مع بداية دخول العقارب، ونهاية «الشبط» بستة أيام، تنبت كل أنواع الخضار والفواكه، وينبت كل ما في جوف الأرض من بذور وتكون الزراعة ناجحة.
موسم المراوح أو السرايات
ويتميز بتفاوت درجة الحرارة في الارتفاع والانخفاض والتقلبات الجوية في اليوم الواحد، وتتسم هذه التقلبات بأنها سريعة ومفاجئة وينتج عنها تكَون سريع للسحب الركامية الماطرة بغزارة، لذلك تكثر الإصابة بنزلات البرد وأمراض الحساسية والرشح. وتتشكل هذه السحب بفعل التسخين الذاتي، وأمطار المراويح أو السرايات سميت بذلك لأنها تمطر نهاراً وإذا حل الليل فإنها تروح أو تسري وتسمى عند أهالينا في البادية بأمطار السماك.