لا شك أن اهتمام الفتيات بمستحضرات التجميل يبدأ منذ الصغر، فنجدها تستخدم مستحضرات تجميل والدتها، وتستمتع بتلك اللحظات الأولى لتجربة تلك المساحيق، وبعد سنوات نجد الفتاة أتقنت المكياج المناسب لبشرتها، وهناك من تبحث عن من يعلمها كيف تضع أساسيات المكياج من أسرتها أو صديقاتها وحتى صالونات التجميل.
واليوم اختلفت هذه الطرق فنجد الفتيات يبحثن عن طرق تعلم أساسيات المكياج وفن المكياج بشكل عام عبر مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة، فهل أصبحت هذه المواقع بديلاً للفتيات في تعلم فن المكياج على أرض الواقع؟
«سيدتي» تسلط الضوء على ذلك في هذا التقرير:
لا حاجة إلى صالونات التجميل
ريما توفيق شابة في مقتبل العمر، تقول أحببت المكياج منذ أن كنت بالمرحلة المتوسطة رغم أن والدتي كانت ترفض، ولكن عندما أصبحت في سن 16 وخاصة بالثانوية أصبحت مهتمة جدًا بالمكياج وأجدد الصياحات فيه، ولكي أتقن فن وضع المكياج لم أجد أفضل من مواقع التواصل فهي خير معلم.
دورات التجميل
في حين التحقت حنين عبدالله بإحدى دورات التجميل على أيدي خبيرة في هذا المجال كانت تستهدف المبتدئين في فن المكياج وقالت: «فوجدت أني استفدت منها، لأسجل بعد فترة لدى خبيرة تجميل أخرى وكانت هذه المرة دورة احترافية، فرغم غلاء تلك الدورات إلا أنني أصبحت أتقن وضع المكياج بنفسي جيدًا».
أصبحت خبيرة تجميل
وفي السياق ذاته تقول تمارا محمد «منذ صغري كنت أتسلل إلى غرف أخواتي اللاتي يكبرنني وأقوم باللعب بالمكياج، وأحاول أن أتعلم كيف أضعه إلى أن بدأت تدريجيًا أتعلم، ثم قررت تعلم أكثر عن طريق الإنترنت، وبالفعل استفدت كثيرًا».
دورات المكياج أثرت عليَّ دخل الصالونات
بينت الأرتست فاطمة العمودي أنه خلال السنوات الأخيرة انخفض عدد الفتيات المقبلات على دورات التجميل، لاسيما الفتيات المراهقات وقالت: «باتت تستقبل الصالونات في الفترة الأخيرة الفتيات الصغيرات بغرض تعلم أسس المكياج، ثم يقمن بعد ذلك بأخذ دورات لتطوير مستواهن، ولأن بعض الأرتستات يقمن برفع أسعار الدورات قررت الفتيات الالتفات إلى مواقع التواصل للتعلم دون مقابل».
مواقع التواصل لا تغني عن التدريب العملي
فيما أشارت سناء أبو حجر صاحبة صالون تجميل إلى إقبال الفتيات على تعلم المكياج من أجل الابتعاد عن الصالونات، لافتة إلى أن تعليم مواقع التواصل الاجتماعي لا يغني عن التدريب والتجربة العملية.
وقالت: «لا شك أن الإقبال على تعلم أساسيات المكياج وفن المكياج كبير جدًا ونحن نستقبل طلبات تعلم مكياج خاصة من فتيات بمقتبل العمر، وأذكر في إحدى المرات حضرت فتاة تطلب العمل ولا تحمل شهادة بفن المكياج، ولكنها وفق قولها تتقن وضع المكياج من خلال الإنترنت ومواقع التواصل، ولكن للأسف بعد التجربة وجدت أنها غير متمكنة فطلبت منها التدريب أكثر ودخول دورات».
وأضافت: «لهذا قد تتعلم الفتاة وتتقن وضع المكياج لنفسها من خلال اليوتيوب ولكن لا تستطيع أن تبرع في وضعه للغير».
فتيات يعملن من المنزل
وبينت أبو حجر أن تعلم الفتيات من خلال ذاتيًا أخرج فئة تستطيع العمل من المنزل، فالصالونات لا يمكن أن تقوم بتوظيفهن لقلة خبرتهن وشهاداتهن، وقالت: «لهذا أصبحت هناك فئة تعمل من المنزل متخذة المكياج مهنة لها بعيدًا عن أعين الرقابة وكان معلمهم في ذلك هو الإنترنت».
إحصائية مواد التجميل الواردة للسعودية:
بلغت واردات المملكة من مستحضرات التجميل خلال الفترة من يناير 2017 وحتى اكتوبر 2018 قرابة 3,830,975,252 ريال، وفق آخر إحصائية من مصلحة الجمارك السعودية. وأهم الدول التي تم الاستيراد منها: فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، أمريكا الهند والصين.