في مفاجأة من العيار الثقيل، أعلنت محامية أسرة الفنان الراحل حسن كامي عن ضياع ثروته بالكامل من مخطوطات ومجوهرات وعقارات، ومن بينها مكتبته النادرة "المستشرق"، بعدما أعلمهم محاميه الخاص، بأنّ الفقيد باع كل ما يملك قبل وفاته بعقود مسجلة وموثقة!!
وأكدت منى أحمد محامية شقيقة حسن كامي، أنّ أسرة الراحل فوجئت بمنعهم من دخول المكتبة للحصول على المخطوطات النادرة وإهدائها لوزارة الثقافة بحسب وصيّته، كما تم منعهم من دخول الفيلا الخاصة به للحصول على متعلقاته الشخصية، وتم إخطارهم بأنّ الفقيد باع كل ما يملك إلى محاميه عمرو رمضان، لأنه في الفترة الأخيرة لم يكن يملك مصدرًا للدخل يُنفق منه على أكله وعلاجه!!
وأشارت منى أحمد في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي لبرنامج "كل يوم"، إلى أنّ المحامي عمرو رمضان استولى على المخطوطات النادرة المملوكة للفنان حسن كامي في مكتبته، وبدأ في بيعها، مؤكدة أنّ الفنان الراحل أوصى أسرته بالتبرع بفيلته لوزارة الثقافة، لما تحتويه من مقتنيات وتحف ثمينة ومخطوطات أثرية، وأنّ المحامي يحاول تهريب هذه المقتنيات في الوقت الحالي، وقالت، من أين لمحامي أن يمتلك 50 مليون جنيه هي قيمة ممتلكات الراحل حسن كامي.
وعقّب عمرو رمضان على الاتهامات الموجهة له، قائلًا: أنا أملك مستندات، وأتحدّث بها، ولا يعنيني هذا الكلام في شيء"، مؤكدًا أنّ الراحل حسن كامي باع له كل ممتلكاته منذ العام 2015، ومنحه توكيلًا عامًّا للبيع إلى النفس والغير، مشيرًا إلى أنه لن يسلمها للدولة لأنها ملك له الآن.
وأكد عمرو رمضان أنّ حسن كامي كان يملك 1 بالمئة فقط من أسهم المكتبة، وأنه اشترى شخصيًّا النصيب الأكبر من أسهم المكتبة، ورفض الاتهام باستغلال الحالة الصحية لحسن كامي والاستيلاء على مقتنيات المكتبة والفيلا.
وردّت محامية شقيقة حسن كامي نافية صحة ما أورده المحامي عمرو رمضان من معلومات، مؤكدة أنّ المحامي تم إصدار التوكيل له منتصف العام 2017، ولا يعقل أن يدفع في 16 شهرًا فقط أكثر من 50 مليون جنيه قيمة ثلاث سيارات ومجوهرات فاخرة، وفيلا تتجاوز قيمتها وحدها 15 مليون جنيه، ومكتبة نادرة بمقتنياتها.
أضافت: أنّ زوجة المحامي عمرو رمضان موجودة حاليًّا في المكتبة، وتقوم بتهريب الكتب النادرة والمقتنيات إلى خارجها، وبدأت مهمتها أثناء دفن الراحل حسن كامي، ومنعوا أسرته من الدخول، وطالبت بإغلاق المكتبة والفيلا لحين الفصل في النزاع الدائر بين المحامي وأسرة الفنان الراحل.
وأكد الفنان أشرف ذكي، نقيب المهن التمثيلية، علمه بأهمية مقتنيات الراحل حسن كامي، وقال إنّ اتحاد النقابات الفنية سيشكل فريق محامين للدفاع عن مقتنيات حسن كامي، والتأكد من منحها إلى الدولة، ومنع أية محاولات لبيعها.
يُذكر أنّ الفنان حسن كامي قضى أيامه الأخيرة بين جدران مكتبته بعد إعلان اعتزاله الفن، وتعدّ المكتبة واحدة من أقدم المكتبات الخاصة في مصر والعالم العربي، وتحمل اسم "المستشرق"، تضم العديد من التراجم والكتب التراثية وبعض اللوحات الفنية العريقة، ويعود تاريخ تأسيس المكتبة لنهاية القرن التاسع عشر، على يد يهودي مصري يدعى "فيلدمان" لتكون مرجعًا للمهتمين من مستشرقي الغرب، ومن هنا أطلق عليها اسم "المستشرق"، قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثي فى عام 1956.
فيلدمان تنازل عن المكتبة لشارل بحري وهو أحد المثقفين المصريين، الذي باعها لكامي بعد 17 عامًا من الإلحاح، ومنح حسن مهمة إدارتها لزوجته نجوى حتى فارقت الحياة في 4 فبراير عام 2012، ليستقر كامي داخلها، يديرها بنفسه، وبحسب آخر إحصاء لمقتنياتها، تبيّن أنها تضم 40 ألف مجلد، من بينها مخطوط نادر لكتاب "وصف مصر"، وطبعات نادرة لكتب عالمية لا توجد نسخ أخرى منها حول العالم، ولوحات لمستشرقين زاروا مصر في القرن التاسع عشر.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي