في لمسة وفاء وعرفان احتفت وزارة الإعلام السعودية ضمن حفلها باختيار «الرياض» عاصمةً للإعلام العربي، بجيل الرواد من الإعلاميين السعوديين، ممن كانت لهم بصمة وإسهامات في وضع اللبنات الأولى للإعلام السعودي، ومنهم الدكتور حسين النجار، وحامد الغامدي، وسبأ باهبري، ومزيد السبيعي، ومريم الغامدي وغيرهم.
هذا الاحتفاء أعاد بذاكرة المتابعين للإعلام السعودي أسماء كوكبة أخرى، رحلوا عن الدنيا وظلت أصواتهم وأعمالهم خالدة في مجال الإعلام، وراسخة بذكريات جيل الطيبين والزمن الجميل.
«سيدتي» تسلَّط الضوء على بعض أولئك الإعلاميين الذين رحلوا بعد أن قدموا الكثير في مجالهم، ومن أبرزهم:
الراحل الإعلامي سليمان العيسى
يُطلق عليه مذيع «الأوامر الملكية»؛ حيث ارتبط ظهوره على شاشة التلفزيون بصدور أمر ملكي يحمل بُشرى لأبناء الوطن، وهو رجل البشائر كما يسميه زملاؤه بالعمل، وعُرِفَ الراحل بأنه رجل عصامي، اجتاز الصعاب على مدى أكثر من 30 عامًا بمجال الإعلام.
تخرَّج في جامعة الرياض كلية الآداب، وفي البداية كان مولعًا بالرياضة وأصبح مُعلقًا رياضيًّا أولَ، ثم ذهب بعد ذلك إلى ميدان آخر مختارًا هموم الناس ليبدع في برنامج حاز اهتمام المتابعين في زمن القناة الواحدة، وهو برنامج «مع الناس» الذي حصد أعلى درجات المتابعة، كما أدلى العيسى بدلوه في كتابة الرأي وكتب في عدة صحف، وتشكلت صورته الإعلامية في رداء أدبي وصدى ثقافي، رصد من خلالها تجارب الحياة والعمل، وظل مرافقًا للوفود الرسمية بطلّة رسمية وتقديم نشرات الأخبار، رحل بالمستشفى التخصصي بجدة بعد صراع شديد مع المرض إثر تعرُّضه لجلطة في الرئة.
الراحل الإعلامي جميل سمان
أمضى 35 عامًا في خدمة الإعلام السعودي، وعُرف بصاحب «الابتسامة المميزة» على شاشة التلفزيون، وتوفي في جدة بعد معاناة مع المرض.
قدم سمان العديد من البرامج التلفزيونية المتنوعة والجماهيرية، كما قدم نشرات الأخبار، بالإضافة إلى العدد من البرامج الإذاعية، مثل: «طبيب الإذاعة» و«أوراق مسافر» و«بريد المستمعين» و«لحظة صدق»، و«مشوار» و«آخر الأسبوع»، وهو البرنامج الذي كان له صدى واسع لدى الجمهور، حيث لا يزال المشاهد يتذكره، و«وغدًا أسبوع آخر» و«فقرة».
كما ظهر على تلفزيونات الخليج كمذيع في تبادل المذيعين في الفترات السابقة عبر برنامج «أعجبتني»، بالإضافة إلى التعليقات والموجز الإخباري وبرنامج «أحداث العالم في أسبوع».
الراحل الإعلامي ماجد الشبل
توفي بعد صراع طويل مع المرض، ويعد من أبرز الوجوه الإعلامية السعودية، سمّاه والده محمدًا وهو الاسم الرسمي، بينما سمَّته والدته «ماجد» فكان اسم الشهرة.
وتميّز الشبل بمستوى عالٍ من الصوت الرخيم والملامح الجادة الموحية بالعفوية والصرامة في آنٍ، قدّم العديد من البرامج، منها: «شاعر وقصيدة» و«حروف»، وبرنامج «الميزان»، و«أبناؤنا في الخارج» و«أبجد هوز»، بالإضافة إلى نشرات الأخبار، ويعد الشبل أحد رواد الإعلام المرئي والمسموع.
أصيب بجلطة أدخلته المستشفى وصدر قرار الملك فهد بن عبد العزيز بعلاجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي، تعافى من جلطته وعاد للعمل الإعلامي لفترة وجيزة، إلا أن أعراض المرض وكِبر السن أنهكاه كثيرًا، وترك العمل الإعلامي خلال عام 1421هـ.
الراحل الإعلامي عوني كنانة
مذيع نشرات الأخبار في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، توفي بالرياض عن عمر يناهز 70 عامًا.
وكان كنانة الذي عُرف بطلته الهادئة على الشاشة ودماثة أخلاقه وتعامله مع الآخرين، قد تعرَّض لأزمة صحية مفاجئة فارق على إثرها الحياة، وكان آخر ظهور له في التلفزيون عندما شارك في قراءة نشرة أخبار الساعة 3 عصرًا.
وقد عمل قبل التحاقه بالتلفزيون معلمًا في إحدى مدارس التعليم العام في الوقت الذي عمل فيه مذيعًا بإذاعة الرياض.
الراحل الإعلامي الدكتور بدر كريم
كان يعمل مراقبًا للمطبوعات بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بمحافظة ينبع، ثم انتقل كمذيع بالإذاعة السعودية، حيث أعدّ وقدّم بعض البرامج الإذاعية والمتلفَزَة.
عُيِّنَ مديرًا عامًا للإذاعة السعودية، فمديرًا عامًا لمؤسسة «مروى» للعلاقات العامة والإعلام والإنتاج الإعلامي، ثم مديرًا عامًا لوكالة الأنباء السعودية.
كما عمل محاضرًا في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وحصل أثناء عمله على الماجستير في علم الاجتماع من جامعة الملك عبد العزيز، كما حصل على شهادة الدكتوراه، وتم اختياره عضوًا بمجلس الشورى.
رَأَسَ الوفود الإعلامية التي تابعت النشاطات الداخلية والخارجية للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وكان عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وعضو مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، ورئيسًا لمركز «غزوة» للدراسات والاستشارات.
له عدد من المؤلفات، بالإضافة إلى أن له بحوثًا إعلامية واجتماعية، كما شارك في كتابة مقالات اجتماعية وإعلامية في بعض الصحف والمجلات السعودية.