قد يكون الأمر غير منطقي على الإطلاق، إذا ما فكرنا به من إحدى الجهات، ولكن إن نظرنا إليه من جهة أخرى، كما فعلت دراسة علمية اجتماعية حديثة قام بها عدد من الخبراء والباحثين في جامعة «أريزونا» في الولايات المتحدة الأمريكية، قد نراه منطقيًا جدًا، ونحن هنا نتحدث عن أثر الجدالات والمشاكل والشجارات بين الزوجين، حيث أثبتت هذه الدراسة أن الجدال مع الشريك، مرارًا وتكرارًا، وعلى الرغم من أنه يعد أمرًا مرهقًا وله تأثيره السلبي على العاطفة بينهما، إلا أنه قد يكون مفيدًا للغاية من الناحية الصحية، بحسب هذه الدراسة.
وفي الخبر الذي نشره موقع «روسيا اليوم»، نقلًا عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن الباحثين الأمريكيين، في جامعة «أريزونا»، وجدوا أن الأزواج الذين يتجادلون بشكل دائم ومستمر، لديهم مخاطر أقل بما يخص المشاكل الصحية، بالإضافة إلى أنهم معرضون بشكل أقل لـ«الموت المبكر». ومع ذلك، فإن الدراسة أشارت إلى أن هذا الأمر ينطبق فقط على الأزواج الذين يتساوون في التعبير عن غضبهم، حيث أنه إذا كبح أحد الشريكين مشاعره، فيما عبّر الآخر عن غضبه بشكل كامل، فقد يضاعف هذا خطر الوفاة المبكرة لأحد الطرفين، ويقللها عند الآخر.
كما يدعي الباحثون أن الأزواج الذين لا يخفون عواطفهم أثناء الجدال فيما بينهم، لديهم مخاطر صحية أقل من الآخرين الذين يخفونها، وبالتالي فإن النزاعات الزوجية – بحسب هؤلاء الباحثين - تطيل العمر. وفي هذه الحالة، فإن الأزواج الذين يكبحون غضبهم ولا يتشاجرون، هم الأكثر عرضة لخطر الموت المبكر.
وحللت الدراسة الأمريكية، التي تم نشرها في مجلة «جورنال أوف سيكوسوماتي ميديسن Journal of Psychosomatic Medicine»، أو «مجلة الطب النفسي»، أن استجابات 192 من الأزواج على مدى 32 عامًا، لمعرفة ما إذا كانت الطريقة التي يعتمدونها في الجدال لها تأثير على أعمارهم أم لا. حيث وجد الباحثون أنه لدى الأزواج الذين يكبح كل منهما غضبه، كان خطر الوفاة المبكرة لديهم يزيد بنسبة 35% للرجال و18% للنساء. حيث قال عالم النفس «كايل بوراسا»، من جامعة أريزونا: «كلما زاد عدم التوافق بين أسلوب استجابة الغضب لدى الأزواج، زاد خطر الموت المبكر».