سعودي يربي الأسماك في الصحراء... تعرف على طريقته في ذلك

لكل قاعدة شواذ، وهناك بشر يحبون تحدي المألوف؛ بصنع شيء جديد لم يسبقه إليه غيرهم، ومواطن سعودي صاحب أحد المطاعم البارزة نجح في أمر لم يفكر به أحد غيره في بلده المملكة العربية السعودية.
ففي الصحاري الشاسعة، ببلدة رفحاء الصغيرة، يلقي رجال شباكهم في مزرعة سمكية، أقامها صاحب مطعم سعودي.
بنى رثعان الشمري، الذي غامر بالولوج في منطقة مجهولة، مزرعة أسماك، لتوفير المأكولات البحرية لمنطقة نائية على مقربة من الحدود السعودية العراقية، في شمال السعودية، بحسب وكالة «رويترز».
وقال الشمري: «منطقتنا صحراوية، ولا يوجد أسماك ولا منتجات أسماك في مناطقنا.. حتى المناطق المجاورة لمنطقة الحدود الشمالية لا يوجد بها مزارع أسماك. والنَاس بحاجة لهذا النوع من المأكولات، فالحقيقة الإنسان اللي يبغى يتميز وينجح؛ يبحث عن مجال لم يطرقه أحد».
ويستخدم صاحب مشروع مزارع الأسماك والمطعم إنتاجه من المزرعة لتزويد مطعمه الريفي المكشوف، المطل على طبيعة ساحرة بالأسماك الطازجة. ويمكن للعملاء في المطعم اختيار الأسماك الحية التي يرغبون في استخراجها من المزرعة وطهيها وتناولها.
عندئذٍ، يقوم العاملون في المطعم بفتح بطون الأسماك، ووضعها على شواية لطهيها. قال أحد عملاء المطعم، ويدعى بدر خضير: «الفكرة مميزة وفريدة من نوعها في منطقة صحراوية؛ يعني قلما تجد مثل الفكرة هذه؛ أن تلقى أحواض سمك حية، ويتم اختيار السمك بمعرفتك.. كذلك طريقة (الطهي) التي نسميها عندنا المسقوف.. الطريقة هذه قلما تجدها في منطقة مثل الجزيرة العربية».
ويقدم السمك المشوي بجانب بعض الخبز والتوابل والمشهيات مثل المخللات. كما توضع شرائح الليمون بجانب الطعام لمن يفضلون النكهة التي يضيفها على السمك.
وبدأ الشمري مشروعه؛ بجلب بعض أسماك الكارب «الشبوط»، التي تعيش في المياه العذبة، ووضعها في مياه الرفحاء، ذات نسبة الملوحة الأعلى لمراقبة نموها، وضخ مياه جوفية إلى المياه أيضًا؛ لتستمتع الأسماك وتستمر حياتها لوقت أطول في المزرعة السمكية الأولى في قلب الصحراء السعودية.
وكان رثعان الشمري قد بدأ مشروع مزرعته السمكية ومطعمه البحري في قلب الصحراء قبل سنوات، لكنه لم يكبر ويكتمل تمامًا بصورة مثيرة للإعجاب سوى في نهاية عام 2018، حيث أصبحت مزرعته بإنتاجها السمكي الكبير لنوع «الكارب - الشبوط» علامة فارقة في صحراء السعودية، والآلاف من زبائنه الذين يأتونه من جميع المدن السعودية؛ للاستمتاع بالطبيعة المحلية، وبأسماكه الخاصة اللذيذة المذاق، غير الموجودة أصلًا في السعودية.