فكرة مهمة لا بدّ أن تظل في حسباننا دائمًا، وهي أن حياة المدينة الحضرية، على الرغم من أنها في العصر الحديث، الأكثر ملاءمة للإنسان، لكنها لا تعتبر سوى جزء صغير من الحياة على كوكبنا، ولا بدّ أنها لا تحتوي على الكثير من الدهشة والأشياء الغريبة، بعكس الحياة في الأدغال أو أعماق المحيطات والبحار؛ فهناك نجد المخلوقات التي تنجح دومًا في ترك اندهاش داخلنا يدوم طويلاً؛ خاصة عند رؤية أحجام بعض هذه الكائنات.
وعند الحديث عن أحجام الكائنات الحيّة، لا بد أن تلفتنا الأحجام الضخمة والكبيرة، وأول ما يخطر ببالنا هو «الحوت الأزرق»، الذي يعتبر حاليًا أكبر الكائنات الحية التي لاتزال على قيد الحياة من حيث الحجم، ومن ثم سنتذكر «الفيل الأفريقي»، الذي يعتبر بدوره أكبر الكائنات الحية التي تعيش على اليابسة، ولكن في هذا التحقيق، سنعرض عليكم أنواعًا أخرى، تعتبر الأكبر على الإطلاق، من بين أنواعها، وبعضها سيكون صادمًا بالفعل.
السمندل الصيني العملاق
يتضح من اسمه أن الموطن الأساسي لهذا الحيوان هو الصين، وعلى الرغم من أنه ليس شهيرًا كباقي الحيوانات الأخرى في مملكة الحيوان الكبيرة، إلا أنه يعتبر من أكثرها جذبًا للاهتمام، ليس فقط كون «السمندل الصيني العملاق»، يعتبر الحيوان البرمائي الأكبر في العالم؛ حيث يبلغ طوله ما يزيد أحيانًا عن المتر و80 سنتيمترًا؛ بل أيضًا جراء طبيعة حياته الغريبة، وتاريخه الطويل الذي يعود إلى فصيلة من الديناصورات عاشت في العصر «الجوراسي»، قبل ما يقارب الـ 170 مليون عام، وتدعى الـ«كرايبتوبرانشيدي»، ومن الجدير بالذكر، أن السمندل الصيني العملاق، يعتبر من الحيوانات المهددة بالانقراض، وذلك بسبب عمليات الصيد الجائر والمستمرة لهذا النوع، بالإضافة إلى التلوث الكبير الذي أصاب - ولايزال - البحيرات التي يعيش فيها.
سمكة «شمس المحيط»
بكل تأكيد، أن سمكة «شمس المحيط»، تعتبر واحدة من أغرب أنواع الأسماك الحية على الإطلاق؛ حيث تتميز بشكلها الغريب للغاية وغير المألوف بالنسبة إلى مملكة الأسماك؛ حيث تبدو هيئتها كأنها «مُسطحة»، ولا تمتلك زعنفة ذيلية، لكنها تعتبر من أثقل مخلوقات الأعماق؛ حيث يبلغ وزنها قرابة الـ«ألــــف» كيلوغرام، وطولها يزيد عن الـ 180 سنتيمتراً عندما تمدّ زعانفها الظهرية والبطنية، وتعيش في عدد من المياه الاستوائية المختلفة حول العالم، وتتغذى عادة على قناديل البحر، وعلى الرغم من احتوائها على السموم، إلا أن بعض الشعوب الآسيوية تحب تناولها بعد إزالة سمومها بطريقة خاصة.
السلطعون العنكبوتي الياباني
مخلوق مثير للدهشة، ويمتلك من غرائبية الشكل والحجم أيضًا ما يجعله جديرًا بالاهتمام، وكون موطنه الرئيسي هو الشواطئ المحيطة باليابان، وعلى وجه التحديد قبالة السواحل الجنوبية لجزيرة «هونشو» من خليج طوكيو إلى محافظة «كاغوشيما»، تم نسب اسمه إلى اليابان، ويعتبر «السلطعون العنكبوتي الياباني»، أكبر المفصليات في العالم؛ حيث يملك أكبر مدى ساق من أي مفصلي؛ إذ يصل امتداد رجله إلى قرابة الـ4 أمتار، أما وزنه فيبلغ أحيانًا أكثر من 19 كيلوغرامًا، ويفضل العيش في فتحات وثقوب الأجزاء الأعمق من المحيطات.
بجع الـ«دالماسي»
بالنسبة إلى الطيور، يعتبر طائر البجع من أكبر أنواعها، وبالنسبة إلى فصيلة البجع، يعتبر بجع الـ«دالماسي» أكبر أنواع هذه الطيور؛ حيث يبلغ طوله قرابة الـ 180 سنتيمترًا، ووزنه ما بين الـ 11 إلى الـ 15 كيلوغرامًا، وهو يعيش في المناطق الممتدة من جنوب شرقي القارة الأوروبية، إلى كل من الهند والصين، ويعيش في بيئات المستنقعات والبحيرات الضّحلة، كما أنه يبني أعشاشه من أكوام الأعشاب الجافّة، إلا أن المحزن بشأن بجع الـ«دالماسي» الضخم، أنه من الطيور المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
خفاش الثعلب الذهبي المتوج
الصادم بشأن هذا الطائر أو الكائن الحيّ، أنه من فصيلة «الخفافيش»، أجل الخفافيش، إلا أنه يزيد في حجمه ووزنه عن هذه المخلوقات المعروفة بحجمها الصغير بعدة أضعاف؛ إذ أن حجمه يقارب حجم الثعلب أو الكلب متوسط الحجم، ويبلغ طوله قرابة المتر و70 سنتيمترًا، ووزنه يزيد في بعض الأحيان عن 1. 2 كيلوغرامًا، وهو رغم شكله المخيف إلى حد ما، إلا أنه ليس عدوانيًا على الإطلاق تجاه البشر، لكن هذا الخفاش الكبير الذي يعيش في مناطق مختلفة من الفلبين، من أكثر المخلوقات المهددة بالانقراض.
تنين «كومودو»
نحن أمام ديناصور صغير يعيش بيننا في الوقت الحاضر؛ حيث يعتبر «تنين كومودو» أكبر أنواع السحالي على وجه الأرض، وبإمكان الفرد الواحد منها أن يأكل ما يقارب الـ 80% من إجمالي وزن جسمه في الوجبة الواحدة؛ لذلك لا يحتاج إلا لـ12 وجبة طعام فقط خلال العام الواحد، ويتميز هذا النوع الغريب والعملاق من السحالي التي تعيش في أندونيسيا، بأنه من الأنواع السامّة، والسُمّ فيه ليس من طبيعته البيولوجية؛ إذ أثبت العلماء أنه يترك بقايا الطعام في فمه حتى تتعفن، وحين يصطاد وجبة جديدة، يكفيه عضة واحدة من فمه وأنيابه لتكون سامّة وقاتلة.
أسماك شيطان البحر أو الـ«مانتا راي»
لطالما كانت أسماك الـ«راي»، من أكثر المخلوقات الحيّة إثارة للاهتمام، بسبب شكلها الغريب، وطبيعة حياتها المختلفة، ولكن أسماك شيطان البحر الـ«مانتا راي»، تعتبر أكثر هذه الأنواع غرابة وأكبرها حجمًا؛ حيث إن عرض الواحدة منها يقارب الـ 7 أمتار، وسبق للعلماء أن أكدوا وجود بعضها، يزيد عرضها عن الـ8 أمتار، في حين أن شيطان بحر الشعاب المرجانية، يصل عرضها إلى 5. 5 أمتار، وهي موجودة في مختلف بحار ومحيطات العالم.
«سبيدج» عملاق
إلى هذه اللحظة، يعتقد العلماء أن هناك الكثير من الغموض يلف حياة وطبيعة عيش هذا المخلوق البحري الضخم؛ حيث يعتبر الـ«سبيدج العملاق»، أكبر المخلوقات اللافقارية – التي لا تمتلك عمودًا فقريًا - في العالم، ولأنه نادرًا ما يمكن رؤيته في بيئته الطبيعية؛ فقد قدّر العلماء حجمه حسب آخر مشاهدة له في الساحل الشمالي لأسبانيا؛ إذ عُثر على اثنين من هذا النوع، وصل طول الواحد فيهما إلى قرابة الـ 11 مترًا، ووزنه إلى 140 كيلوغرامًا، إلا أن علماء الأحياء البحرية، أكدوا أيضًا أنه قد يصل طوله إلى 18 أو 20 مترًا، وفي بعض الأحيان قد يصل إلى الـ 30 مترًا، ويشتهر بشكل رأسه الغريب الذي ينتهي بما يشبه «منقار الببغاء»، وجسده المشابه لـ«الطوربيد»، وهو يأكل كل شيء يصطاده ما عدا النباتات.
الأرنب الـ«فلمنكي» العملاق
عندمتا نذكر حيوان «الأرنب»، يخطر ببالنا مباشرة ذلك الكائن اللطيف والوادع ذا الشعر الكثيف، الذي يأكل الجزر، بحجم صغير قد يصل للحيوان البالغ إلى ما يقارب حجم القطة، ولكن أرنب الـ«فلمنكي» العملاق، كسر هذه الصورة النمطية إلى الأبد؛ إذ أنه يعتبر أكبر أنواع الأرانب في العالم، وكانت تلك السلالة من الأرانب المستأنسة تعيش في بلجيكا، وتُربى من أجل فرائها ولحومها، وقد يصل طول هذا الأرنب العملاق إلى أكثر من متــر كامل، كما أن وزنه قد يصل إلى 10 كيلوغرامات في بعض الأحيان.