عند تجولك في أروقة بيت منطقة المدينة المنورة المشارك حاليًا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته الـ33، سوف يلفت انتباهك -بالقرب من الساحة- صورة كبيرة من الأقمار الاصطناعية تبيّن حجم التطور البشري والعمراني والتنموي الذي شهدته طيبة خلال العهد السعودي، ابتداءً من عام 1344هـ الموافق 1929م، وحتى عصرنا الحاضر.
وتُظهر الصورة مساحة العمران بدائرة قطرها 8 كم مربع، كان يعيش فيها نحو 15 ألف نسمة في بداية العهد السعودي، بينما أصبحت المساحة في نهاية العام الهجري الماضي 310 كم مربع، وعدد سكانها (1.152.991) نسمة، وفقًا لآخر إحصائيات هيئة الإحصاء العامة.
وإلى جانب تلك الصورة يقف الزائر لبيت منطقة المدينة المنورة عند جناح أوليات المدينة المنورة، والذي يحكي قصة 53 أولية سبقت بها المنطقة بقية مناطق المملكة في العهد السعودي خلال 100 عام.
وتشارك المنطقة بجناح الأوليات لأول مرة، بهدف إبراز جهود حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة منطقة المدينة المنورة، وما شهدته من تطور للفترة من عام 1344هـ وحتى عام 1440هـ.
ومن بين تلك الأوليات:
إنشاء محطة الكهرباء بمحافظة مهد الذهب عام 1353هـ، والتي أمر بها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله-، وكانت تُستَخدم من قِبَل نقابة التعدين العربية السعودية (سام)، التي تُشرف عليها وزارة المالية، والتي تتولى استثمار منجم مهد الذهب.
ومنها مدرسة الصحراء الخيرية عام 1365هـ، في قرية المنصرف بالمسيجيـد، التي تبعد عن المدينة المنورة 80 كم تقريبًا، وقد أسسها الشقيقان علي وعثمان حافظ، وكذلك إنشاء أول نادٍ أدبي ثقافي عام 1371هـ، حيث كانت المدينة سبَّاقة في إقامة المنتديات والجمعيات الأدبية الأهلية منذ القرن الـ14الهجري، وكان من آخرها أسرة الوادي المبارك "العقيق"، والتي ضمَّت نُخبة من كبار أدباء المدينة.
ومن الأوليات أيضًا إنشاء أول جامعة في المملكة تختصُّ بتدريس طلاب المنح من أبناء العالم الإسلامي، وهي الجامعة الإسلامية عام 1381هـ، ومنها كذلك تقديم أول مسابقة فوازير تلفزيونية للأطفال على مستوى المملكة عام 1389هـ، بالإضافة إلى اعتبار المدينة المنورة أول مدينة سعودية بلا أُميَّة وذلك في شهر ربيع الثاني من عام 1426هـ، وغيرها من الأوليات التي تُسلّط الضوء على تاريخ المنطقة وتميزها.