ونحن على بعد أيام قليلة فقط من انتهاء هذا العام، وبداية عام ومرحلة جديدة، علينا أن نعترف أن الـ 2018 لم يكن عاماً عادياً، وأنه كان من أكثر السنوات التي شهدت أحداثاً عديدة، وربما أتاحت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي لقيت انتشاراً زائداً ومميزاً خلال الـ 365 يوماً في 12 شهراً، وهو الأمر الذي كان مميزاً للكثير من الأشخاص العاديين جداً وغير المشهورين، الذين تمكنوا من خطف الأنظار نحوهم للعديد من الأمور التي قاموا بها.
ونقلاً عن موقع «سكاي نيوز»، تنقل لكم «سيدتي» أبرز هؤلاء الأشخاص العاديين الذين باتوا حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في كل العالم خلال العام الـ 2018 الذي قارب على توديعنا.
«مامادو غاساما».. شجاع من وسط أفريقيا
على الرغم من أن الشاب المالي «مامادو غاساما»، كان مهاجراً غير شرعي وصل إلى فرنسا هارباً من بلاده باحثاً عن حياة قد تكون أفضل، وعلى الرغم من حالة التوتر والقلق التي كان يعيشها «غاساما» بسبب وضعه غير القانوني، إلا أنه تحول في ليلة وضحاها خلال شهر أيار / مايو الماضي، إلى بطل حقيقي تتحدث عنه جميع وسائل الإعلام العالمية، وذلك بعد أن خاطر بحياته وقام بتسلق بناية من عدة طوابق في العاصمة باريس لإنقاذ طفل كاد أن يسقط منها ويلاقي مصرعه.
مامادو غاساما:
التصرف الشهم الذي قام به المهاجر المالي غير الشرعي، وشهرته التي تفجرت في ساعات قليلة فقط بعد ما فعل، قلبت حياته رأساً على عقب، وذلك بعد أن قام الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، بتكريم «غاساما» ومنحه الجنسية الفرنسية، بالإضافة إلى تعيينه ضمن قوات دفاع المدن في البلاد.
أطفال الكهف.. القصة العام الأبرز
ربما لم تحظَ أي قصة أو أي حدث حصل في العالم، بالاهتمام الذي حظيت به قصة أطفال الكهف في تايلاند، والتي كان أبطالها 12 طفلاً من فريق ناشئين لكرة القدم، حوصروا برفقة مدربهم داخل كهف مغمور بالمياه في 23 حزيران / يونيو الماضي، واستمر هذا الأمر لقرابة الـ 18 يوماً، نالوا حينها تعاطفاً عالمياً واسعاً. حيث تظافرت الجهود الدولية المختلفة لإنقاذهم، وأصبحوا حديث العالم كله خلال فترة إنقاذهم، وبعد خروجهم من الكهف، أيضاً لاقوا اهتماماً شعبياً كبيراً.
«كلير وينلاند».. المقاتلة التي لم تتخلَ عن الأمل
الناشطة والمؤلفة وسيدة الأعمال الأمريكية الشهيرة «كلير وينلاند»، التي تحولت إلى أكثر شخصية محبوبة على موقع «تويتر»، وذلك كونها كانت تعاني من المرض المزمن «التليف الكيسي»، الذي دفعها لتقوم بتأسيس منظمة خيرية أطلقت عليها اسم مؤسسة «كلير بليس»، التي تهدف إلى مساعدة الأسر التي يعاني أحد أفرادها من نفس المرض.
وخلال هذا العام، لقيت الفيديوهات التي كانت تنشرها «كلير» رواجاً واسعاً وأرقاماً قياسياً في عدد المشاهدات، جراء الطريقة المميزة التي كانت تتحدث بها، وابتسامتها التي لم تكن تفارقها رغم ما تعانيه من آلام بسبب مرضها، وأصاب العالم حزن كبير عندما رحلت هذه المقاتلة عنّا في ثاني أيام شهر أيلول / سبتمبر الماضي.
«ميغان ماركل».. الحلم الذي تحقق
قصص الحب التي تنتهي بالزواج السعيد، دائماً ما تخطف قلوب الناس في كل مكان، فكيف إن كانت هذه القصة فيها نفحة أسطورية ملكية، وبطلتها فتاة عادية جداً من عامة الناس، نعم، إنها الممثلة الأمريكية التي أصبحت أميرة «ميغان ماركل»، وذلك بعد أن وقع الأمير «هاري» بحبها وتقدم للزواج منها، وكان العام الحالي 2018، شاهداً على تتويج هذه القصة بنهاية سعيدة... وملكية.
لحظة عقد قران الأمير هاري وميغان ماركل:
العالم يتضامن ضد العنصرية
أبطال هذه القصة الموجعة التي حدثت في بريطانيا، كانا فتى وفتاة أشقاء من اللاجئين السوريين الذين يدرسون في إحدى المدارس البريطانية، بعد أن انتشر فيديو للفتى وهو يتعرض للضرب المبرح والتهديد بالإغراق والقتل على خلفية عنصرية من بعض الطلاب الآخرين في المدرسة خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وبعد يوم واحد فقط من هذا الاعتداء ظهر فيديو آخر لشقيقته وهي تتعرض للأمر نفسه وفي المدرسة نفسها من قبل طالبات أخريات.
هذان المقطعان المصوران، انتشرا بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وسائل الإعلام المختلفة، ونال الشقيقان تعاطفاً عالمياً كبيراً بسببهما، وأطلقت حملات عديدة لمناهضة العنصرية، كما انطلقت حملة تبرعات مالية تمكنت من جمع أكثر من 49 ألف جنيه إسترليني لمساعدتهما، وفي الوقت نفسه فتحت السلطات البريطانية تحقيقاً في هذه الحادثة لمعاقبة المعتدين.
محمد الزرودي.. بطل مغربي في إسبانيا
بطل آخر خاطر بحياته لإنقاذ الآخرين، وهو المهاجر المغربي «محمد الزرودي»، الذي يعمل نادلاً في أحد مقاهي إسبانيا، والذي هو الآخر فعل كما فعل المالي «غاساما»، حيث قام الشاب المغربي بتاريخ 21 آب / أغسطس الماضي، بتسلق مبنى يتكون من طابقين اندلعت النيران فيه، وتمكن من فتح باب الشقة المشتعلة ومساعدة عناصر الشرطة بإنقاذ من فيها قبل وصول عناصر الدفاع المدني.
شجاعة المغربي محمد الزرودي:
«مينا سمير كامل».. بطل من الشارع
قصص البطولة لا تنتهي، ومن الممكن أن نجدها في أي مكان ومن أشخاص غير متوقعين، ومن تلك القصص البطولية، الشاب المصري «مينا سمير كامل»، الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ فتاة تعرضت للسرقة، وذلك بعد أن تلقى عنها عدة طعنات قاتلة خلال تصديه للصّ وسط الشارع في مدينة أسوان جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، وتوفي «مينا» بطلاً متأثراً بجراحه، دعا له الجميع بالرحمة لموقفه الشجاع.