هناك أشخاص محترفون لديهم القدرة على إنجاز أعمالهم بنجاح واحترافية كبيرين، وهناك آخرون مبدعون، ألقوا بالصندوق جانبًا وابتكروا وسائل جديدة ومبدعة للتفكير خارجه، حتى ينجزوا أعمالهم، وبكل تأكيد أن مدرب اللياقة البدنية البريطاني «مايك هايند»، وصل إلى أقصى حدود التفكير الإبداعي في مجال عمله، وذلك بعد أن قام باتخاذ إجراء غريب للغاية بحق أحد الأشخاص الذين يُدربهم.
وبحسب ما نقله موقع «روسيا اليوم» عن صحيفة «لينتا. رو» الروسية الشهيرة، بأن مدرب اللياقة «هايند»، قام بمنع أحد المتدربين عنده في مدينة «ميدلزبرة»، وهو الشاب «دارين مكلينتوك» البالغ من العمر 27 عامًا، ويزن قرابة الـ254 كيلوغرامًا، من دخول أي مطعم من مطاعم المدينة البريطانية على الإطلاق.
«هايند»، الذي يعتبر أفضل مدرب لياقة بدنية شخصي في المدينة بأسرها، كان قد وافق على تدريب الشاب «مكلينتوك» خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 2018، والغريب في الأمر – ببادرة لطيفة من المدرب – أنه وافق على فعل ذلك بالمجّان، ودون أن يأخذ أي مقابل للحفاظ على صحة الشاب الذي بدأ بالفعل بفقد الكثير من وزنه منذ ذلك الحين.
بهذه الطريقة منعه من دخول مطاعم المدينة
ولأن «هايند» يعرف هوس الشاب البريطاني الذي يدربه بالمطاعم والوجبات السريعة، قام بفعل أمر طريف وغريب في الوقت نفسه، حيث عمل على توزيع مُلصقات تحمل صورة «مكلينتوك» في مختلف أرجاء مدينة «ميدلزبرة»، وكتب عليها عبارة:
«أنقذوا ديبسي! إنه يموت من السمنة. لا تدع هذا الشخص يأكل».
وبشكل كان عكس كل التوقعات، نجحت مساعي المدرب «هايند» بالفعل بأن يفقد «مكلينتوك» الكثير من وزنه، حيث إنه ومنذ أن بدأ حملته لمنعه من دخول أي مطعم في المدينة وحتى حلول عيد الميلاد الماضي، كان الشاب البريطاني قد خسر ما يزيد عن خُمس وزنه، وأصبح يتناول طعامًا صحيًا ويستهلك 3 آلاف و500 سعرة حرارية يوميًا، بدلاً من الـ11 ألف و500 سعرة التي كان يستهلكها في السابق، حتى أنه أصبح بإمكانه الاستلقاء على السرير بمفرده بعد أن كان قبل بدء التدريب لا يستطيع فعل ذلك إلا بمساعدة أحدهم، ووصل به الأمر أن نجح بتسلق تلة ارتفاعها 420 مترًا بالقرب من المدينة برفقة مدربه.
«لقد بدأ بشكل جيد، وهو يسعى لذلك، وأهم شيء أنه يبتسم باستمرار».
هذا ما قاله المدرب «مايك هايند»، بعد أن رأى الإنجاز الذي استطاع «مكلينتوك» القيام به. ومن جهته، اعترف الشاب البريطاني – الذي كان سمينًا جدًا في السابق – بأنه بدأ يفقد وزنه في الأساس بسبب رغبته في عدم إزعاج والدته التي تشعر بقلق شديد بشأن صحته. كما أنه يحلم بأن يبدأ حياة طبيعية، لأن الناس من حوله كانوا يضحكون عليه باستمرار بسبب سمنته ويسخرون منه، كما لم يكن بمقدوره أن يقوم بالعديد من النشاطات اليومية البسيطة جدًا مثل ربط أشرطة حذائه.
الأمور تسير بشكل جيد مع «مكلينتوك»
«مكلينتوك»، المشجع المهووس بفريق مدينته لكرة القدم، فريق «ميدلزبرة»، استطاع وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة أن يذهب إلى إحدى مباريات الفريق ويشاهدها بالملعب، حيث أهداه اللاعبون قميص النادي تشجيعًا له، وأرسل له كابتن الفريق السابق رسالة تمنى له فيها حظًا سعيدًا، كما عرفه مشجعو الفريق في الملعب وهنأوه على نجاحاته والتقطوا معه صور الـ«سيلفي».