كثيرون حول العالم، يواجهون معاركهم الخاصة الصعبة، والتي قد تكون مُستحيلة أحياناً، بكل هدوء وصمت وشجاعة، معارك قد لا يعرف بها إلا أناس قلائل مقربون من هؤلاء «المقاتلين»، رغم أن قصصهم يجب أن يعرفها العالم كله، حتى تكون مصدر إلهام لكثيرين غيرهم، يخوضون بدورهم معارك مشابهة، غير أن البريطانية «جين تايلور»، قررت أن تكسر هذا الصمت، وتحكي للجميع كيف تمكنت من الانتصار في معركتها ضد السرطان.
«جين تايلور»، التي تعمل مديرة حسابات في العاصمة البريطانية لندن، تحلت بجرأة وشجاعة كبيرتين في مواجهة مرضها، وذلك عبر قيامها بالتقاط عدد من الصور لنفسها، خلال رحلة مواجهتها وشفائها من السرطان، وذلك بعد أن قامت بإجراء عملية جراحية دقيقة وخطيرة للغاية، من أجل إعادة بناء وجهها بعظمة من كتفها.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز» عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية الشهيرة، فقد أخبر الأطباء «تايلور»، بأنها مصابة بورم خبيث في الفك العلوي خلال العام الماضي 2017، وحينها كانت قد خضعت لثلاثة أسابيع صعبة من العلاج الكيماوي القاسي قبل أن تجري العملية الجراحية الخطيرة، التي استغرقت ما يزيد عن الـ 16 ساعة في غرفة العمليات.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه وبعد أن أجرت «جين تايلور» هذه العملية الجراحية وقام الأطباء بإزالة الورم الخبيث، بدأت تتعلم من جديد كيف تتناول الطعام والشراب، وكأنها تفعلها للمرة الأولى، إلا أن هدف الفتاة البريطانية الشجاعة، لم يكن يتوقف عند تمكنها من تناول الطعام والشراب، بل أن تتأقلم مع شكل وجهها الجديد، وهذا هو التحدي الأكبر الذي كان بالنسبة لها.
خطرت على بال «تايلور» فكرة ذكية للتعامل مع هذا الوضع، وقررت أن تقوم بالتقاط صورة لهيئة وجهها بعد العملية الجراحية، والتحولات التي تطرأ عليه مع الزمن، وكانت يومياً تقوم بالتقاط صورة واحدة وتحتفظ بها، وذلك بقصد أن تلحظ التقدم الذي سوف يطرأ على حالتها، والمدهش في هذه الصور، أنها أظهرت كيف كان التورم في وجهها يختفي شيئاً فشيئاً حتى ولو كان ببطء شديد، وكيف كان وجهها – الذي بدا مشوهاً جراء العملية – يعود إلى شكله الطبيعي مع مرور الوقت.
وبحسب الـ«ديلي ميل»، أن «جين تايلور»، كانت في بداية ظهور عوارض المرض عليها، تعتقد بأنها تعاني من «خُرّاج» عادي في فكها، ولكن الأطباء أخبروها بعد الفحوصات الطبية، بأنها كانت مصابة بنوع من السرطان في الجانب الأيمن من وجهها، يُدعى الـ«ساركوما»، وهو نوع نادر للغاية من هذا المرض الخبيث، يمكن أن يصيب أي جزء من جسم الإنسان، واتضح لهم أنه سبب هذا التورم في فمها.
وفي تصريح لـ«تايلور» أدلت به للـ«ديلي ميل» البريطانية جاء فيه: «لم أشعر بأي ألم في بداية الأمر، فقط كنت أشعر بشيء ما في مقدمة وجهي، كان هناك ورم خلف أنفي وأسناني، لكنه كان كبيراً جداً. طبيب أسناني قال إنه خراج لكنني شككت في ذلك، حيث لا يمكنك أن تتوقع من طبيب الأسنان أن يشخص سرطاناً نادراً جداً كالذي أصبت به، لذلك ذهبت إلى مستشفى لعمل فحص بنسيج الجسد».
«جين تايلور» الآن، تتماثل للشفاء، وشكل وجهها بدأ يعود تقريباً إلى ما كان عليه قبل إصابتها بالمرض وبعد إجرائها العملية الجراحية، وعلى الرغم من أنها نجحت في فكرتها بأن تتأقلم مع شكلها الجديد من خلال توثيق رحلة علاجها بالصور، ولكن بكل تأكيد السبب الحقيقي الذي جعلها تنجح في ذلك، هو شجاعتها وإرادتها الصلبة بأن تنتصر في معركتها هذه، وتظهر للعالم كله أن أي مريض مهما كان مرضه، بإمكانه النجاح في معركته الخاصة التي يخوضها بعيداً عن الأنظار.