أخيراً، سلّم العام 2018، ليلته الأخيرة للعام الجديد 2019، وشهدت هذه اللحظة احتفالات واسعة في مختلف أرجاء ودول العالم، وفي كل ليلة «رأس سنة»، تبدأ الأمنيات بعام أفضل وأكثر طيبة، تتصاعد إلى السماء من كل هذه القلوب الفرحة بالعام الجديد، ومنذ الأول من كانون الثاني / يناير، وحتى 31 من كانون الأول / ديسمبر ينتظر جميع الناس في دول العالم الاحتفال بهذه الليلة، حيث أنها لن تعود إلا بعد 12 شهراً آخرين. ولكن دولة واحدة وشعباً واحداً فقط، لا يكتفون باحتفال واحد بهذه المناسبة.
ربما سيكون أمراً غريباً عندما نعرف بأن «روسـيـا»، هي الدولة الوحيدة في كل العالم، التي تحتفل بليلة «رأس السنة» 11 مرة، وليس مرة واحدة فقط كباقي الدول، ولكن عندما نعرف الأسباب فإننا بكل تأكيد سنجد أن هذه الاحتفالات الـ 11 منطقية للغاية، رغم أن هذا الأمر سيظل شيئاً مدهشاً.
أكبر دول العالم مساحة..
لا تعتبر روسيا دولة عادية كباقي دول العالم، فهي عملاق ضخم يتمدد على خارطة الكرة الأرضية، وتعتبر أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، إذ تغطي ما نسبته تقريباً «ثُمن 8/1» مساحة الكرة الأرضية المأهولة بالسكان، حيث تبلغ مساحتها 17 مليوناً، و75 ألفاً و400 كيلومتراً مربعاً، والمدهش في هذا الأمر بأنها تقريباً تعتبر ضعف مساحة دولة «كندا»، التي تحتل المرتبة الثانية بأكبر دول العالم مساحة.
هذه المساحة الهائلة لروسيا، خلقت فيها العديد من أقاليم التوقيت، حيث أن التوقيت في شرق البلاد، مختلف عنه في وسطها أو غربها، وربما من المثير للدهشة مرة أخرى، حين نعرف بأن الرحلة بواسطة القطار بين العاصمة الروسية «موسكو»، التي تقع في الغرب، وبين ميناء «فلاديفستوك» الذي يقع في الشرق، تستغرق سبعة أيام كاملة، تمر خلالها عبر ثمانية من أقاليم التوقيت.
زد على ذلك بأنها تمثل جسراً بين أهم قارتين في العالم، وهما قارتي أوروبا وآسيا، إذ أن روسيا تمتد عبر كامل منطقة شمال القارة الآسيوية، حتى40% من أوروبا، على جانب آخر فهي تعد تاسع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، بأكثر من 143 مليون نسمة. لهذه الأسباب ندرك لماذا تحتفل روسيا بـ«رأس السنة» 11 مرة في الليلة نفسها في مختلف مدن وأنحاء البلاد.
الاحتفالات التي لا تنتهي..
وعندما تدق الساعة الثانية عشرة مراتها الـ 11 في روسيا، تبدأ الاحتفالات في جميع أرجاء البلاد، حيث تتحول كل من ساحة «مانيجنايا»، وشارع «تفيرسكايا»، و«لوبيانكا» وغيرها من الميادين، مسارح تضج بالحياة والموسيقى والاحتفالات التي تصاحبها الألعاب النارية التي تضيء سماء العاصمة موسكو.
وبحسب «سكاي نيوز»، فمساحة روسيا الكبيرة تعطيها تنوعاً واسعاً في مختلف الثروات والمجالات، لذلك فإن مائدة رأس السنة الذي يعتبر إعدادها من أهم مراحل التحضير للاحتفال بهذه المناسبة، نالت نصيبها من هذا التنوع، حيث تحاول كل عائلة روسية التباهي بالأكلات المتنوعة على مائدتها. ومع ذلك، هناك بعض الأطباق التقليدية، التي يجب ألاّ يخلو منها أي بيت روسي، وعلى رأسها سلطة «أوليفييه» الروسية المشهورة، والتي تسمى في الدول الأخرى بالسلطة الروسية، وكذلك السلطة المسماة بـ «الرنغة تحت معطف الفرو» وغيرهما.