نقاد خليجيون: سقوط ذريع لدراما رمضان

5 صور

على الرّغم من انتهاء شهر رمضان، لا تزال المسلسلات التي عرضت في الشهر الفضيل تُثير انتقاد أهل الصحافة، بسبب تدنّي المستوى الفنيّ لمعظم الأعمال، وخروجها بصورة ضعيفة لا تراعي الذائقة الجماهيريّة.

علي فقدنش: أعمال ضعيفة
في البدء، هاجم الناقد والإعلاميّ علي فقندش مستوى الأعمال الرمضانيّة هذا العام، حيث كشف في مستهل حديثه أنّ مسلسلات رمضان يُمكن أن تُصنّف في قائمة المسلسلات الضعيفة، حيث لم تقنعه الكثير من تلك الأعمال، ورأى أنّها دون المستوى المطلوب؛ وهو لم يجد إلا مسلسل «العراف» للفنّان عادل إمام كعمل متكامل، شدّه إلى متابعته بصورة دائمة. وقال إنّ "العراف" هو العمل الدراميّ التلفزيونيّ الوحيد الذي نجح في تقديم نفسه إلى خارطة الدراما الرمضانيّة بقوّة، معتبراً أنّ مجموعة من مسلسلات رمضان المحليّة السعوديّة هي مجرّد اجتهادات شخصيّة، تُحاول أن تجد لها مكانها الدائم عبر شاشة رمضان، مثل مسلسلي «كلام الناس» للفنّان حسن عسيري والفنّان «فايز المالكي»، منوّهاً في السياق ذاته بأنّ زحمة الأعمال الرمضانيّة هي من دون أدنى شك تُضعف نسبة المشاهدة المتأنّية للكثير منها، وبالتالي يرى أنّ النسبة الأكبر من المعروض في رمضان تذهب أدراج الرياح.
وكشف أنّ ضعف المستوى الدراميّ هذا العام وزحمته، أدّيا إلى تطبيقه نظريّة الفنّان عبادي الجوهر بالحرص على المتابعة بعد رمضان، خصوصاً أنّ نسبة المادّة الإعلانيّة تكون أقلّ في مساحة عرضها، بـتأكيده أنّ المشاهد بات حريصاً على متابعة مسلسلات الموسم الرمضانيّ بعد شهر رمضان، برغم أنّ كلّ القنوات تتصارع دائماً على «كعكة» العرض الرمضانيّة. وقال فقندش: "لهذا أرى أنّ المشاهدة بعد الشهر الفضيل تكون أقدر على كشف مستوى الأعمال بصورة أكثر عمقاً وأجمل وضوحاً".
وقال الناقد والإعلاميّ «علي فقندش»: لو أردنا تحديد الأعمال التي كانت أكثر بروزاً من غيرها في رمضان الحالي من بين الأعمال الأخرى لوجدنا أنّ مسلسل «أبو الملايين»، والذي عرض على شاشة mbc هو الأكثر مشاهدة، برغم أنّه لم يكن مقنعاً في الكثير من أحداثه التي قدّمها؛ فالعمل يدخل في قائمة الأعمال ذات المستوى المتدنّي في رمضان هذا العام".

صلاح مخارش: السدحان بدون ناصر لا شيء
من جهته، قال الناقد والإعلاميّ «صلاح مخارش»: "إنّ الكثير من القنوات الفضائيّة تواصل عمليّة السقوط المتكرّر في شهر رمضان؛ بسبب حرصها على ملء ساعات بثها من دون الحرص على ذائقة المشاهد؛ وهي لا تعمد إلى الانتقاء الجيّد للأعمال، بل تتسابق على مسلسلات رمضانيّة هزيلة مثل تلك التي شاهدناها بكثرة هذا العام".
وتابع يقول: "ما شدّني للمتابعة من خلال قناة mbc هو مسلسل «أبو الملايين»، ومسلسل «العراف»، وأيضاً كوميديا «واي فاي». ففي «أبو الملايين» يُمكن أن نقول عن العمل بأنّه جيّد، وإن خابت توقّعاتي بعض الشيء، حين ظننت أنّه سيكون أكبر من ذلك، خاصّة مع وجود الثنائيّ الخليجيّ العربيّ الكبير حسين عبدالرضا، وناصر القصبي، حيث ظلّ اسماهما طوال العمل أكبر ممّا قدّماه، وبرز إلى جانبهما في هذا المسلسل الإماراتيّ علي التميميّ (بن شوصان)، وكذلك الأم العراقيّة سمر وحسن البلام وريماس منصور. ولكن يظلّ العمل جيّداً ومشاهداً بالمقارنة مع الأعمال الأخرى، التي قدّمت في تلك الفترة في بقيّة القنوات، مثل: «كلام الناس»، الذي كرّر نفس الوضع في العام الماضي، ولم يرتقِ إلى الأعلى، وكذلك «سكتم بكتم»، الذي ينطبق عليه أيضاً هو الآخر نفس ما ينطبق على «كلام الناس». فقد خرجا هذا العام تماماً من قائمة المنافسة، وإن كان مسلسل «سكتم بكتم» شوهِدَ أكثر بين فئة الصغار من الأطفال. وفي المقابل، لو وسعّنا رؤيتنا لبقيّة الأعمال العربيّة، فإننا نستطيع أن نقول إنّ «عرّاف» عادل إمام مسلسل حقّق نجاحاً رائعاً؛ حيث إنّه محبوك دراميّاً بصورة مميّزة".
وختم قائلاً: "إنّ هذا العام حمل سقوطاً جديداً للفنّان عبدالله السدحان في مسلسله «هذا حنا»، وكشف أنّ السدحان بدون ناصر القصبيّ يؤكّد مجدّداً أنّه لا شيء.!".

المخرج ممدوح سالم: مستوى هزيل لسعاد عبدالله وحياة الفهد
من جانبه، قال المخرج ممدوح سالم إنّّ مسلسل «أبو الملايين» استطاع أن يشدّ إليه النسبة الأعلى من المشاهدة في رمضان هذا العام؛ لوجود أسماء كبيرة مثل حسين عبدالرضا وناصر القصبي، رغم أنّ العمل، لو تعمّقنا في مضمونه لوجدنا أنّه لا يحمل أيّ قضيّة، فهو بدون هدف واضح تتمحور حوله قصّة العمل". وقال: "كنت أتمنّى أن أرى طرح قضيّة تُعزّز المشاركة المتميّزة لنجوم كبار مثل حسين عبدالرضا، والفنّان ناصر القصبي الذي يبدو أنّه نجح أخيراً في الخروج من عباءة «طاش ما طاش»!
وعن بقيّة الأعمال الرمضانيّة، قال ممدوح سالم إنّه وجد في الكثير من المسلسلات السعوديّة صورة شبه مكرّرة في كلّ عام، فلم نجد فيها أيّ جديد، خصوصاً في مسلسلات مثل «كلام الناس» و«سكتم بكتم»، اللذين يبدو أنّهما يسيران في خطّ واحد لا جديد فيهما، واستغرب سالم بأنّ يكون مستوى مسلسل «البيت بيت أبونا» بهذا المستوى الهزيل، برغم أنّه حمل اسم نجمتين معروفتين في نجاحمها معاً، وهما سعاد عبدالله وحياة الفهد. ولكنّ المسلسل لم يكن بتلك الهالة الإعلاميّة المصاحبة لوجود هاتين النجمتين.
ووجّه ممدوح سالم سهام نقده إلى برنامج «واي فاي»، حيث قال إنّه برنامج يدخل في إطار برامج التقليد، والتي تُحاكي البرامج التلفزيونيّة الأخرى، ولم يشعر المشاهد بأنّ فيه أيّ إضافة.

الإعلاميّة هالة حكيم: سقطة كبيرة في المدرسة الخليجيّة
وبدورها، قالت الإعلاميّة هالة حكيم إنّ ما شاهدناه هذا العام في خارطة البرامج الرمضانيّة يُعتبر سقطة كبيرة في المدرسة الخليجيّة. وفي المقابل، وجدنا تفوّقاً واضحاً للمدرسة الدراميّة المصريّة، في ظلّ ندرة الأعمال السوريّة، مؤكّدة بأنّ المسلسل الخليجيّ «أبو الملايين» لم ينجح في جذب المشاهد على عكس مسلسل «العراف» و«موجة حارة»، وغيرها من الأعمال الدراميّة المصريّة التي حقّقت نسبة مشاهدة عالية، وأيضاً أردفت «حكيم» بقولها إنّ مسلسل حسن عسيري «كلام الناس2» حصل على علامة السقوط هذا العام، في المقابل طرح مسلسل «سكتم بكتم» للفنّان فايز المالكيّ عدّة مواضيع كانت أكثر تميّزاً من مسلسل «كلام الناس»، أمّا عن برنامج «واي فاي» فقالت إنّه أقرب إلى التهريج منه إلى العمل الكوميديّ.