في الماضي البعيد ولأسباب مختلفة، كان كلا الجنسين من الرجال والنساء لا تظهر عليهم علامات تقدم السن إلا في سن الستين أو السبعين، فيظل شعرهم أسود لغاية العقد السادس تقريباً، لكن اليوم جراء الهموم الاقتصادية والضغوطات الاجتماعية والسياسية والمالية، بدأ شعر الشباب والفتيات يتلون بالأبيض مبكراً عكس أجدادهم القدماء وآبائهم، وكشفت دراسة حديثة عن ذلك. حيث اكتشف علماء جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن شيخوخة الإنسان تبدأ في مرحلة الشباب، وتستمر حتى وفاته دون أن تتوقف في يوم ما.
ويؤكد بعض الخبراء أن الإنسان عندما يبلغ مرحلة الشيخوخة، فإنه عملياً يتوقف عن الشيخوخة. فالجسم في عمر 93 في نفس حالته في عمر 97 سنة، على أساس أن عملية الشيخوخة تتوقف أو تتباطأ جداً. فإذا صدقنا أصحاب هذه النظرية المبنية على افتراضات بشأن وجود حدود معينة، يصبح تطور العمليات العمرية في الجسم بطيئاً جداً.
ومما يؤكد صحة هذه النظرية، الإحصائيات الموجودة. فمثلاً، الإنسان الذي بلغ التسعين من العمر يزداد خطر وفاته مقارنة بالذي بلغ 75 سنة من العمر. ولكن، إذا عاش إلى 105 سنوات فإن مستوى خطر وفاته لا يتغير مقارنة به في عمر 90 سنة.
ولكن، اتضح للباحثين أن جميع هذه الفرضيات مبنية على الأخطاء الإحصائية. فعدد كبير من الأشخاص الذين عمرهم 75 سنة، سجلوا في الإحصائيات عن طريق الخطأ على أنهم أكبر سناً، والذين عمرهم 98 سنة، هم فعلياً أصغر سناً. ونتيجة لهذه الأخطاء الإحصائية، يبدو الشخص الذي توفي في عمر متوسط وكأنه توفي في عمر أكبر من عمره الحقيقي.
وأشار علماء الجامعة استناداً إلى سيناريو افتراضي، إلى أن العمليات المرتبطة بالتقدم بالعمر لا تتوقف أبداً، وأن البنية البيولوجية لجسم الإنسان تتدهور وتضعف دون توقف منذ بلوغه وحتى مماته.
لكن ربما يساعد كثيراً عيش الإنسان منذ شبابه، حياة صحية طبيعية، في منحه صحة أفضل، يقاوم فيها تلقائياً تقدمه في العمر، والحيلولة دون تعرضه لشيخوخة مبكرة، والتمتع قدر الإمكان بما أنعم الله عليه، والضحك والتفاؤل دائماً؛ لأنهما حسب دراسات عديدة تقوي الذاكرة وتزيد مناعة فئة كبار السن.