دمجت وزارتا الثقافة والإعلام بعضاً من الفعاليات الثقافية والندوات والمسرحيات والعروض الفلكلورية في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في مدينة جدة، فهل جاء ذلك في صالح معرض الكتاب خصوصاً وأن الكتاب الورقي فقد كثيراً من شعبيته في ظل الثورة الرقمية.
"سيدتي" ناقشت ذلك مع نخبة من أصحاب الرأي إضافة لتوقعاتهم لما سيكون عليه المعرض بعد عشر سنوات قادمة:
كتب افتراضية ومشاهد هلوغرامية
يجد الكتاب والمخرج سلطان ردة، بأن ذلك إضافة مميزة لمعرض الكتاب وأن تلك الفعاليات جاءت من روح المعرض، فقد حاكت الكتب مواضيعها وكُتابها وجمعت ما بين جماد الكتب وإحيائها بطريقة جذابة.
يقول: "لا شك بأن هذا الشكل من الدمج يجذب القراء للبحث عن الكتب وتفاصيلها من خلال هذه العروض، ويعتبر أداة تسويقية فيما لو تم استخدامه باحترافية".
ويستطرد: "وكأني أشاهد معرض الكتاب بعد عشر سنوات وقد أصبحت له أكثر من نبوءة خصوصاً في ظل التقدم والتطور السريع الذي نعيشه، وأتوقع أن نشاهد كتباً افتراضية يتم شراؤها بالكود، طرق عرض خلابة للكتب قد تحمل تصويراً درامياً مشهدياً يحاكي ما في الكتاب، ويتم عرضه بتقنيات هلوغرامية كنوع من التشويق".
عصر جديد
نحن نعيش عهداً جديداً حين تزين معرض الكتاب بشكله الحضاري، وفي رأي الكاتبة نجود حسن فإن ذلك أصبح يصب أولًا وبشكل عام في مصلحةً "الزائر والقارئ الباحث" بشكل خاص. فأصبح المعرض يحمل بين جنباته مناسبات بروح أكثر نضارة وأسرع لإيجاد المعلومة.
تقول: "الكتاب منبر ثقافي ينمي الوعي ويرتقي بالأمة، وأتوقع في السنوات القادمة أن يكون معرض الكتاب ليس مهرجاناً لبيع الكتب فحسب، بل مهرجاناً لصناعة الثقافة وإنتاجها خاصة وأنه يعتبر فعالية وطنية عالمية، ويكون أكثر إثراءً من حيث الأسماء المستقطبة، كما يتم الالتفات أكثر إلى المؤلفين الصغار أصحاب المواهب".
نواة للثقافة والفنون
"نعم أتى ذلك في صالح المعرض ككل، فالتنوع بمكان واحد أمر مطلوب ومرغوب بحيث يستطيع الزائر الاستفادة بأكثر من أمر في وقت واحد أثناء وجوده في المعرض" بهذا الحديث بدأ مروان السليماني كاتب معلم مختص بمجال المكتبات والمعلومات، حديثه معنا، وأكمل: "أتوقع مستقبلاً أن يكون المعرض نواة للثقافة والفنون، وأن يقدّم جميع الخدمات اللوجستية من شركات النشر أو فروع للمطابع، إضافة لخدمة الفنانين، كما سيمتد إلى فترة كافية إلى أكثر من أسبوعين مثلاً".
معارض فنية وفعاليات مسرحية
وقد افتتح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة في وقت سابق فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب تحت شعار "الكتاب تسامح وسلام"، وقدمت ضمن أنشطة المعرض فعاليات، منها البرنامج الثقافي المتضمن أكثر من 50 فعالية وأكثر من 100 من العروض الفلكلورية المصاحبة، ومنها معرض التراث اليمني والأردني والفلسطيني، ومن جمهورية المكسيك، والولايات المتحدة، إلى جانب تنظيم أكثر من 60 ورشة عمل في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي وندوات ومحاضرات ومسرحيات مشتملة على موضوعات اجتماعية وثقافية. كما ضم المعرض أعمالاً فنية ولوحات مرسومة بأيدي محترفين تحمل في طياتها معاني كثيرة تشرف عليها لجنة متخصصة من ذوي الخبرة والمعرفة في هذا المجال، وهناك أجنحة داخل المعرض، ومنحوتات أخرى عرضت خارجه على ضفاف البحر الأحمر.