قد لا يفكِّر الرِّجال كثيراً بأنَّ طريقة وضع الشماغ فوق رؤوسهم ستحلُّ كثيراً من علامات الاستفهام عن شخصيَّاتهم، وعن أمزجتهم اللحظية، خصوصاً أمام زوجاتهم، وربَّما يعرف البعض الأسرار التي تبحث عنها النِّساء من طريقة وضع الشماغ، فيضعونه وفقاً للحالة المزاجيَّة التي يودُّون إظهارها للمحيطين بهم، وليست الحالة الحقيقيَّة.
«سيِّدتي نت» فتَّش تحت الأشمغة؛ لمعرفة أمزجة الرِّجال، وكيف تكشف السعوديَّات ذلك، والتفاصيل في هذا التحقيق.
المضمون أهم
تؤكِّد الروائيَّة السعوديَّة «فاطمة آل عمرو» أنَّ مضمون الشَّخص هو الأهم بالنِّسبة لها، تستدرك: «يكشف الشماغ شخصيَّة الرَّجل السعوديّ مباشرة كانطباع أول، فالمظهر يعكس شخصيَّة الإنسان نفسه، إذا كان شخصيَّة عمليَّة أو متكبِّرة، لذلك يهتم الكثيرون بطريقة ارتداء الشماغ، وعلى الرُّغم من أنني ضد أن يرتديه الرَّجل في الزواج، إلا أنَّ الشماغ يبقى زياً رسمياً، وهو عبارة عن عادات وثقافات ليس أكثر، لكنَّ البعض يبالغون أحياناً في طريقة ارتدائه التي تكون وفقاً للمنطقة التي هم منها، فأهل الجنوب يرتدون الشماغ بأسلوب مختلف عن أهل الحجاز، أمَّا أنا، فالمهم بالنِّسبة لي هو الإنسان بداخله وشخصيَّته، وما أسهم به في خدمة المجتمع، وليس بما يرتديه».
وتقول إحدى الزَّوجات التي فضَّلت أن تكني نفسها بـ«أم سارة»: «حين يعود زوجي إلى البيت، أنظر مباشرة إلى شماغه؛ لأعرف حالته المزاجيَّة، فإن كان نازلاً من فوق كتفيه، أعرف أنَّه منشرح الصَّدر، وإن كان ملثماً، لا أقترب منه حتى يهدأ تماماً، وجرَّبت هذه الطَّريقة، ونجحت كثيراً بمعرفة حالات زوجي النفسيَّة والمزاجيَّة من دون أن يتكلَّم».
احتيال واهتمام
أكَّدت أم عادل أنَّ زوجها أحياناً يحتال عليها بطريقة ارتدائه الشماغ، وتقول: «أحياناً يرتديه ليُظهر أنَّه حزين أو مريض، فقط ليسمع منِّي سؤال اطمئنان عن صحَّته واهتماماً به، ورغم أني أعرف ذلك، وهو أكدَّه لي عن طريق تصرُّفه بعد أن أسأله السؤال المعتاد عن حالته، يعدِّل شماغه بوضعه على رأسه وفق حالته الحقيقيَّة، وليس كما فهمت، لكنني سعيدة أننا متفاهمان في الحياة كلّها».
سمة ثقافيَّة
يؤكِّد أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود «حزاب بن ثاني الريس» أنَّ الشماغ ثقافة خليجيَّة محليَّة، ويُعدّ سمة ثقافيَّة، وبالتالي يُعطي دلالات ومعاني، ويضيف: «يختلف رجال المجتمع السعوديّ في طريقة ارتدائهم الشماغ عن باقي الدول الخليجيَّة، فهو لدينا سمة مناطقية، وكل منطقة ترتديه بطريقة مختلفة عن الأخرى، بحكم التعود، والمناسبة وأحوال الطقس، وبمجرَّد أن يدخل أحد مكتبي، أفهم شخصيته من طريقة وضعية الشماغ على رأسه، وهذا يحتاج فهماً عميقاً للثَّقافة الخليجيَّة، والسعوديَّة تحديداً، فلكل منطقة ثقافتها في ارتداء الشماغ، فهو سمة ثقافيَّة تُعطي دلالة مناطقية، أو حركة شبابيَّة ليست مزاجيَّة، وحين تفهمها فإنَّك تفهم دلالاتها، وتفكك الرموز، فتعطي دلالات الرموز».
ويقول الكاتب المسرحي «علي المجنوني»: «نعم، للطَّريقة التي يرتدي بها الرَّجل الشماغ دلالات، وإن لم تكن صارمة قط»، مضيفاً: «الشماغ في السعوديَّة شكل من أشكال ثقافة المجتمع، ويمثل «كوداً» من أكوادها، هذا على المستوى الأوسع، أمَّا على المستوى الأضيق، ففي داخل كل ثقافة أشكال مختلفة تعبِّر عن التنوُّع الذي يتميَّز به المجتمع الذي يحمل تلك الثقافة».
عقدة في طرف الشماغ
ويكشف مصمم الجرافيك «سعد القرني» أنَّه حين لا يريد أن يتكلَّم مع أحد، يتلثم بالشماغ، ويضيف: «إنَّ طريقة إرسال الشماغ تُعطي انطباعاً على الكبر، أو أنَّ الشَّخص الذي يفعل ذلك يريد أن يعطيني انطباعاً أنه شخصيَّة مهمَّة، وحين يتم وضع الشماغ ملفوفاً فوق الرأس، يعطي دلالة أنَّ الشَّخص مشغول جداً، ولديه مهمَّة عمل، أمَّا إذا وضع طرف الشماغ على الكتف، فيُعطي انطباعاً بالأريحيَّة والسَّعادة، وقد يجعل الرَّجل السعوديّ عقدة في طرف الشماغ لتذكِّره بأمر ما، فكلَّما رأى العقدة، تذكَّر ما يريد تذكُّره، وهو خارج منزله، أو وهو عائد إليه».
القصدير في الشماغ دلالة فتوة
يؤكِّد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم الدكتور «عبدالعزيز المشيقيح» أنَّ الشماغ ذا اللون الأحمر وليس الأبيض تحديداً، عادة شعبيَّة قويَّة في المجتمع السعوديّ، على الرُّغم من أنَّ اللون الأحمر في غير الشماغ غير مفضَّل للرَّجل، وعن ذلك يقول: «بالطّبع يكشف الشماغ عن شخصيَّة الرَّجل السعوديّ بكل إيجابيَّاتها وسلبيَّاتها، فعندما يكون لدى الرَّجل صفقة تجارية مهمَّة «يمسس» شماغه، أي يكون حاداً مرسلاً، وحين يضعه كله فوق رأسه دلالة على انشغاله، وحين يكون مرسلاً يكون للتوضيح أنَّ حالة الرَّجل النفسيَّة مرتفعة، وأنَّه أنجز مهمَّة عمل، أمَّا حين يكون في وضعيَّة «الملثم»، فيدلُّ ذلك على أنه لا يريد التحدُّث إلى أحد ممن يعرفهم».
ويوضِّح الدكتور المشيقيح أنَّ المرأة المتزوِّجة أيضاً تعلم أسرار الشماغ من خلال اعتياد رؤيتها لزوجها في مختلف حالات ارتدائه.
ومن تقليعات الشَّباب أنَّهم يضعون القصدير في أعلى الشماغ، ليكون محدداً تحديداً واضحاً، أو يضعون عليه الكثير من النَّشا، وذلك دلالة على الفتوة والشَّباب.
تحذير للرجل: الشماغ يكشف أسرارك!
- أخبار
- سيدتي - حسين أبو السباع
- 26 أغسطس 2013