السعوديات وفوبيا الخادمات الإثيوبيات

9 صور

بعد سلسلة جرائم قتل الخادمات الإثيوبيات للأطفال الأبرياء في المجتمع السعودي، وتحولها إلى ظاهرة تثير الرعب في أغلب المدن السعودية، قامت وزارة العمل، وكردة فعل وبعد التنسيق مع وزارة الداخلية بإيقاف الاستقدام من إثيوبيا بصفة مؤقتة؛ حتى يتم إجراء الدراسات اللازمة.

ضحية الحليب المغلي
آخر ضحايا الخادمات، حتى كتابة هذا التحقيق، الطفل عافت فواز العنزي «4 أعوام»، بعد أن دفعت به العاملة الإثيوبية إلى قدر حليب يحوي حليباً مغليّاً؛ ما تسبب في إصابة الطفل بحروق في الصدر والبطن والفخذين؛ والد الطفل فواز العنزي قال: عندما تعالت أصوات «عافت» في المنزل؛ هرعت والدته لنجدته لتجده، وهو في حالة يرثى لها، بعد أن تعرض لحروق متفرقة في جسده؛ بسبب حليب مغلي، وعلى الفور قمنا باصطحابه لمستشفى الأمير عبدالرحمن السديري، وهنا تقرر إدخاله إلى قسم العناية المركزة، حيث أصيب بغيبوبة، ومن ثم توقف قلبه وفارق الحياة.
ويضيف العنزي: تم توجيه الاتهامات للخادمة الإثيوبية بناء على اعترافها بنفسها على القيام بتعمد سكب الحليب المغلي على ابننا عافت.

آراء
هنادي المزروع -مدربة تطوير ذات- تعلق على تلك الجرائم قائلة: «لا أدري ما ذنب هؤلاء الأطفال؛ ليتم الانتقام منهم بهذه الوحشية؟ مهما بلغت درجة المعاملة السيئة التي يدعي البعض أنهن يتعرضن لها، ولذلك لا أؤمن مطلقاً بجدوى الخادمة في المنزل، أيّاً كانت جنسيتها، فهي مؤشر على كسل النساء وعدم قدرتهنّ على القيام بواجبهنّ تجاه الزوج والأبناء، وحبذا لو عدنا للتأقلم مع عدم وجود خادمة مثلما كان الحال قديماً.

ضد التعميم
وتشير الدكتورة وفاء عون -أستاذ مشارك في جامعة الملك سعود- إلى ضرورة عدم التعميم في توجيه الاتهامات للخادمات من الجنسية الإثيوبية، فهن كغيرهن من البشر، منهن الصالحة ومنهن الشريرة.
وتؤيد المذيعة، هناء الركابي ما سبق وتقول: «تجربتي مع الخادمات الإثيوبيات إيجابية، وهنّ معروفات بالأمانة، والنظافة، وأعتقد أنّ وراء ما يحصل حاليّاً من جرائم باسم الإثيوبيات له أسبابه الخفية، قد يكون من أهمها مكاتب الاستقدام من خلال جلب الخادمات من مناطق جديدة لها معتقداتها الدينية بقتل الأطفال، أو أن يتم التغرير بالخادمات اللاتي يتعرضن لصدمات نفسية بعد وصولهنّ للعمل، وهذه التراكمات النفسية قد تتحول لعدوانية؛ ولذا لابد من مراقبة مكاتب الاستقدام، وصياغة ضوابط وعقود تضمن حقوق الطرفين؛ أسوة ببقية الدول المجاورة».

شركات
يركز المخرج السينمائي ممدوح سالم على أهمية التأكد من نظامية العاملات؛ لما في ذلك من المصالح التي تصب في صالح الأسر، ومن المهم أيضاً إيجاد شركات مسؤولة عن العمالة المنزلية.
بينما يقول الإعلامي مجدي المقبل: «لديّ خادمة إثيوبية تعمل منذ ثلاثة أشهر، جيدة في عملها وفي تعاملها مع الأبناء، ومع ذلك لا أخفي قلقي منها»، ويقترح المقبل على مكاتب الاستقدام، وقبل القيام بإجراءات الفيزا بالتنسيق مع إحدى المصاحّ النفسية الموجودة في إثيوبيا؛ للتأكد من سلامة الخادمة النفسية، أو بتكوين لجنة من أطباء وطبيبات لفحصهنّ بعد وصولهنّ.

مظلومات
تفند «حليمة» -خادمة إثيوبية- مقيمة في السعودية منذ أكثر من عشر سنوات، الاتهامات الموجهة للخادمات الإثيوبيات وجنوحهن للعنف وقتل الأطفال الأبرياء، وتبرر ذلك بقولها: لماذا دائماً ما يتم الإعلان عن تلك الجرائم من دون الكشف عن نتائج التحقيقات والأسباب الحقيقية التي دفعت بهن لارتكابها، والتي من المؤكد أنها رد فعل طبيعي للمعاملة السيئة التي يجدنها من تلك الأسر؛ علماً بأن غالبية تلك الخادمات اللاتي يتم استقدامهن لا تتجاوز أعمارهن الثمانية عشر عاما ً، ويتم تكليفهن بجميع الأعمال المنزلية، بما فيها تربية الأبناء من دون أن يملكن أي خلفية بذلك.

حوادث متفرقة
تكرر سيناريو الحليب المغلي مع الطفلة «عالية» عماد العنزي، ذات ستة أشهر؛ فتسببت خادمة الأسرة الإثيوبية الجنسية بفتح صنبور الماء الساخن، وتركته ينزع جلد الطفلة.
أما في محافظة حوطة بني تميم في الرياض، وفي جريمة بشعة ارتكبتها أيضاً خادمة إثيوبية؛ راحت ضحيتها الطفلة لميس، ذات ستة أعوام، من خلال نحرها بسكين، وتركها تصارع الموت غارقة في دمائها داخل دورة المياه.
وبعد أقل من ثلاثة أسابيع على مقتل لميس، شيعت العاصمة الرياض الطفلة السورية إسراء بعد قتلها على يد خادمة إثيوبية طعناً في رأسها بسكين.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على خادمة إثيوبية، في منطقة القطيف شرقي السعودية، كانت تحمل ساطوراً تطارد به عائلة سعودية داخل المنزل، وتحاول قتل ابنتهم الصغرى ذات الست السنوات.
في شهر أبريل الماضي وتحديداً في محافظة الرس بالقصيم؛ اعتدت خادمة إثيوبية على الطفلة «العنود»، ذات الأعوام الثلاثة التي قالت إنّ الدوافع عبارة عن «وساوس شيطانية»؛ سيطرت عليها وتحكمت فيها؛ فدفعتها لتسديد ثلاث طعنات في يدي الطفلة.
وفي أقل من 24 ساعة، وفي محافظة الرس نفسها تعرضت الطفلة «وجد»، ابنة خمسة أعوام، للطعن من قبل خادمة إثيوبية التحقت للعمل لدى الأسرة قبل قرابة ثلاثة أشهر.

الطفل المينجي
المستشار الاجتماعي عبدالرحمن علي يشير إلى عقيدة بعض الإثيوبيين في ذبح الأطفال، وهو ما يعرف بالمينجي Mingi، هو مصطلح يعرف بأنه «لوثة عقائدية» عند بعض قبائل إثيوبيا، وفي اعتقادهم أنّ هذا الطفل عادة يكون إما توأماً، أو ظهرت أسنانه العلوية قبل السفلية، أو ولد خارج إطار الزواج، أو ولد داخل إطار الزواج لكن من دون إذن شيخ القبيلة، وهو يعد لعنة على القرية في عقيدتهم؛ ففي كل نفس يتنفسه ينشر أرواحاً شريرة في القرية، والقتلة يعتقدون أنهم بجريمتهم يضحون بحياة طفل لإنقاذ القبيلة، ويتم التخلص من الطفل إما بالقتل أو الذبح -وهو الغالب- أو الدفن، أو الرمي في الغابة؛ ليموت جوعاً، أو بإغراقه في النهر.
ويحذر المستشار في الوقت ذاته من التعميم؛ فليس كل الإثيوبيين يعتنقون هذه العقيدة، وليس كلهم قتلة للأطفال، فيجب الحذر من الاستقدام من منطقة معينة فقط.