يوماً بعد يوم، يثبت العالم بأن التغيير الذي يحدث فيه باستمرار على جميع الأصعدة، ليس تغييراً طفيفاً أو عابراً، بل جذري للغاية، وفي الوقت الذي نستغرب نحن الذين نعيش في هذه الحقبة الزمنية من هذا التغيير، لا بدّ أن أحفادنا سيرون أنه الأمر الطبيعي واليومي، ومن أكبر الأمثلة على ما ذكرناه سالفاً، حادثة اختطاف زوجة الملياردير النرويجي «توم هاجن»، التي أثارت مؤخراً جدلاً واسعاً.
وبحسب العديد من وسائل الإعلام العالمية، فإن الخاطفين في قضية اختطاف زوجة «هاجن»، خالفوا كل التوقعات، ولم يطالبوا بأموال نقدية عادية، بل اشترطوا لإطلاق سراح زوجة الملياردير النرويجي، أن تكون الفدية بالعملة الرقمية فقط لا غير، حيث طالب الخاطفون بدفع فدية تقدر بـ 10 ملايين دولار أمريكي لإطلاق سراح زوجته، شريطة أن تكون بالعملة الرقمية المعروفة بـ«كريبتوكونزي Cryptocurrency»، وذلك حتى يصعب على سلطات البلاد تحديد هويتهم الحقيقية أو مكان تواجدهم.
ويُشار إلى أن «آن إليزابيث فالكفيك هاجن»، البالغة من العمر 68 عاماً، زوجة الملياردير النرويجي «توم هاجن»، كانت قد اختطفت خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر 2018 من إحدى ضواحي العاصمة النرويجية «أوسلو»، وبعد أن وصل المحققون وأفراد الأجهزة الأمنية إلى طريقة مسدود في العثور عليها، اضطروا إلى الاستعانة بالعامة من الشعب في محاولة لحلّ لغز الاختطاف وتحرير الرهينة. في تصريح رسمي جديد صدر مؤخراً عن قيادة الشرطة النرويجية، جاء فيه: «هدفنا هو إيجاد المرأة على قيد الحياة وإعادتها إلى أسرتها. كما هو الحال في كافة القضايا الجنائية، يعتبر الوقت عاملاً هاماً».
ولا تزال القضية مستمرة حتى هذه اللحظة. ومن الجدير بالذكر، أن ما حدث مع الملياردير النرويجي «توم هاجن»، ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق وأن قام مستثمر روسي بدفع مبلغ يقدر بأكثر من مليون دولار أمريكي بهذه العملة الرقمية الـ«كريبتوكونزي Cryptocurrency» مقابل إطلاق سراحه، وذلك عقب قيامهم باختطافه خلال العام 2017، بشكل مفاجئ من إحدى المدن الأوكرانيّة.