عندما تسأل شاباً عربياً في سن الزواج عن ما يحب أن تكون عليه شخصية زوجة المستقبل، يجيب بأنه يحب أن تكون اجتماعية، مثقفة، لكنه لا يفضلها ذات شخصية قوية؛ ولا ضعيفة لا تستطيع أن تتحمل المسؤولية. فأيهما تفضل ذات الشخصية القوية أم من ليست لها شخصية؟!
أمثال في المرأة القوية
مثل ياباني: الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة...
مثل مصري: في الشارع عروسة وفي البيت جاموسة...
مثل روماني: النساء يتعلمن البكاء ليكذبن...
مثل فرنسي: اللسان سلاح المرأة فكيف تدعه يصدأ بعدم الاستعمال
مثل ألماني: ما لا يقدر الشيطان عليه تقدر عليه المرأة...
مثل لاتيني: عندما تفكر المرأة بعقلها فإنها تفكر بأذى...
اثنان في واحد، كما هو مكتوب على علب الشامبو، فهذا مطلب فؤاد بياض (رجل أعمال)، فهو يحب المرأة التي تجمع بين القوة والوداعة معاً، ويفضلها نهاراً امرأة ذات شخصية قوية، لها حضورها المتميز أينما حلت، متفهمة لشخصيته وطبيعة عمله، قادرة على تحمل المسؤولية، ولكن وفي النصف المتبقي من اليوم، يفضلها الأنثى الناعمة، التي تعرف جيداً كيف تخفف عنه عبء نهار عمل كامل بمشاكله؛ يعلّق: «أعلم أن ذلك ليس سهلاً على كل السيدات».
عينها قوية
عندما نظرت فتاة إلى رجل بعين قوية صادف أنه كان شاعراً فقال فيها أبياتاً منها:
غضي طرفك مثل غيرك خوف ربعي يلمحون
صح ربعي من جمالك فيك صار يمدحون
بس وش لي في حلاتك دام فيها ترخصين؟
فالرجال عادة يخلطون بين القوية، والتي لا تستحيي، فهي نفسها برأي تمام إحسان (طالب)، والتي ستنقل قوتها لتجعل جو المنزل مشحوناً، خاصة إذا كان الطرفان من بيئتين مختلفتين، يتابع تمام: «يجب أن يكون عند الرجل ثقة بنفسه وبشريكة حياته، وأن لهما نفس قوة الحضور بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، لا أمام المجتمع الخارجي ولا داخل المنزل، شخصياً أنا من النوع الذي أتقبل النقاش، فإذا وجدت أن لها رأياً صحيحاً، لا أعاند أو أكابر لمجرد كوني الرجل في المنزل، ولكن ليس كل الرجال لديهم هذه العقلية»!
عنيدة!
البعض يعتبر غير القوية مسالمة، وهذا يعني أن القوية عدوانية، لدرجة أن سالم الكربي (موظف) لا تلفته الإنسانة المسالمة أبداً، بل تعجبه ذات الشخصية القوية، مشترطاً أن لا يكون ذلك مبالغاً فيه، يتابع: «التفاهم هو الحل الوسط في هذه المسألة، بدل الاضطرار للفرض والعناد».
كلام سالم يعني أن المرأة القوية عنيدة أيضاً، مع ذلك يقبلها سالم صلاح سالم (طالب) مادامت ستكون مسؤولة عن تربية الأولاد.
عندما تبحث في الإنترنت عن أقوى امرأة في العالم، تعرض لك مقاطع اليوتيوب واحدة تثني صاج من الفولاذ في أحد البرامج؛ لتبرهن أنها الأقوى بين النساء، وأخرى تعرض عضلاتها في بطولة منافسة بين نساء يتنافسن على لقب أقوى امرأة في العالم لعام 2001 عند شلالات فيكتوريا في دولة زامبيا الإفريقية.
فأياً كان ما يخشاه الرجل هذه أم تلك برأي هديل قرناوي (بائعة في محل مجوهرات) هو دليل على ضعف في شخصيته هو.
خوف ناتج عن ضعفٍ في شخصيته أمر تؤكده عائشة عياش (خبيرة تجميل)، تتابع: «أغلب الرجال الشرقيين بشكل خاص يخافون أن لا تكون كلمتهم هي المسموعة في البيت؛ لذلك لا تتجاوز الاثنين في المئة نسبة الذين لا يفكرون منهم بهذه الطريقة التسلطية».
فيما يثير حفيظة هدير ممدوح (بائعة)، التناقض الكبير في شخصية ذلك الرجل الشرقي، فهو بقدر ما يفضل أن تكون المرأة في منزله مسالمة ومسلمة أمرها له، بقدر ما يلتفت خارج المنزل لغيرها من ذوات الشخصية القوية، ويعاتب المرأة ويلومها لأنها لا تفهمه.
هي طبيعة الرجل بشكل عام إذ يفضل الارتباط بمن يستطيع أن يمشيها على مزاجه، كما ترى إيفا حجار(بائعة)، مستبعدة أن تدخل معه في نقاش وجدال.
رأي علم النفس
الصبر قوة
كل رجل يحلم بأن تتصف امرأة أحلامه بمجموعة من الصفات، برأي الدكتورة أمل بالهول مستشارة علم النفس، كأن تكون مهتمة به وبنفسها، عفوية، مفاوضة جيدة، مستعدة لتقديم تنازلات، والوصول لحلول وسط عند ورود المشكلات، تتابع: كما تتوق المرأة إلى رجل قوي من هذا النوع، يهوى الرجل نفس الصفة في المرأة، وعلى قدر سعادته بإحساسه أنه يحميها فإنه يسعد بشعوره بقوتها، وعدم ضعفها وانهيارها مع أحداث الحياة.