تحتفي الفنانة أنغـام اليوم بعيد ميلادها، وبهذه المناسبة السعيدة يتذكَّر عشاق فنها الأصيل الألبوم الأول الذي أطلقته عام 1988 بعنوان "الركن البعيد الهادئ"، وما تلاه من نجاحات هائلة على الصعيدين العربي والخليجي، فطوال ثلاثة عقود، أبدعت أنغام في تقديم عديد من الألبومات الخليجية والعربية التي أثرت الساحة الفنية في الوطن العربي.
وقد أبدت أنغام في مناسبات كثيرة مدى عشقها الكبير للأغنية الخليجية، إذ لا تخلو حفلةٌ من حفلاتها من الترنُّم بأغانٍ خليجية سواءً من ألبوماتها، أو ما أبدعه كبار الفنانين الخليجيين.
هذا العشق لهذا اللون الغنائي، بدأ بتقديمها أغنية "لا يا الحبيب" في الألبوم الأول، ولم تنتهِ الثمانينيات الميلادية حتى قدمت أنغام ألبومها الخليجي الأول "أنا الموقعة أدناه" الذي اعتمدت فيه اللهجة البيضاء مع الابتعاد عن الطرح الكلاسيكي.
هذا الألبوم جاء بمنزلة الانطلاقة الواثقة لأنغام نحو الأغنية الخليجية، وقد قدَّم لها الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي، الذي كتب أغنيات خالدة لأهم الفنانين الخليجيين، عملاً غنائياً في التعاون الأول بينهما، ما أسهم في التعريف بأنغام خليجياً، وزاد من رغبتها في إكمال المسيرة الخليجية. وقد تضمَّن هذا الألبوم أيضاً أغنية من كلمات الشاعر صالح الشادي بعنوان "أمير الروح".
أما المحطة الخليجية الثانية لأنغام، فكانت الأبرز في مسيرتها الفنية، إذ أعادت غناء أعمالٍ خالدة لفنان العرب محمد عبده من ألحان سامي إحسان، الذي أعجب كثيراً بموهبة أنغام، فاجتهد في تقديمها للجمهورين الخليجي والسعودي، ودعمها في بداياتها في التسعينيات الميلادية بتقديم مجموعةٍ من أغنيات فنان العرب محمد عبده لها لتغنيها بصوتها الجميل في ألبومٍ كاملٍ، وقام بالإشراف عليها بنفسه، ومن أبرز هذه الأغنيات "مالي ومال الناس"، "مع التقدير"، "عيد الفرح"، و"قلب تلوعه"، ما فتح الباب أمام أنغام للانطلاق خليجياً. وهذه الأعمال الفنية الخالدة، التي أدَّاها فنان العرب في السبعينيات والثمانينيات الميلادية من أهم الأعمال التي غنَّتها أنغام خلال مسيرتها، وسجلتها في الاستديو.
وشهدت التسعينيات الميلادية محطتين مهمتين لأنغام مع الفن الخليجي، أسهما في تعزيز ارتباطها بهذا اللون الغنائي، حيث طرحت ألبومين خليجيين، الأول عام 1994، وتضمَّن ستة أعمال خليجية، وحظيت فيه أنغام بلحنين من طلال مداح، والثاني عام 1998 بعنوان "خلي بكرة لبكرة"، وتضمَّن ثمانية أعمال، منها ستة أعمال للشاعر تركي، كذلك قدَّم لها الفنان الراحل طلال مداح لحنين، وتحديداً لأغنية "حرية قرار"، و"ليه أحبك"، كما ضم الألبوم أغنية "حلفتكم بالله" التي لاتزال أنغام تتغنَّى بها في حفلاتها، وقد كتب كلماتها الشاعر تركي، ولحَّنها طارق محمد، وتتميز بمضمونها الحسَّاس ولحنها الشجي والعاطفي.
* أنغام ومحمد عبده.. توأمة فنية
بقيت أنغــام محافظةً على المزج بين الأغنيتين الخليجية والعربية، إذ استمرت في التعاون مع أبرز الشعراء والملحنين الخليجيين، وتميزت في تقديم الأغنية المنفردة، أما على المسارح فظهر جلياً التوأمة الفنية والارتباط الشاعري بين أنغام وفنان العرب محمد عبده، ولعل الجميع يتذكر الليلة الاستثنائية في مهرجان دبي للتسوق عام 2016 حينما أدَّت أنغام و"أبو نورة" أغنية "شبيه الريح" معاً، وفي العام نفسه ترنَّم النجمان سوياً في الحفل الختامي لمهرجان "هلا فبراير" بالكويت بأغنية "أنت محبوبي"، ودخلت أنغام في حوار طربي مع فنان العرب، أما في العام الماضي،
فشاركت أنغام والفنان محمد عبده معاً في مهرجان التسوق البحريني، كما تجدَّد لقاؤهما مرة أخرى عبر حفلات مهرجان "هلا فبراير" بعدها بـ 20 يوماً، في إعادةٍ لسيناريو 2016، وذكريات الأيام الجميلة، فربطا الماضي بالحاضر، وأطربا الجمهور الكويتي والخليجي والعربي بما قدماه من أعمالٍ غنائية، ليعلنا ختام حفلات "هلا فبراير 2018".
وفي إبريل 2018 التقيا مجدداً في مسرح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة في حفل غنائي بمناسبة تكريم الموسيقار الدكتور طلال. وترنمت أنغام في الحفل بأعمالٍ لـ "أبو نورة"، منها أغنية "آخر العنقود" من ألحان طلال.
وحول مشاركاته مع أنغام، كشف فنان العرب لـ "سيدتي"، أنه من المعجبين بأعمال أنغام، ويستمتع كثيراً بفنها، وإحساسها، ومشاعرها الراقية، خاصة عندما تؤدي الأغنية الكلاسيكية.
وفي محطتها الخامسة، طرحت أنغام في يناير 2018 ألبوماً خليجياً بعنوان "راح تذكرني"، وأهدته إلى الجمهور الخليجي، مؤكدةً عمق العلاقة مع الأغنية الخليجية. وقد تضمَّن الألبوم 12 أغنية، كتب كلماتها أبرز الشعراء والملحنين الخليجيين، كذلك شاركت في الحفلات الغنائية التي أقيمت في السعودية، منها حفلات عيد الفطر في الرياض، مقدمةً أجمل الأغاني الخليجية، كما التقت جمهورها في حفلات اليوم الوطني السعودي في جدة، مشاركةً السعوديين فرحتهم بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع.