في ظلّ السعادة التي يعيشها الفنّان المصريّ مصطفى كامل نتيجة نجاح أغنيته التي أهداها إلى الجيش المصري "تسلم الأيادي"، يُواجه حرباً عنيفة من بعض القائمين على صناعة الموسيقى، الذين اتهموا كامل بسرقة كلمات الأغنية من الشاعر الراحل عبد السلام أمين، ولحنها من أغنية "تمم بدري بدري" للمطربة الراحلة شريفة فاضل.
انفعالات وطنية
"سيدتي نت" أجرت تحقيقاً حول هذه الواقعة:
في البداية، قال الناقد الموسيقي أشرف عبد المنعم: "إنّ أغنية "تسلم الأيادي" لم تنجح بتاتاً، فليس معنى أنّها تُعرض وتُذاع كثيراً أنّها حقّقت نجاحاً"، معتبراً أنّ "الأغاني التي نجحت في النطاق الوطنيّ هي "تسلم أيدينك" للفنّان الإماراتي حسين الجسمي وأغنية "يا مصريين" للمطربة آمال ماهر".
وأضاف عبد المنعم قائلاً: "إنّ العمل لا يحتمل نهائيّاً أن يُطلق عليه مسمّى "أوبريت""، مشيراً إلى أنّ "الذين أدّوا الأغنية هم مجموعة من الأصدقاء في ستوديو، يقومون بالتصفيق، مع إضافة بعض المشاهد، فكانت النتيجة أنّ الأغنية جاءت هزيلة".
وأكمل عبد المنعم بالقول: "بالحديث عن لحن الأغنية مثلاً، نجد أنّها تركيبة لحنيّة بسيطة لا تتعدّى أربع نغمات فقط، وتُشبه أغاني عديدة، مثل أغنية "تمم بدري بدري"، فهي بنفس المقام والتركيبة مع بعض التحريفات البسيطة".
وعاد الناقد الكبير ليقول إنّه برغم ذلك لا يُنكر "تضمّن الكلمات للانفعالات الوطنية المقبولة".
العمل كسّر الدنيا
من ناحيتها، أعلنت الفنّانة غادة رجب، وهي واحدة من المطربات اللاتي شاركن في "الأوبريت" أن ليس لديها "أيّ ردّ على ما يُقال حول سرقة اللحن وما شابه ذلك". لكنّ ما تستطيع قوله هو إنّها فخورة بأنّها شاركت في عملٍ موجّه إلى الجيش العظيم، وللفريق أوّل عبد الفتاح السيسي وإنّها ـ بشكل عام ـ ترى أنّ الأوبريت نجح وكسّر الدنيا، وإنّها حينما شاركت في مسيرة "لا للإرهاب" سمعت الأغنية تُبثّ على كلّ مداخل ميدان التحرير. "لكن بشكل عام ـ والكلام على لسان غادة ـ أيّ عمل ينجح نجد أنّ ثمّة أشخاصاً يظهرون ليقولوا إنّ العمل مسروق أو ما شابه"، معتبرة أنّ "العمل الذي نجح بهذا الشكل لا يُمكن أن يمرّ مرور الكرام، ويكفي أنّ الأوبريت تمّ تنفيذه بحبّ شديد وسعادة من قبل الجميع وأهدوه إلى الجيش المصريّ، فكان هذا هو الهدف الرئيسيّ".
لا تُجهضوا العمل
من ناحيته، قال الموسيقار هاني مهنا، رئيس اتحاد النقابات الفنيّة، إنّه يرى العمل محترماً، معتبراً أنّه "لا يجب بأيّ حال من الأحوال إحباط وإجهاض عمل وطنيّ جيّد، أجمع عليه المصريّون المحبّون للجيش وللفريق السيسي"، مشيراً إلى أنّ "ما أشيع من أقاويل حول أنّ اللحن مسروق ليس دقيقاً، إذ من الممكن جدّاً أن لا يعدو الأمر كونه توارد خواطر"، مشدداً على "أنّ الجملة اللحنيّة مثلاً لأغنية "تمم بدري بدري" موجودة في أذن الناس جميعاً، ومنهم مصطفى كامل الذي سألته عن ما يُقال، فقال إنّه لم يكن في عقله هذه الأغنية نهائيّاً أثناء التلحين".
ورداً على كلّ الاتهامات التي وجّهت إلى الأوبريت، قال مصطفى كامل إنّه لم يسمع أيّ اتهام بشأن السرقة، وقد يكون من كتب ذلك بعضٌ من الحاقدين، لا أكثر ولا أقلّ، داعياً الجميع إلى أن يتركوه ليفرح بنجاحه.
تصفية حسابات
وبمواجهته ببعض التصريحات التي قالها إيمان البحر درويش في هذا الصدد واتهامه لمصطفى بأنّه سطا فعلاً على إبداع الآخرين، قال مصطفى: "ومن يكون إيمان البحر درويش حتّى يُقيّمني، فكلّ ما أعلمه عنه أنّه عاطل بلا مهنة، ولا يفعل شيئاً منذ أكثر من عشرين عاماً. وأعتقد أنّ من يُهاجمني لا بدّ له من أن يُقدّم فناً، لا أن يُهاجمني وهو بعيد"، مشدّداً على إبعاد تصفية الحسابات الشخصيّة عن المجال النقديّ.
وعمّا قاله الموسيقار الكبير حلمي بكر من مطالبته الورثة باللجوء إلى القضاء، قال مصطفى إنّه سيتّصل به لمعرفة حقيقة كلامه، لأنّ كمّاً من التصريحات تفبرك على لسان كبار المشاهير، منوّهاً برأي الناقد أشرف عبد المنعم، بقوله إنّه على رأسه ويحترمه بكلّ تأكيد.
رفض هاني ومدحت
ورداً على الأقاويل التي انتشرت بأنّ كلاً من الفنّانين مدحت صالح وهاني شاكر اعتذروا عن المشاركة في الأوبريت، بعد علمهم بسرقته، أكّد مصطفى أنّ "مدحت اعتذر بكلّ رقيّ، لأنّه لم يكن متفرّغاً، وكان مشغولاً بتصوير عمل فنيّ له. كما أنّ مدحت في الأساس لم يسمع اللحن".
وأما عن رفض هاني شاكر العمل، فقال: "إنّ هاني سبق وغنّى في إحدى الأوبريتات، ومن الوارد جداً أنّه لا يُريد أن يُحرق نفسه في الغناء في أكثر من "أوبريت"؛ وهذا حقه".
وقال مصطفى عن هاني إنّه صديقه وبمثابة شقيقه، ولو كان لمصطفى كامل تاريخ، فهاني شاكر كتاب تاريخه مليء بالصفحات المشرفة، وسيظلّ دائماً وأبداً أمير الغناء العربيّ، ولا يُجدي المساس به نهائيّاً، لأنّني لو أخطأت في حقّه، فكما يُقال: "على الدنيا السلام"، مبدياً احترامه الشخصي والفنيّ لهاني شاكر، حتى لو حدثت خلافات بينهما في يوم من الأيام".