أرض مصر الغنية بالتاريخ، لا تتوقف عن إذهالنا في كل يوم، وفي كل يوم هناك كشف أثري جديد، يعود بالتاريخ إلى جذور جذوره، وآخرها كشف أثري ضخم للغاية، أعلن عنه وزير الآثار المصري، خالد العناني، يوم السبت الماضي 26 كانون الثاني / يناير 2019، في منطقة «تونا الجبل» بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا في صعيد مصر.
وبحسب العناني، يتمثل الكشف الأثري الجديد والضخم، في 8 مقابر داخل آبار دفن، تضم ما يقارب الـ40 تابوتاً حجرياً، وتحتوي على العديد من الـ«مومياوات» لكبار الكهنة في الدولة الحديثة. كما أوضح وزير الآثار المصري، أن البعثة كانت قد عثرت على مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله «تحوت»، وهو المعبود الرئيسي للإقليم الخامس عشر، الذي كانت وعاصمته مدينة «الأشمونين».
وأضاف العناني، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن إحدى هذه المقابر تخص أحد كبار كهنة «تحوت»، وكان يدعى «حر سا ايسة»، وكان يحمل لقب «عظيم الخمسة»، وهو أحد ألقاب كبار كهنة «تحوت» بالأشمونين. ومن جهته، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، مصطفى الوزيري، إن هذا الكشف يعود لعصر الدولة الحديثة، وبداية العصر البطلمي.
وبحسب وسائل الإعلام المصرية، فإن المقبرة تضم 13 مدفنة، تم العثور بداخلها على عدد هائل من تماثيل الـ«أوشابتي» المصنوعة من الفيانس الأزرق، ومنها أكثر من ألف تمثال كامل ومئات أخرى مكسورة. كما عثرت البعثة على 4 من الأواني الكانوبية من الألبستر في حالة جيدة من الحفظ ذات أغطية على هيئة أبناء «حورس» الأربعة، المسؤولة عن حماية أحشاء المتوفي، حسب عقيدة المصري القديم.
ومن ضمن المكتشفات أيضاً، تم العثور على 40 تابوتاً من الحجر الجيري، مختلفة الأحجام والأشكال، بعضها يأخذ الشكل الآدمي مزينة بنقوش «هيروغليفية» لأصحابها، وهم بعض أفراد من عائلة «جحوتى إير دى إس». كما تم الكشف أيضاً عن مقبرة عائلية أخرى كبيرة تضم عدداً من التوابيت الضخمة مختلفة الأشكال والأحجام، بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتي جيدة الصنع وكبيرة الحجم، تحمل أسماء وألقاب أصحابها وهم أيضا يحملون ألقاب الكهنة، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية، التي تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة وما وصل إليه مستوى الفن في تلك الفترة من رقي وازدهار.