على الرغم من مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي أحدثت ثورة في العصر الحالي بكل مكان في العالم، تمكنت من تحول عبارة «العالم قرية صغيرة» إلى واقع حقيقي، إلا أنها في الوقت نفسه، لا تخلو من الأضرار والعواقب التي قد تكون وخيمة أحياناً، والتي حذر ولا يزال يحذر منها العديد من الخبراء. وربما فطنت الحكومة البريطانية مؤخراً إلى هذه العواقب، إلى الحد الذي أعلنت – رسمياً – تفكيرها بأن تقوم بحظر جميع مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة.
وفي تصريحات أثارت جدلاً واسعاً لوزير الصحة البريطاني، «مات هانكوك»، كان قد أدلى بها يوم الأحد الفائت 27 كانون الثاني / يناير 2019، لهيئة الإذاعة البريطانية الـ«بي بي سي BBC»، قال بأن هناك إمكانية لإغلاق وحظر شركات التواصل الاجتماعي على اختلافها في بريطانيا، وعلل ذلك القرار بالخوف على الصحة النفسية للمواطنين في البلاد، وذلك في حال فشلت الجهات الرسمية في إزالة المحتوى الضار الذي يُنشر على مواقعها.
وأضاف «هانكوك» أيضاً في تصريحاته الأخيرة: «نحن نعتقد بضرورة القيام بشيء ما، إلا أن شركات التواصل الاجتماعي يستمرون بالرفض، لذا يجب علينا أن نصدر تشريعاً بهذا الأمر». موضحاً بأنه «لا يرغب في الوصول إلى هذه النتيجة في النهاية». في إشارة منه إلى إغلاق وحظر هذه الشركات.
وأشارت الـ«بي بي سي BBC»، بأن الوزير البريطاني كان قد دعا في وقت سابق، مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى، إلى «إزالة» المواد التي تحرض على إيذاء النفس والانتحار، تعليقاً على ارتباطها بانتحار الفتاة المراهقة «مولي راسل» خلال العام 2017، وكانت تبلغ من العمر 14 عاماً فقط. حيث أشارت الـ«BBC» أن «راسل» كانت قد أقدمت على ذلك بعد مشاهدة محتوى عن الانتحار انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان والدها قد صرّح آنذاك قائلاً: «أنا مقتنع تماماً بأن موقع أنستغرام ساعد في قتل ابنتي».
من جهتها، بيّنت جمعية «بابيروس» الخيرية، التي تعمل على منع انتحار الشباب، أن حوالي 30 عائلة تواصل العاملون في الجمعية معها خلال الأسابيع الماضية، أكدوا أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في انتحار أطفالها. حيث قالت متحدثة باسم الجمعية: «لقد تلقينا عدداً كبيراً من المكالمات عبر خط المساعدة الخاص بالجمعية في بريطانيا، منذ أن أعلنت الـ(بي بي سي) عنه قبل ستة أيام، والجميع يتحدث عن الفكرة نفسها».