نحن في العام 2019 من الألفية الثالثة، ولا تزال «الخرافات» تقتل الكثير من الناس لاسيّما الأطفال على وجه التحديد. «خزعبلات قاتلة»، تسفك كل يوم دماءً كثيرة في العديد من البلدان، وآخرها ما حدث في جنوب غرب تنزانيا، عندما عثرت الشرطة على جثث 6 أطفال مقطوعة الآذان ومخلوعة الأسنان، وبعضها كان بدون أطراف.
وبحسب «روسيا اليوم»، فقد تراوحت أعمار الأطفال الضحايا، بين العامين وتسعة الأعوام. وأكدت الشرطة التنزانية، أن هذه الحادثة الرهيبة والجريمة البشعة، وقعت نتيجة «المعتقدات الخرافية»، التي لا تزال منتشرة بشكل واسع في بعض مناطق البلاد. وأشارت الشرطة إلى أن القتلة من هذا النوع، يعتقدون أن ما فعلوه سيمدهم بـ «مساعدة سحرية». وبيّنت أيضاً أنها تمكنت من اعتقال أحد المشتبه بهم المتورطين بالجريمة، وهو قريب لثلاث ضحايا ينتمون للعائلة نفسها.
ووفقاً لما نشره موقع الـ«بي بي سي نيوز BBC News» البريطاني، فقد أشارت العديد من وسائل الإعلام المحلية في تنزانيا، إلى وجود عدد لا يُستهان به من هؤلاء الذين يطلق عليهم «الأطباء السَحَرة»، ممن يخبرون الناس أن الأعضاء البشرية تمتلك خواص سحرية خارقة، من الممكن أن تجلب لهم الحظ والثروة، ويرتكبون جرائمهم البشعة بناءً على هذه المعتقدات، وطمعاً بـ«القوى السحرية» المزيفة.
الجرائم ليس لها علاقة بطقوس الـ«ألبينو»..
وبحسب موقع «سي إن إن CNN» الأمريكي، فقد صرح نائب وزير الصحة التنزاني «فوستين ندوغولي» حول الحادثة، إن جميع الأطفال العشرة كانوا قد فقدوا منذ شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي 2018 في منطقة «نجومبي»، وتم اكتشاف جثثهم خلال الأسبوع الماضي بعد أن قامت الشرطة بعملية بحث مطولة في المنطقة. وأشار «ندوغولي» للـ CNN، أن عمليات القتل هذه لا ترتبط بعمليات قتل طقوس الـ«ألبينو» المنتشرة في تنزانيا وأجزاء أخرى من شرق أفريقيا.
ومن الجدير بالذكر، أن طقوس الـ«ألبينو» السحرية، أتت نتيجة لاعتقاد شائع بعض المشعوذين في شرق أفريقيا تحديداً، بأن الأطفال الذين يعانون من الـ«مهق»، تمتلك أعضاؤهم قدرات سحرية خارقة، ولذلك يقوم المشعوذون والسحرة بشكل مستمر بخطف هؤلاء الأطفال وقتلهم وسرقة أعضائهم، أو قطعها وسرقتها دون قتلهم أحياناً، حيث يعيش الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة، تحت تهديد خطير ومستمر، دون أن يتلقوا أي رعاية أو حماية حقيقيتين.
وتابعت وسائل الإعلام التنزانية، أن الضحايا الـ 6، هم من بين مجموعة مكونة من 10 أطفال، كانوا قد اختفوا قبل فترة قليلة من الزمن في مقاطعة «نجومبي» الواقعة جنوب غرب البلاد، حيث تمكنت الشرطة من العثور على 4 أطفال منهم لا يزالون على قيد الحياة. وذكر المحققون التنزانيون أن المجرمين زاروا الأطفال ليلاً في بيوتهم واختطفوهم منها، بينما كان أهاليهم يبيعون الطعام في السوق.