باحثون كثيرون، يعتقدون بأن العديد من المحتالين واللصوص، على الرغم من كونهم أشخاصاً خارجين عن القانون، إلا أنهم من أكثر البشر ذكاءً، لأن لديهم القدرة على ابتكار طرق عبقرية للقيام بعملياتهم وجرائمهم. ولو وضعوا هذا الذكاء في المكان الصحيح، من الممكن أن يقدموا خدمات كبيرة للبشرية. ومؤخراً كادت خطة ذكية لعدد من اللصوص أن تنجح في سرقة أحد المصارف الكبيرة في ولاية «فلوريدا» الأمريكية، لولا أن مياه الأمطار - والصدفة أيضاً – قادت إلى اكتشاف نواياهم وإفشال مخططاتهم.
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فقد لعبت كل من مياه الأمطار والصدفة، دوراً في إحباط عملية سرقة أحد البنوك في مدينة «ميامي»، من خلال حفر نفق طويل تحت الشارع الواصل إلى البنك، ولكن الأمطار التي هطلت بكميات كبيرة مؤخراً، أدت يوم الثلاثاء الماضي 29 كانون الثاني / يناير 2019، إلى قيام موظفي الأشغال العامة في الولاية، لاكتشاف عمليات الحفر التي قام اللصوص بها، والذين بدورهم أبلغوا الجهات الأمنية على الفور.
ووفقاً لما ذكرته شبكة الـ«سي إن إن CNN» الإخبارية الأمريكية، فقد أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لوسائل الإعلام، بأن النفق الذي كان يجري العمل على حفره، كان قد بلغ طوله بما يزيد عن الـ50 متراً، وقطره أقل من متر واحد، وكان يحتوي بداخلة على مولد كهربائي وسلم وكرسي وزوج من الأحذية الموحلة. كما أشار المحققون الفيدراليون إلى أن النفق كان بمنطقة غابات تقع جنوب البنك، والذي يقع في مجمع للتسوق، وكان يتجه نحو «الصراف الآلي» في البنك مباشرة.
وبيّن المحققون أيضاً، أن هناك أكثر من شخص عملوا على حفر هذا النفق الطويل، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المصرف، كما أشارت التحقيقات إلى أن هذا النفق يعتبر فريداً من نوعه باعتباره ضيقاً للغاية، على عكس الأنفاق التي كانت تستخدم في أوقات سابقة في عمليات سرقة مشابهة للبنوك.
وتابعت الشبكة الأمريكية، بأن الشرطة تمكنت من العثور، في وقت لاحق من اكتشاف النفق، على رافعة وسيارة كانتا تستخدمان في نقل الأتربة والصخور الناجمة عن عمليات الحفر، التي يبدو أن هطول الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة الماضية، كان قد أعاقها وسبب بعض الانهيارات داخل النفق. وسارعت الشرطة إلى نشر صور للسيارة والرافعة والمولد الكهربائي، على أمل أن يتعرف بعض الناس على أصحابها، مما يسهل التعرف على هويات هؤلاء اللصوص المجهولين والقبض عليهم.