من المعروف أن التحسينات التقنية التي تسعى شركات الاتصالات نحوها، تُساهم بشكل مباشر في تغيير الكثير من جوانب حياتنا، كما أنّ البعض منها يُحدث قفزات نوعية في عالم التكنولوجيا، وهو ما قد يحدث مع شبكات الجيل الخامس التي يرى الخبراء أنّها ستُشكل ثورة في أكثر من مجال، فمنذ بدء تطوير شبكات الاتصال، تسعى الشركات التقنية إلى إرضاء المستهلك وتزويده بأكبر قدر من الخدمات التي تُسهل مجريات حياته الواقعية وذلك من خلال نقل البيانات ومعالجتها بشكل أسرع، إلا أنّ تقنية شبكات الجيل الخامس قد تختلف عن سابقيها، حيث ستُساهم في رفع معدلات نقل البيانات بسرعة تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية، ما يعني 100 أضعاف سرعة الجيل الرابع، وسيجلب هذا النوع من الشبكات العديد من المزايا التي لا تخطر على البال.
أبرزها أنّها ستدعم توصيل الكثير من الآلات مع بعضها بدون تدخل بشري وهو ما يعني توسعة مفهوم "انترنت الأشياء" على أكبر نطاق، وهو بدوره سيُساهم في تحسين العديد من التطبيقات الحياتية، فعلى سبيل المثال سيتمكن المزارعين من مراقبة العناصر الغذائية في التربة، وشركات الشحن من متابعة مواقع الشحنات، وسيتيح ذلك للأطباء والممرضين، مراقبة العلامات الحيوية للمرضى في المستشفيات، كما يسعى الباحثون إلى تمكين الأطباء من إجراء عمليات جراحية معقدة لمرضى يتواجدون على بُعد آلاف الأميال، وذلك بواسطة السرعة الهائلة التي توفرها تقنية الجيل الخامس!، إضافةً إلى أنّها ستُساعد على ضبط المشكلات المرورية في مناطق الاختناق المروري وذلك بفضل تكوين شبكات الاتصال بين العديد من السيارات.
من المتوقع طرح هذه التقنية في عام 2020م، ووفقاً لشركة "كالكوم" الأمريكية المتخصصة بنظم المعلومات، أنّ انتشار هذه الشبكات حول العالم سيتمّ بسرعة مضاعفة من انتشار شبكات الجيل الرابع التي لم تُحقق انتشارها المرجو قبل عشر سنوات من انطلاقها، وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ طرح هذه التقنية بشكل مبكر في بعض مدن الولايات المتحدة، وأطلق مطار "قوانغتشو باييون الدولي" بجنوب الصين، محطة انترنت تدعم الجيل الخامس، كما أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية عن توفر هذه الخدمة بحلول 202م.
مقطع الفيديو التالي المُقدم من قناة "رقمي" اليوتيوبية المختصة بتقديم أخبار وبرامج التكنولوجيا، يستعرض بعض فوائد شبكات الجيل الخامس وموعد توافرها ومتطلباتها في بعض دول العالم، وذلك في دقائق معدودة وبأسلوب سلس.