«التنمية البشرية» علم يرتكز على تطوير السلوكيات والمهارات من خلال الدراسات والأبحاث والطرق الحديثة التي تهدف إلى توفير حياة أفضل للفرد، لذا يرغب الكثيرون بالعمل كمدربين في هذا المجال؛ بغرض تحسين أوضاعهم المهنية والأسرية والشخصية، مما أدى إلى ظهور عدد من المفاهيم والممارسات الخاطئة فيه نتيجة افتقار بعض المدربين للخبرة والتدريب.
«سيدتي» طرحت هذا الموضوع لمعرفة آراء الشباب والفتيات حول الممارسات الخاطئة في مجال التنمية البشرية وأسبابها من وجهة نظرهم.
ضد مبالغات المدربين
محمد اليافعي، مدير إدارة المشاريع في إحدى الشركات، يقول: «لستُ مقتنعاً بما يسطره روّاد التنمية البشرية عندما يصفون طموح الناجحين، وأن رؤيتهم فيما وصلوا إليه تشكلت منذ أن كانوا في ريعان شبابِهم، فالبعض قد يُدرك متأخراً ويصل»
ويضيف: «روّاد التنمية البشرية الأوائل لهم الفضل في ابتكار هذا العلم، مثل ديل كارنيجي وستيفن كوفي وغيرهم، وأنا ممن اهتمّوا بالقراءة وحضور الدورات والاستماع للألبومات بهذا المجال، إلا أنّني ضد المبالغات التي يجترّها بعض المدربين، ومحاولة ليّ النصوص كي تتلاءم مع المعنى الذي يريدون، فيخرج المتدرب من الدورة ولديه قناعة بأنّه يُدرك كل شيء.
تعارض مع الحقائق المثبتة
وتعتقد فاطمة عبدالله، موظفة في القطاع الخاص، بأنّ بعضاً من هذه الدورات تتعارض مع الحقائق المثبتة.
مدرب دون إعداد أو خبرة
عماد الصبحي، تربوي، يقول: «عناوين تلك الدورات لشد الجماهير، أي أنّ العنوان يوحي بأمر ومحتوى الدورة مختلف عنه، مثل أحد العناوين عن تحقيق الثراء في أيام معدودة، ومحتوى الدورة يتحدث عن الثراء المالي بإستراتجيات بعيدة المدى، ولا توجد قيمة مضافة في الدورة، حيث يتناقل غالبية المدربين فيما بينهم المادة بدون إضافة مجهود شخصي، كذلك يُباشر البعض العمل على التدريب فور حصولهم على الشهادات وبدون إعداد وخبرة كافية، كما أنّ بعض الدورات يتم الترويج لها؛ نظراً لشهرة المُدرب أو شكله الخارجي، الذي يُحدث إقبالاً كبيراً لبعض فئات الجماهير».
خذ ما يفيدك
ويختلف محمد حسن، خريّج كلية الإعلام، عن سابقيه فيقول: «يغيب عن ذهن البعض بأن مبادئ عامة في دورات التنمية البشرية قد يتفاوت الناس في تطبيقها، فمن يستصعبها ولا يلجأ للمساعدة يقع في التناقض ويُصنف المدرب بأنّه «بائع للوهم»، نصيحتي لهم هي أنّ الناس يتميزون عن بعضهم بحجم الصراع الذي بداخلهم وبتغلبهم عليه، لذا على الفرد أنّ يأخذ ما يفيده ويطبق ما يُناسبه.
الميدان مفتوح للجميع
فيما يرى مدرب التنمية البشرية فوزي صادق، أن ميدان التنمية البشرية مفتوح على مِصراعيه، لذا أصبح هناك الكثير من المدربين بدون أنّ يمتلكوا المؤهلات التي تخولهم للتدريب، كالفصاحة والثقة وسعة الاطلاع وطرق إيصال المعلومات، والمعرفة بآليات التدريب، وقال: «فالبعض يحضر الدبلومات إلكترونياً بدون تطبيق ويجمع الشهادات وبقليل من التنميق في السيرة الذاتية يُصبح مدرباً».
وأضاف: «في دولة السويد يتم تقنين المدربين من خلال مؤسسة حكومية متخصصة بالتدريب، بحيث لا يملك المدرب تصريحاً حتى يتجاوز بعض الاختبارات، في حينّ أن الأمر أصبح تجارة رائجة في غالبية الدول العربية، إلا أنّ بعض الجهات الرائدة في المملكة لاحظت ذلك الخلل، لذا اعتمدت برامج تقييم يتم على ضوئها اختيار مركز التدريب والمدرب»
حقيقة
مقولة «لا تستسلم أبداً» تنتشر على محرك جوجل باللغة الإنجليزية أكثر من 160 مليون مرة، في حين أنّ الباحثين بجامعة كونكورديا في مونتريال، وجدوا بعد عدة دراسات أنّ الأشخاص القادرين على إعادة حساباتهم والتخلي عن الأهداف التي لا يمكن الوصول لها، كانوا أكثر سعادة ونجاحاً.
«التنمية البشرية».. ميدان مفتوح أمام الجميع
- أخبار
- سيدتي - فاطمة باخشوين
- 04 فبراير 2019