ما زال مسلسل الاعتداء على المعلمين في المملكة يكمل حلقاته المؤلمة والمخجلة، تاركًا جرحًا لا يندمل في ذاكرة من كان يجب أن يقوم له طلابه إجلالًا واحترامًا، ولعل المعلم "تركي مسفر المعاوي" كان أحد هؤلاء المعلمين الذين أضيفت أسماؤهم إلى سجل المعلمين الذين كوفئوا على جهودهم بالضرب والإهانة؛ حيث تم الاعتداء على الأستاذ "تركي" يوم الأحد من قبل ثلاثة أشخاص في مدرسته ببيشة، ليضج المجتمع السعودي وإعلامه بهذا الخبر المؤلم والمخجل في الوقت ذاته.
أما الجديد في هذه الحادثة فكان تصريح المعلم وعبر برنامج "يا هلا" الذي يعرض على قناة "روتانا خليجية" بأنّ لديه تفكيرٌ في التقاعد بعد 25 عامًا خدمها في مجال التعليم، كانت نهايتها الإهانة أمام طلابه وزملائه.
وقد صرح "المعاوي" بأنه -ولله الحمد- داوم مع زملائه بعد حادثة الاعتداء عليه الأحد الماضي، لكن لا يزال العامل النفسي للحادثة داخل المدرسة وأمام طلابه وزملائه مؤثرًا فيه، مثمّنًا اتصال وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ وسؤاله عن صحته، متمنيًا من وزير التعليم أن يحافظ على طلاب المدارس ورجال التعليم، من خلال وضع شركات أمنية تحافظ على كرامة المعلم والطلاب، فهم يعانون تكرار حوادث التعدّي في الكثير من المدارس، مشيرًا إلى أهمية دور المعلم وأنه إذا اختل سيختل المجتمع بأكمله.
كما أوضح أنّ "المعتدين عليه موقوفون ولم يتابع قضيته لمباشرته عمله على أكمل وجه"، مشددًا أنه تأثر نفسيًّا بما حدث له أمام 400 طالب وزملائه المعلمين، مبينًا أنه لا يعرف المعتدين عليه؛ فكل ما في الأمر أنه أوقف طالبًا في الصف الخامس وطلاب السادس لمتابعة مشكلاتهم مع ذويهم، كاشفًا أنّ المعتدين دخلوا عليه الفصل، وأصابوا الطلاب بالذعر، وقد حاول إخراجهم من الفصل حرصًا على الطلاب، مشيرًا إلى أنّ أحدهم وضع في يده حديدة.
واختتم "المعاوي" حديثه قائلًا بأنه يفكر في التقاعد فبعد أن خدم 25 عامًا في مراحل التعليم كافة لم يجد إهانة مثل ما حدث له يوم الأحد الماضي.
يشار إلى أنّ وزير التعليم حمد بن محمد آل الشيخ كان قد أجرى يوم أمس اتصالًا هاتفيًّا بالمعلم تركي المعاوي الذي تعرّض يوم الأحد إلى اعتداءٍ أثناء تأديته مهامه في مدرسة الفاروق الابتدائية في محافظة بيشة؛ حيث اطمأن الوزير على حالته الصحية، مؤكدًا له أنّ الوزارة لن تتوانى في متابعة حقه أمام الجهات المعنية، مبديًا أسفه أن تطول مثل هذه الاعتداءات المدارس ومنسوبيها.
ووجّه وزير التعليم الإدارة العامة للشؤون القانونية والإدارة العامة للمتابعة إلى الوقوف على حادث الاعتداء الذي تعرّض له أحد المعلمين في محافظة بيشة، ومعرفة مُلابساته، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن، وإحاطته بما يتم حياله.