تماماً كصاحبها مجهول الهوية حتى هذه اللحظة، تمكنت لوحة «فتاة مع بالون»، بأن تثير الجدل على نطاق واسع في كل العالم، وذلك بعد أن قام رسّامها البريطاني المجهول والشهير في الوقت نفسه، والذي يطلق على نفسه اسم «بانكسي»، بتمزيق لوحته تلقائياً عند لحظة بيعها في مزاد علني خلال العام الماضي 2018. ولا تزال هذه التحفة الفنية تثير الجدل، حيث سيتم عرضها خلال الفترات القليلة القادمة بأحد المتاحف في ألمانيا.
وفي التفاصيل التي نقلها موقع «سكاي نيوز»، أن متحف «فريدر بوردا» في مدينة «بادن بادن Baden - Baden» التي تقع في الشمال الغربي من الغابة السوداء في ألمانيا، كان قد أعلن يوم الإثنين الماضي 4 شُباط - فبراير (شباط) 2019. بأن لوحة «فتاة مع بالون» الشهيرة لـ«بانكسي»، والتي قامت بتدمير نفسها في العام الماضي، بعد أن حصل عليها جامع لوحات أوروبي غير معروف، مقابل مبلغ وصل حتى 1. 4 مليون دولار أميركي في مزاد «سوثبي» العلني، من المقرر أن يتم عرضها من جديد في الفترة ما بين 5 شباط - فبراير الجاري، وحتى 3 آذار - مارس (آذار) المقبل.
ووفقاً لوكالة الأنباء الأميركية «أسوشيتد برس» Associated Press، فقد أوضح متحف «فريدر بوردا» الألماني في إعلانه، أنه من المقرر نقل اللوحة الشهيرة، التي أعيد تسميتها من «فتاة مع بالون» إلى «حب في السلة»، بعد أن تعرضت إلى التمزيق، إلى متحف «شتاتسغاليري شتوتغارت»، وذلك على سبيل الإعارة الدائمة.
ومن الجدير بالذكر، أن لوحة «بانكسي» التي تصور طفلة صغيرة تنظر إلى بالون أحمر على شكل قلب، أصبحت من بين الأعمال الفنية الأشهر في العالم، عندما مزقت نفسها تلقائياً بلحظة بيعها خلال مزاد علني في دار «سوذبيز» بالعاصمة البريطانية لندن، بعد بيعها بقرابة الـ1. 4 مليون دولار أميركي، وكان ذلك يوم الجمعة 7 تشرين الأول - أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2018.
وعقب ذلك، قام الفنان العالمي المجهول «بانكسي»، بنشر صورة على صفحته الرسمية عبر موقع الصور «إنستغرام»، تظهر الجمهور المصدوم أثناء مشاهدة اللوحة وهي تتمزق إلى منتصفها تقريباً، وكتب «بانكسي» تعليقاً حينها جاء فيه: «ها هي تضيع، تضيع، ضاعت…».
بانكسي يكشف السر:
بعد ساعات قليلة، نشر الفنان المجهول فيديو على صفحته يوضح فيه كيف صمم آلية التمزيق الذاتي للوحته، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن تمزق نفسها بالكامل، في حين أنها تمزقت بشكل جزئي فقط. وأنه ابتكر آلية التمزيق للوحته قبل عدة سنوات. كما اقتبس الفنان البريطاني مقولة للرسام الإسباني الشهير «بيكاسو» التي تقول: «التوق إلى التدمير هو أيضاً توق إبداعي». حيث قصد «بانكسي» أنه تعمّد تمزيق اللوحة كنوع من الإبداع، وربما الاعتراض أيضاً.