أصبح الأمر كأنه تناسب طرديٌّ بين التطور التكنولوجي والصناعي الذي يغزو حياتنا بشكل غير مسبوق، وبين حجم وأثر الدمار الذي يلحق بكوكبنا الأزرق، وبنا نحن أيضًا بني البشر، حيث حذرت دراسة يابانية، تم إصدارها مؤخرًا، من أمر غاية في الخطورة؛ وهو أن «التغير المناخي» الذي يسود العالم منذ عدة سنوات، ويغير شكل عالمنا جذريًا، من الممكن أن يتطور إلى حد يتسبب في انقراض المواليد «الذكـور» تدريجيًا مع الوقت.
وبحسب ما ذكره موقع «سبوتنيك»، نقلًا عن شبكة «سي إن إن CNN» الأمريكية، بأن الدراسة اليابانية الحديثة تشير إلى أن الاحتباس الحراري العالمي لن يكون له تأثيرات متنوعة على كوكب الأرض فقط، بل إنه قد يؤثر أيضًا - وبشكل مباشر - على البيولوجيا البشرية نفسها؛ إذ توضح الدراسة أن تغير المناخ يلعب دورًا أساسيًا ومهمًا في إحداث خلل في التوازن الطبيعي لعدد المواليد الذكور والإناث.
وكان الدكتور «ميساو فوكودا»، المؤلف الرئيسي للدراسة، ومؤسس معهد الصحة «إم أند كيه» في محافظة «هيوغو» اليابانية، قد شرح خلال الدراسة أن الأماكن التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، يزيد فيها عدد المواليد الذكور، على عكس المناطق التي تتأثر بتغيرات بيئية أخرى، مثل الجفاف أو الحرائق، نتيجة لـ«الاحترار العالمي»، حيث يزداد عدد المواليد الإناث فيها، ويقل عدد المواليد الذكور بشكل ملحوظ.
وكان الدكتور «فوكودا» قد استنتج نتائج دراسته هذه، بعدما أجرى بالتعاون مع فريق عمله خلال الصيف الماضي، مجموعة من الأبحاث في المناطق التي تعرضت لكوارث طبيعية، والتي كان منها «توهوكو» و«كوماموتو» في اليابان، واكتشف خلال هذه البحوث أن عدد المواليد الذكور كان قد انخفض بعد مرور 9 أشهر على هذه الكوارث، بنسبة تتراوح بين 6 و14٪، مقارنة بالسنوات السابقة.
حيث يفترض «ميساو فوكودا» أن العواقب المناخية القصوى من الممكن أن تتسبب في ضعف خلايا الحيوانات المنوية، التي تحمل كروموسوم «واي Y». ومن الجدير بالذكر أن هناك دراسة سابقة تدعم دراسة الباحث الياباني الأخيرة، والتي كانت قد اكتشفت أنه عند دراسة سكان كل من دول الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد، الذين ولدوا في الفترة ما بين 1878 و1914، وهي السنوات الباردة لديهم، شهدت ميلاد عدد أقل للذكور بالمقارنة مع المواليد من الإناث، وهو الأمر المشابه إلى حد كبير بدراسة «فوكودا».