حسب تقرير لقناة «إبي سي نيو» الأميركية حول النوم أثناء القيادة، وفي إحصائية لمعهد «ليبرتي ميوتيول ريسرتش» في «هوبكينتون» بأميركا، فإن 250.000 أميركي يقودون وهم في أمسّ الحاجة للنوم. ووفقاً لمركز «إدارة السلامة في الطرقات السريعة» فإن أكثر من 6000 شخص يموتون كل عام؛ جراء الحوادث التي سببها الغفو أثناء القيادة. المشكلة شائعة في الإمارات، فقد كادت تودي بحياة «مريم أحمد» موظفة، التي كانت في طريقها إلى العمل في ساعة مبكرة كالعادة، ولم تكن قد نامت بشكل كاف، وكانت زحمة الطريق خانقة، وأشعة الشمس تخترق نافذة سيارتها، تتابع «مريم»: «كنت أغمض عيني لثوانٍ قليلة؛ إلى أن غفوت بشكل لا إرادي، ولكن اتجهت إلى أقصى اليمين وتوقفت ومنذ ذلك الحادث وأنا أقوم بصف سيارتي في مواقف محطة مترو الراشدية، وأستقل المترو لبقية المشوار؛ تفادياً لكل التعب والخطر».
مهنة المخاطر
هناك ما يسمى بالغفوة اللاإرادية أو الغفوة الصغرى،؛ إذ ينتقل الشخص من حالة اليقظة إلى النوم لفترة وجيزة تتراوح بين 20 إلى 30 ثانية، أمر يؤكده الدكتور «تشارلز كيزلر» رئيس قسم طب أمراض النوم في مستشفى «بريغهام آند وومن»، وهذا يحدث عندما يكون الشخص في قمة التعب ونقص النوم، فهو يكون مستيقظاً وفجأة ينام!
«عبد الرزاق فافا» سائق الشاحنات الكبيرة، وقد يعمل لمدة ٣ أيام متواصلة، ثم يرتاح ليومين، ويعود مباشرة للعمل ٣ أيام وهكذا دواليك، أوقات القيادة تكون غالباً في ساعات متأخرة من الليل، فاتفق مع أصدقائه أن يخرجوا عدة شاحنات معاً؛ ومع هذا الخطر يتابع «عبد الرزاق»: «أحياناً أجد نفسي غير قادر أتصل برفقائي، ونتفق جميعاً على التوقف، وأخذ قسط من الراحة؛ فخطأ صغير قد يودي بحياتنا».
لكل حقه!
أراد مذيع برنامج لقناة «إبي سي نيو» الأميركية أن يقوم بتجربة القيادة بدون أن ينام لمدة 32 ساعات، تحت رقابة الباحثين في أحد معاهد بوسطن، فتم وصله بجهاز قياس موجات المخ وجهاز قياس حركات العين، ثم استقل السيارة؛ ليقود في مضمار مغلق، يقول المذيع: «ما أن قدت لمدة 10 دقائق حتى شعرت بالتعب الشديد، ولكنّي استمررت إلى أن أتممت ساعة كاملة، ولم أقو بعدها على الاستمرار، فأوقفت السيارة وترجلت منها».
عاد المذيع إلى المختبر، حيث اطلع على النتائج التي أظهرت في بعض المواضع من رسوماتها البيانية أنه كان نائماً!
وعندما سألهم المذيع عن عدد المرات التي غفا فيها كانت النتيجة 22 مرة، في حين كان يظن أنه غفا مرتين فقط! ومشكلة «مصطفى قاسمي» مصور صحفي، ليست في الشعور بالنعاس صباحاً كما هو شائع عند الكثيرين، بل مساءً عند العودة من العمل والقيادة في الزحمة الخانقة، وبعد تعب النهار الطويل، إذ يشعر بنعاس شديد في بعض الأحيان، فيركن سيارته ويأخذ غفوة صغيرة ثم يكمل مشواره.
أمر لا يستهان به
بعض شركات تصنيع السيارات أصبحت تضع أجهزة حساسة تكتشف نعاس السائق وتنبهه؛ وذلك بقياس عدد طرفات العين، وشركات أخرى تضع أجهزة تقيس نشاط المخ الكهربائي أثناء القيادة أو قوة القبض على المقود.
في حوار لـ«سيدتي نت» مع اللواء «محمد سيف الزفين» مدير الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي، سألناه عن عدد الحوادث التي سببها الغفو أثناء القيادة فقال: «في الحقيقة لم يعترف سائق أن سبب الحادث كان النوم، ولكن هناك بعض المؤشرات التي من الممكن أن تجعلنا نشك؛ على سبيل المثال: الانحراف التدريجي للسيارة عن مسارها، الاصطدام الخلفي، حوادث التدهور، كلها حوادث متصلة بأعراض النوم».
أرقام وإحصائيات:
ـ 408 حوادث في العام الماضي. ارتكبها السائقون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 38 وما فوق الخمسين.
ـ 42 وفاة وإصابة 834؛ جراء الحوادث المرورية العام الماضي بإمارة دبي، كانت في صفوف الفئة العمرية التي تتراوح بين 27 إلى 35 عاماً.
- 2057 حادثاً عام 2012، 349 منها سببه الانحراف المفاجئ للسيارة، 318 حادثاً بسبب الإهمال وعدم الانتباه. في إمارة أبوظبي.
- يموت كل عام في فرنسا ما يقارب 800 شخص؛ جراء حوادث المرور، وفي إحصائية لجمعية 40 مليون سائق الفرنسية، أن معظم السائقين أكدوا أن السبب الرئيس لحوادثهم هو النعاس والشعور بالتعب.
وفاة المشاهير
توفي في 14 يونيو 2013 أحد أشهر مغني الراي في الجزائر، «الشاب عقيل» إثر حادث مروري كبير، عندما غفا سائقه الخاص؛ ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها، وتدهورها إلى منحدر خطير أودى بحياة «الشاب عقيل» وإصابة زوجته وصديقة بإصابات بالغة.
النوم أثناء القيادة انتحار غير مقصود!
- أخبار
- سيدتي - مليكة القاسمي
- 12 سبتمبر 2013