مما لا شكّ فيه على الإطلاق، بأن التسوق عبر شبكة الإنترنت في الوقت الحالي، يعتبر أفضل، وذا خيارات أكبر بكل تأكيد، إذ أنه وأنت جالس على أريكتك في المنزل، من الممكن أن تشتري ما تشاء من أي مكان في العالم. والأمر لا يخلو من بعض المفارقات التي قد يعود عمرها إلى ربع قرن من الزمن. وهذا تماماً ما حدث مع الشاب البريطاني «دانيال فوكس»، الذي أعاده تسوقه عبر الإنترنت إلى ذكريات بعيدة للغاية.
وبحسب ما ذكره موقع «سكاي نيوز»، نقلاً عن موقع «فوكس نيوز»، أن القصة كانت قد بدأت عندما كان «دانيال« يتصفح عدداً من مواقع التسوق الإلكترونية عبر الإنترنت، محاولاً شراء سيارة «ميني» حدباء قديمة الطراز، لكنه خلال قيامه بذلك، لم يخطر على باله إطلاقاً بأنه قد يتعثر بذكريات شخصية قديمة عمرها يتجاوز الـ 25 عاماً.
الشاب البريطاني «دانيال فوكس»، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي يعيش في من منطقة «غريت غرانسدن» في مقاطعة «كامبريدج شاير» بالمملكة المتحدة، معروف بين عائلته وأصدقائه بهوسه بالسيارات القديمة، وبأنه يقضي أوقاتاً طويلة وهو يقوم بتصفح مواقع بيع السيارات المستعملة، ولكن هذه المرة قادته الصدفة إلى أن يلاحظ سيارة شعر أنها مألوفة لديه إلى حد كبير.
هذه السيارة – التي شعر دانيال بأنه يعرفها من قبل – كانت تشبه سيارة جدته الراحلة للغاية، والتي كانت قد اشترتها خلال العام 1983 مقابل 535 دولاراً، وظلت تملكها حتى رحلت عن عالمنا خلال العام 1990. وكان الشاب البريطاني، قد صرّح لوسائل الإعلام في البلاد، أنه سيارة الـ«ميني» التقليدية التي شاهدها على الإنترنت، كانت تحتوي على عجلة القيادة نفسها التي كانت تستخدمها جدته، وكذلك نفس جهاز الـ«راديو».
ولكن ما جعله يبدأ الشكّ أكثر بشأن هذه السيارة القديمة، بالإضافة إلى المقود والراديو، فإنه كان يتذكر آخر رقمين في لوحة سيارة جدته الراحلة، لكنه لم يكن متأكداً تماماً من أن الرقم على اللوحة هو نفس الرقم. وبدأ يفكر كيف له أن يتأكد من هذا الأمر، وحينها سارع إلى الإتصال بالشخص الذي يعرض تلك الـ«ميني» القديمة، حتى يسأله عدة أسئلة بخصوصها، وعندما فعل ذلك، تأكد حينها بأنها هي السيارة المقصودة.. فقد وجد للتوّ سيارة جدته التي تجمعه بها ذكريات منذ 25 عاماً.
وتابع «دانيال فوكس» حديثه لوسائل الإعلام البريطانية، إنه يتذكر كل الأوقات الجميلة التي قضاها يلعب في المقاعد الخلفية للسيارة عندما كان في عمر السادسة، حتى أنه يتذكر جيداً أنها لا تحتوي على «حزام أمان». وتبيّن أن السيارة ظلت محفوظة داخل كراج في منطقة «نورفلوك» طوال 20 عاماً كاملة، وهو الأمر الذي ساعد في بقائها أصلية تماماً، دون تغيير أي من قطعها.
وعند محاولة «دانيال» استعادة السيارة، عرف أنها كانت مسروقة، لذلك لم يتمكن من فعل ذلك إلا من خلال شرائها مقابل «مبلغ كبير من المال»، على الرغم من أنها كانت معطلة ولا تسير على الإطلاق. إلا أنه اشتراها بالفعل، وأعاد ذكرياته منذ حوالي ربع قرن إلى منزل العائلة. ويأمل «دانيال» أن يتمكن من إصلاح سيارة الـ«ميني» الحمراء الصغيرة، وإشراكها في مناسبات ذات علاقة بمرور 60 عاماً على تصنيع هذه السيارات، والتي تصادف العام الجاري 2019. ويُشار إلى أن «دانيال» تلقى العديد من الدعوات من الجمعيات ذات العلاقة بالسيارات أو «مجتمع السيارات» بعد انتشار أنباء عثوره على سيارة العائلة المسروقة.