هناك وظائف معينة، لا تحتمل إطلاقاً أن يغفل من يقوم بها عن أي تفصيل صغير، كونها قد تحدد حياة ومصائر الآخرين وقد تنقذها، فكيف الأمر إن «غَفــا» ولو لوقت قليل فقط، ومن بين هذه الوظائف، والتي قد تكون أهمها وأكثرها حساسية، القضاء بلا أدنى شكّ، وعليه، فقد جرى مؤخراً تأديب قاضية بريطانية، لأنها كانت قد نامت أثناء جلسة مهمة بالمحكمة العليا في البلاد، بحسب ما ذكره موقع «عربي بوست».
وبحسب الموقع نفسه، فقد بدأ الأمر عندما غفت القاضية البريطانية «باركر»، التي تبلغ من العمر 68 عاماً، لفترةٍ وجيزةٍ في المحكمة العليا في العاصمة لندن. وهو الأمر الذي دفع بعدد من المحامين لتقديم شكاوى رسمية بسبب نوم القاضية أثناء جلسة الاستماع، ليبدأ مسؤولون قانونيون تحقيقاً في أمر هذه الشكوى. حيث قال مكتب تحقيقات السلوك القضائي، إن القاضية «باركر» تعرَّضَت لتوبيخٍ على ذلك، وتسلَّمَت «نصيحةً رسمية» من السلطات. حيث كانت القاضية قد تجنَّبَت تلقي إجراءات عقابية أكبر من ذلك، لأنها غفت فقط للحظات قليلة، إذ أنه كان من الممكن أن يكون عقابها أشد بكثير من مجرد «نصيحة رسمية» أو تنبيه.
وقال المُتحدث باسم مكتب تحقيقات السلوك القضائي: «لقد صدرت نصيحة رسمية بحق القاضية باركر، بعد الشكوى التي تقدَّم بها أطرافٌ في إحدى القضايا، بأنها كانت قد نامت أثناء جلسة استماع». وأضاف: «بينما يُمثِّل هذا الأمر سلوكاً يُرجَّح أن يُقوِّض ثقة الجمهور بالقضاء، فقد أخذ اللورد المستشار ورئيس القضاة في الاعتبار أن القاضية غفت في النوم فقط للحظات، وأنها أعربت عن ندمها على ذلك».
القاضية المثيرة للجدل.. لها سوابق أخرى
ووفقاً لصحيفة «ذي صن The Sun» البريطانية، أن «باركر» صارت قاضيةً بشكل رسمي خلال العام 2008 بعد تعيينها في المحكمة العليا. حيث تحكم في القضايا المُتعلِّقة برعاية الأطفال، وكان اسمها قد تصدَّر العديد من العناوين الرئيسية للصحف في البلاد خلال العام 2016، حين حكمت لطفلٍ «مُعاقٍ تماماً»، يبلغ من العمر عامين فقط، بأن يحصل فقط على «رعاية مرحلة الاحتضار». وقد انتقد والدا الطفل قرارها هذا بشدة، وقال المحامون الموكلون عنهم بعد ذلك، إن المحكمة بذلك «تحكم على الطفل بالموت».
وهاتان الحادثتان للقاضية باركر، ليستا الوحيدتين التي أثارت القاضية البريطانية الجدل فيهما في مختلف أرجاء البلاد، حيث أنه كان قد سبق لها وأن وضعت طفلاً ذات مرة للتبني جزئياً، بسبب أن والديه لم يكلِّفا نفسيهما إعطاءه اسماً طيلة 5 أشهر، وهذا الأمر أيضاً كان قد أثار جدلاً واسعاً في المملكة المتحدة حينها.