الرعب، يسير في شوارع حيّ «آزرو» بمدينة أغادير الواقعة جنوب المغرب، وبيت واحد مهجور وصغير، يبثُّ الخوف والقشعريرة في جسد كل من يمرُّ بالقرب منه. صراخ طفلة صغيرة يدوي من داخله ويلاحق السكان المسالمين بالحيّ المغربي الهادئ، صار حديث المدينة كلها منذ فترة من الزمن، خاصة بعد أن تأكد كل من تشجع ودخل إلى هذا المنزل المهجور، أنه خاوٍ تماماً من أي أحد.
ظل صراخ الطفلة الصغيرة الغامض يتكرر يوماً بعد يوم، وبنفس الشكل والوقت والوتيرة، يبدأ من داخل الخراب الساكن في المنزل، ويمتد إلى الخارج بين الناس، إلا أن الخوف والأفكار المريعة التي تحوم حول هذا المكان المهجور الذي كان في طور البناء قبل أن يتوقف، لم يمنع فضول الناس من أن يحولوه إلى «مزار»، حيث يجذبهم الغموض الساكن فيه لمعرفة حكايته كاملة.
وبحسب ما ذكره موقع «عربي بوست»، أن القصة المرعبة بدأت منذ قرابة الـ 3 أسابيع، عندما بدأت معاناة سكان حيّ «آزرو» بسبب هذا المنزل المهجور المثير للجدل والريبة، وما زاد من الرعب والقلق تجاه هذا المكان، عندما تم إبلاغ السلطات المغربية بأمره، التي على الفور جاءت قوة من الشرطة واقتحمت المنزل، لكنها لم تجد أي أحد أو شيء بالداخل.
الصوت يبدو واضحاً للغاية:
تكرر قدوم رجال الشرطة، وعلى الرغم من سماعهم بوضوح لصوت الصراخ الصادر من طفلة صغيرة مجهولة، إلا أنهم لم يعثروا على مصدر الصوت، رغم اقتحام المنزل وتفتيشه عدة مرات مختلفة، وظل الأمر غامضاً بالنسبة للجميع، وظل مصدر الخوف خاصة للنساء والأطفال يكبر يوماً بعد يوم طوال هذه المدة، الأمر الذي اضطر العديد من العائلات التي تسكن مجاورة للبيت، إلى ترك منازلهم وحماية أطفالهم الذين صاروا يخافون التنقل من غرفة إلى أخرى ليلاً.
فرضيات كثيرة ولا يزال الغموض قائماً..
منذ اللحظة التي بدأ الصراخ يصدر من هذا البيت المهجور، قدم العديد من الأشخاص فرضيات عديدة محاولين تفسير ما يحدث بحيّ «آزرو»، خاصة بعد أن أصبح المكان مقصداً ومزاراً للعشرات من الناس في كل يوم. فبعضهم اعتقد أن مصدر الصوت عبارة عن جرذ أو نوع من القوارض يعيش في المكان، ومع الصدى يخرج الصوت بهذا الشكل، وآخرون اعتقدوا أنه قد يكون طائر «بومة» محتجز بالداخل ولا يستطيع الخروج، ورغم أن العديد من الرجال والشبان، دخلوا وفتشوا المكان بكل زواياه، ولكن لم يعثروا على أي مما كان يعتقدونه.
مالك المنزل، قرر أن يضع حداً من جهته لما يحدث، فاستعان بعدد من الكلاب المدربة جيداً للبحث داخل المنزل غير مكتمل البناء، وهو الآخر باء بفشل ذريع، حيث لم يتمكن من العثور على أي شيء بالداخل، ولأن الأمر زاد عن الحد، لجأ العديد من سكان الحيّ إلى تفسير أخير، وهو بأن الأمر يتعلق بـ«الجــنّ»، ممن اتخذوا من البيت مكاناً لهم.
الغموض يزاد.. والرعب ينتشر أكثر
موقع «عربي بوست»، نقل عن أحد أقارب صاحب المنزل قوله: «كلما بحثنا في الطابق السفلي، سمعنا الصوت آتياً من الأعلى، وحين نصعد للأعلى يأتينا الصوت من الأسفل». بهذه الكلمات، زاد الغموض أكثر بما يخص هذا المنزل. والرقاة الشرعيون، بدؤوا يؤكدون فرضية أن البيت «مسكون بالجــنّ»، حيث توافد العديد منهم إلى الحيّ المغربي، يطالبون «الجنّ» بالخروج من المنزل، وتركه وأهل الحي بسلام.
وحتى هذه اللحظة، لا يزال صوت صراخ الطفلة الصغيرة الغامض، يصدح من داخل المنزل المهجور، وينتشر كعدوى الرعب بين السُكان والزوار الذين دفعهم فضولهم لزيارة المكان، وحتى هذه اللحظة أيضاً، لم يستطع أي أحد معرفة حقيقة ما يحدث بالداخل، وربما سيبقى هذا المنزل المهجور والمرعب في حيّ «آزرو» بمدينة «أغادير» المغربية، لغزاً إلى أن يشاء الله فكّه ومعرفة حقيقته.