إنها بلدة نرويجية غريبة وعجيبة وأهلها مرتاحون في وضعهم الحالي بها رغم أنها تمنع عنهم الولادة والوفاة، .. كيف ذلك؟.
تقع بلدة لونغيريين (Longyearbyen) في أرخبيل سفالبارد النرويجي، وهو في منتصف الطريق بين القطب الشمالي والبر الرئيس النرويجي، ويعرف هذا المكان بأنه لا تظهر فيه أشعة الشمس إلا خلال فترات قليلة.
ويؤدي استمرار الظلام شهوراً طويلة إلى عدم تحلل جثامين الموتى واستمرار حياة الأشخاص رغم وفاتهم، حيث تظل الجثت على حالها، وهنا مكمن خوف سلطات البلدة من أن هذا الأمر قد يتسبب بكوارث بيئية وانتشار أمراض كثيرة، ما دفعها لاتخاذ قرار بعدم الدفن والبحث عن مكان آخر في بلدة أخرى بعيدة عن القطب الشمالي.
وعلى الرغم من أن عدد سكان البلدة يبلغ نحو 2000 نسمة، فإن سلطاتها تخشى على سكانها القلائل من الاندثار بفعل هجرتهم إذا استفحل أمر الأخطار البيئية المترتبة عن عدم تحلل الجثت وبقائها على حالها بفعل الطقس غير العادي في المنطقة القريبة من أعلى نقطة في العالم وأبردها على الإطلاق.
وترى أن عدم السماح للمواطنين والسكان بدفن موتاهم في البلدة يرجع إلى عوامل خارجية وليس داخلية، نظراً للجو البارد دائماً حتى في فترات الصيف الحار ولكون الطقس فيها متجمد طوال السنة.
وكان حكام البلدة قد اكتشفوا أن الجثامين لا تتحلل، ليضطروا بعد سنوات إلى سن تشريع ملزم بعدم دفن الموتى فيها.
وأتى القرار بفعل التجارب التي أجريت على الموتى القدامى، خاصة بعد استخراج العلماء جثامين بعضهم الذين توفوا منذ سنة 1918 وكانوا مصابين بفيروس الإنفلونزا، فاكتشفوا أن المرض لا يزال موجوداً في الجثامين التي شملتها الدراسة.
وماذا عن الولادة؟، فالأمر يتعلق بعدم وجود مستشفى في البلدة، حيث تضطر كل امرأة اقترب موعد مخاضها للذهاب إلى بلدة أخرى من أجل الولادة، وهذا ناتج من شروط الإقامة في البلدة التي تعدّ عاداتها غريبة الأطوار ولا تتناسب مع الحياة العادية لسكان النرويج.
وبالتالي فإن كل شخص اختار العيش في هذه البلدة النائية القريبة من القطب الشمالي المتجمد لايمكن أن يمارس حياته الاعتيادية من دون التفكير بالموت والحياة والولادات الجديدة، خاصة إذا كان يبحث عن السعادة في منطقة خالية من المشاكل البيئية.
وما يدل على غرابة البلدة كونها لا تتوافر فيها أماكن إيواء كبار السن والحالات الاجتماعية والمرضى، لأن كل من يتقدم في العمر أو يسقط طريح الفراش ينقل إلى بلدات أخرى ليجد ضالته والعناية اللازمة.