كان يهدف قطار الحجاز قديماً إلى خدمة قاصدي بيت الله الحرام لأداء مختلف المناسك والفروض؛ حيث يوفر وسيلة نقلهم إلى الأماكن المقدسة، بالإضافة إلى تقوية الروابط والعلاقات بين المسلمين.
وقد مر القطار بمراحل مختلفة وشهد أحداثاً مهمة.
«سيّدتي» تستعرض لكم هذه الأحداث منذ بدايتها حتى وقتنا الحاضر.
سكة الحجاز الحديدية
عند محاولة النهوض بالدولة العثمانية، وجه السلطان عبد الحميد بالاهتمام بوسائل الاتصالات والمواصلات بالدولة العثمانية وتحديثها.
حيث قام بربط ولايات الدولة بعدد من الخطوط البرقية والسكك الحديدية، وأدت هذه الجهود إلى إنقاذ سكة حديد الحجاز التي تربط دمشق بالمدينة المنورة.
الاحتفال بوصول القطار إلى العلا
بعد عام من افتتاح محطة تبوك أقيم في شهر سبتمبر 1907م، احتفالٌ بمناسبة وصول القطار إلى العلا، وأقيمت الخُطب ونُحِرت الذبائح وقُرئت برقية السلطان بهذه المناسبة.
الاحتفال بوصول القطار للمدينة المنورة
وصل أول قطار للمدينة المنورة في 22 أغسطس 1908م، ولكن الاحتفال الأساسي لهذه المناسبة كان في الأول من ديسمبر ليتوافق مع «عيد الجلوس السلطاني» على العرش، وأقيم احتفالٌ كبيرٌ بهاتين المناسبتين، وأُنيرت المدينة بالكهرباء التي تدخل ولأول مرة إلى المدينة.
تدمير السكة
لم تستمر سكة الحجاز طويلاً؛ إذ اندلعت الحرب العالمية الأولى 1914–1918م، وتأثر بها الخط الحديدي، بالإضافة إلى ثورة الشريف حيث تركت الحرب آثاراً مدمرةً عليه، فقد قام جيش الشريف بدعم من إنجلترا بتدمير السكة الحديدية بين عمّان والمدينة المنورة، فخربت المعدات والمحطات والجسور، ولعب الضابط الإنجليزي «لورانس» دوراً عظيماً بهذا التدمير.
محاولة إعادة تسيير الخط
بعد الانتهاء من الحرب العالمية الأولى، بذل العرب عدة محاولات لإعادة تسيير خط سكة الحجاز، ووصل القطار على إثرها مرتين فقط إلى المدينة، إحداهما في عام 1919م، والأخرى 1925م، ولم تكتمل المحاولات بالنجاح لأن الإمكانيات المادية والخبرة الفنية لم تكن كافية لدى العرب، وفي حينها أمكن تسيير الأجزاء الأردني والسوري والفلسطيني في الخدمة المحلية.
سعي المسلمين لإثارة موضوع سكة حديد الحجاز
- قام عدد من المسلمين بحثِّ الحكومات التي تكونت في المنطقة والدول الاستعمارية التي بسطت نفوذاً شرق الأردن وفلسطين والشام؛ لإعادة تشغيل الخط.
- استجابت المملكة العربية السعودية واشتركت في مؤتمر حيفا الذي عقد في عام 1928م؛ للنظر بهذا المشروع.
- قامت المملكة بمطالبة إعادة سكة الحجاز على ما كانت عليه، ولكن حكومات الانتداب الفرنسي والبريطاني كانت تسيطر على أجزاء من هذا الخط ورفضت هذه المطالبة، وتوقفت المحادثات، ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية فتوقف نشاط الموضوع.
إعادة محاولة تسيير الخط الحديدي بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية عقدت عدة اجتماعات بين الدول الخاصة والمهتمة بإعادة تسيير الخط الحديدي، بدأت الاجتماعات منذ عام 1946م، ومن ثم تتالت، وكان آخر اجتماع عقد في عام 1981م.
الأحداث التي شهدتها فترة الاجتماعات
احتلال فلسطين عام 1948م، يليها نكسة 1967م، والتي أثرت سلباً على الجهود المبذولة؛ حيث حالت دون التنفيذ المتفق عليه بأرض الواقع.