لم يكن أحد يتوقع أن يتحول شاب مغربي بسيط، إلى نجم في مواقع السوشيال ميديا، بعد أن خلق "البوز" بتصريح تلقائي أدلى به في إطار روبورتاج عن فيروس "إنفلونزا الخنازير" والمعروف علمياً ب"اتش 1 إن 1".
تحدث بعفوية مطلقة عن هذا الفيروس وأسماه "إكشوان إكن وان". وقال إنه مرض خطير وقاتل. ونصح المغاربة، بأكل البصل والعسل، الوصفة التي تعدها له زوجته ويتناولها كل صباح على معدة فارغة، كوقاية فاعلة مضادة حسب تجربته الشخصية للإصابة ب"اكشوان اكن وان".
إعجاب وسخرية
هذه العبارة أثارت الإعجاب والسخرية، وجرى تداولها بشكل غريب وسريع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل الجميع يعيد مشاهدة هذا المقطع، ليسمعوا ماذا قال، وبالمصادفة سيكتشفون أن له تصريحاً آخر لا يقل غرابة ودعابة وسخرية عن الأول. مقولة جاءت حول موضوع مغاير، يتعلق بأضحية عيد الأضحى. إذ قال منفعلاً: "وا زرق"، وكان يعني بذلك، أضحيته التي وجدها بعد الذبح والسلخ مريضة ولونها أزرق. فأصبح يلقب بـ " أكشوان...وازرق".
لكن ما زاد من شعبيته، وتهافت وسائل الإعلام عليه، خروج زوجته في تصريح إعلامي، لتكشف للكل عن الوجه الإنساني لهذا الرجل. إذ حكت بكثير من الإعجاب والحب والاعتراف، عن شهامته ورجولته، وقالت: "إنه أنقذها من الشارع وانتشلها من الضياع وعمرها لا يزيد على 15 سنة. حملها رغم عوزه إلى بيت أسرته. وعاشت معه ثلاثة أشهر قبل أن يتزوجا رسمياً، ولم يقترب منها ولم يمسسها وعاملها وكأنه أخته. كانت تروي في مقطع مؤثر قصتها وتبكي بحرقة وهو يكفكف دمعها، ويطبطب عليها ويطلب منها أن تتوقف عن البكاء لأنها امرأة وهو عظيم ووراء كل رجل عظيم امرأة.
يتيم الوالدين
اسمه مصطفى صديق، يبلغ من العمر 35 سنة، يتيم الوالدين، توفيا في حادثة سير، يقطن أحد الحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء، مستواه الدراسي لا يتعدى السنة الثانية من التعليم الإعدادي. يشكر الله أنه منحه عقلاً جميلاً على حد قوله. عمل كبائع متجول بعربة للبرتقال. وحالياً يعمل كحارس أمني أو موظف سلامة ويتقاضى 1750 درهماً / أقل من 175 دولاراً في الشهر ويحمد الله على كل شيء ويشكره على نعمته لأنه استطاع أن يضمن بهذا الدخل البسيط عيشاً كريماً لزوجته.
كشف صاحب عبارة "اكشوان اكن وان"، عن تفاصيل لقائه بزوجته وكيف تعرف إليها أول مرة في مناسبة عيد ميلاد أحد أصدقائه، كانت ترافق صديقة لها، وحين رأتني يقول بفخر شديد، لم تنزل عيناها عني ورمتني بنظرات غريبة، أثارت شكوكي، قلت مع نفسي ماذا تبغي هذه الصبية الجميلة والشقراء من شاب أسود البشرة وغير وسيم؟ سألتها ما خطبك وماذا تبغين مني؟ فردت ببراءة شديدة: أنا معجبة بك؟ كان جوابها كافياً لتبدأ قصة الحب بيننا. وهي تقول من جهتها، أنا يتيمة وكنت ضائعة، ليس لي أهل ولا بيت ووجدت فيه الحضن الآمن والرجل الذي يمكنه أن يحميني من قهر الزمان وغدره. وها هما اليوم يعيشان حياة بسيطة لكنها مليئة بالحب والمودة. يتقاسمان حلو الحياة ومرها، قانعان مبتهجان بهذه الشهرة المفاجئة التي جعلتهما تحت أضواء وسائل الإعلام، لا يبتغيان غير الستر والرضا، الأمر الذي خلف تعاطفاً واسعاً مع قصتهما، لدرجة أن واحداً من أشهر الاختصاصيين في عالم التجميل والميك أب في المغرب، واسمه جواد بينغو تعهد بأن يقيم لهما عرساً أسطورياً بشراكة مع مونية رمسيس ممولة الحفلات المعروفة بمثل هذه المبادرات الخيرية، لأنه احترم هذا الرجل وأعجب بخصاله وبهذا الحب الصادق الذي يربطه بزوجته. وقد تم تحديد يوم العرس في السادس من مارس المقبل بقاعة رمسيس في مدينة سلا، حيث سيقام حفل أسطوري مع تأدية مبلغ 300 درهم أي نحو 30 دولار لكل راغب في الحضور لأجل الإسهام في شراء مايحتاجه هذان العروسان اللذان خلقا الحدث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب.
مع "سيدتي"
سيدتي التقته في الدار البيضاء عن طريق سيدة قدمت نفسها كمديرة أعماله وسط مواعيده الكثيرة مع الصحافة المغربية ومواقع إعلامية، وقال: سعيد جدا بهذه المبادرة التي سعدت بها جداً لأنها ستسعد زوجتي التي كنت أتمنى أن أقيم لها أجمل عرس في العالم أما أنا لا يهم، همي أن أسعد هذه اليتيمة لأني أحبها وأريد لها الخير، أحمد الله كثيراً لأنه استجاب لتوسلاتي ودعواتي، أنا مؤمن بالله وكل ما أعيشه من فضل الله.. أشكر كل من ساندني وآمن بموهبتي. وأضاف: "إنها موهبة من الله لا أخشى الكاميرا وأتحدث بعفوية ومحبة وتلقائية وأومن بنصيبي في الحياة وأحب أن أسعد الناس لأني أحب كل الناس. لا أكتب ولا أخطط لشيء، أحب التواصل مع الناس والكاميرا لا ترهبني والحمد لله لدي عرض الآن للتمثيل وإنجاز برنامج تلفزيوني.. شكراً للجميع والحمد لله على نعمه وأتمنى لكل يتيم أو محروم أن ينعم بحظه من السعادة".
كيف تحول هذا المغربي اليتيم إلى نجم سوشيال ميديا؟
- أخبار
- سيدتي - محمد بلميلود
- 13 فبراير 2019