الكثير من محبي الموسيقى يفضلون الاستماع إليها عبر المشغلات الصوتية، أو ما يسمى بسماعات الأذن، متغافلين عن المخاطر الجمة التي قد تلحقها بآذانهم؛ فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 12 فبراير أنّ جيلًا من محبي تشغيل المقاطع الصوتية يضر بسمعه باستخدام مشغلات صوتية لا تحد من المستويات الخطرة من الضوضاء.
كما أكدت المنظمة أنّ 466 مليونًا في جميع أنحاء العالم يعانون من تدهور السمع، مقارنة بنحو 360 مليونًا في 2010، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم إلى المثلين تقريبًا أو نحو 900 مليون أي ما يعادل واحدًا من كل عشرة أشخاص بحلول 2050.
بدورها قالت الطبيبة "شيلي تشادها" والتي تعمل في برنامج الوقاية من الصمم وفقدان السمع بالمنظمة، خلال إفادة صحفية:" أكثر من مليار شاب يواجه خطر فقدان السمع، وهذا ببساطة بسبب أمر يستمتعون به كثيرًا، وهو الاستماع بشكل منتظم للمقاطع الصوتية عبر سماعات الأذن".
مضيفة:" ما نقترحه هو خصائص محددة، مثل: خفض الصوت تلقائيًّا، وتحكم الآباء في مستوى الصوت بحيث يكون لديهم الخيار إذا تجاوز أحد الحد المفروض للصوت، أن يقوم الجهاز تلقائيًّا بخفض الصوت إلى مستوى لا يمكن أن يؤذي آذانهم".
وتحث المنظمة المصنعين والمنظمين على ضمان أن تكون الهواتف الذكية وغيرها من المشغلات الصوتية مزودة ببرامج تضمن ألا يستمع الناس لأصوات صاخبة لفترة طويلة من الوقت.
تجدر الإشارة إلى أنّ الموجة الصوتية تدخل إلى الأذن ثم تمر من خلال طبلة الأذن لتقوم بإثارة عظام الأذن الوسطى بعد ذلك يمر الصوت إلى القوقعة ليمر بعد ذلك إلى المخ. وعندما نستمع إلى الموسيقى من خلال سماعات الأذن يمر الصوت مباشرةً إلى القناة السمعية مما يشكل ضغطًا داخليًّا كبيرًا في الأذن، وكثرة الاستماع من خلال الهيدفون يؤدي إلى زيادة في شمع الأذن، وكثرة الشمع تعني كثرة الرطوبة التي تؤدي لالتهابات في الأذن.
كما يوجد في كل أذن بنية داخلية تعرف بالقوقعة التي تتلقى الصوت في شكل اهتزازات وتملك حوالي 15,000 شعرة، هذه الخلايا الشعرية الحسية تساعدنا على الكشف عن الموجات الصوتية بالرغم من أنها هشة جداً، ولكن في حال تلف خلايا الشعر بأي شكل من الأشكال يسبب ذلك فقدانًا للسمع الدائم أو اختلال التوازن. وحيث إنّ خلايا الشعر لا تجدد لذلك يكون الضرر فيها دائم، وهو من الأسباب الشائعة لفقدان السمع بين الأشخاص. وعندما يستمع الفرد إلى الموسيقى في مستويات عالية كلما كان ارتفاع الصوت سببًا في فقدان السمع، لذلك فزيادة الصوت من 3 إلى 6 ديسيبل يضاعف كثافة الصوت الذي يسبب الضرر للشعر في الأذن.
ويمكن تجنب أضرار سماعات الأذن من خلال استخدم سماعات خارجية، وإن اضطر الشخص لاستخدام سماعة الأذن فيجب ألا تزيد المدة عن ساعة متواصلة. كما يجب ألا يتم رفع الصوت عن درجة 80 ديسيبل. ويجب أخذ خمسة دقائق فاصل على الأقل بعد كل ساعة من وضع السماعات، وذلك لتأخذ الأذن قسطًا من الراحة.
سماعات الأذن تهدد مليار شاب بتدهور سمعهم
- أخبار
- سيدتي - أمامة إبراهيم
- 14 فبراير 2019