لم يكن يوم الجمعة الماضية 15 شباط/ فبراير 2019، يومًا عاديًا بالنسبة إلى سكان مدينة إسطنبول التركية، وذلك بعد أن استيقظوا على أخبار أفعال إجرامية بشعة، اقترفتها أمّ بحق ابنتها الصغيرة، عقب إعلان السلطات في البلاد، عن تمكنها من إلقاء القبض على هذه الأم التي تم وصفها بـ«المجرمة»، بتهمة قيامها بتعذيب طفلتها الرضيعة بأشكال مختلفة وعديدة، وصفتها الصحافة المحلية بأنها كانت «تتفنن في تعذيبها».
وبحسب صحيفة الـ«ديلي حرييت» التركية، فإن الشرطة المحلية كانت قد أعلنت عن الاسم الأول للأم وهو «أليف.ك»، والتي تعيش في منطقة «أفيجلار» قرب إسطنبول، والتي كانت تارة قد كسرت جمجمة طفلتها «إيولول ميراي»، التي لم تتجاوز من عمرها العام ونصف العام فقط، وتارة أخرى حقنتها بمادة «تنظيف مبيضية»، وثالثة حقنتها بالصابون، في محاولات عديدة لقتل الصغيرة والتخلص منها.
وتابعت الصحيفة التركية، تصريحات غريبة أدلت بها هذه الأم «المجرمة»، لمحققي الشرطة جاء فيها «حاولت كثيرًا بأن أحبها، ولكنني لم أستطع، لذلك فعلت كل ما فعلته في محاولات عديدة تهدف لقتلها». وأوضحت الشرطة التركية أن الأم، مارست التعذيب بحق ابنتها طوال عدة شهور.
وأضافت صحيفة الـ«ديلي حرييت»، في نقلها لهذه الكارثة الإنسانية، أنه وعندما كانت الطفلة لا تزلا بعمر شهر واحد فقط، كان والدها قد اضطر إلى التنقل بها من مستشفى إلى آخر، حين بدأت «إيولول» الصغيرة تنزف الدم الكثير من أذنيها وأسفل بطنها، حيث فشل الأطباء حينها في تحديد طبيعة الأعراض التي تعاني منها الطفلة الرضيعة، وسبب المرض الذي يتسبب بالنزيف الدموي.
وفي واقعة أخرى ذكرتها الصحيفة، كانت الشرطة قد استجوبت الأم في أوقات سابقة، عندما تم نقل الطفلة الرضيعة إلى المستشفى بحالة طارئة، حين كان عمرها 9 أشهر فقط، وتبين أنها مصابة بكسور في الجمجمة. وفي كلا المرتين السابقتين، كانت السلطات قد اعتقلت المرأة، ولكن أطلق سراحها بعدها؛ «نظرًا لنقص الأدلة».
وأما يوم الجمعة الماضية، فقد قالت وسائل إعلام تركية إن الأم اُعتُقِلت وتم تحويلها إلى السجن بعد اعترافها بجرائمها «النكراء»، التي كان الهدف منها قتل الرضيعة الصغيرة. وعلى الرغم من كل جلسات التعذيب التي تعرضت لها الطفلة والحقن بالمبيضات ووسائل الصابون، فإن صحتها أخذت تتحسن مؤخرًا، بحسب وسائل الإعلام المحلية.