«جاسم الشحي» سافر إلى مدينة «إسطنبول» للمرة الثانية منذ بداية العام الجاري؛ بهدف إجراء عملية زرع أسنان في إحدى العيادات الخاصة، وحين وصل هناك بتاريخ 18 أغسطس الماضي، استمرت اتصالاته مع أسرته وأصدقائه بعد مرور سبعة أيام من وصوله مدينة «إسطنبول»، إلا أنه اختفى عن الأنظار يوم 25 أغسطس الماضي، بعد إجرائه آخر مكالمة هاتفية مع شقيقه «مالك»، أخبره فيها أنه سيذهب للتنزه.
مختفٍ منذ 12 يوماً
«مالك علي الشحي» روى تفاصيل اختفاء شقيقه، فالشقيق المختفي دائم السفر إلى «تركيا» بهدف العلاج، ولزيارة الأماكن السياحية، تابع «مالك» مستغرباً: «كان يتصل بي يومياً؛ للاطمئنان على صحة والدتنا ووالدنا، وآخر مكالمة كانت بيننا قبل اختفائه بساعات قليلة».
حاول «مالك»، حسب قوله، خلال فترة الليل في اليوم نفسه الاتصال على هاتف «جاسم» إلا أن الهاتف كان مغلقاً، فاعتقد أنه نائم، إلا أن استمرار غلق الهاتف لليوم الثاني وعدم اتصاله بوالدته جعله يعتقد بأنه في وضع غير طبيعي.
تويتر للتواصل
أرسل «مالك» تغريدة إلى الشيخ «عبد الله بن زايد» وزير الخارجية في الإمارات، أبلغه فيها بأن شقيقه مختف في مدينة «إسطنبول»، وأن جميع الاتصالات انقطعت معه، ويعلّق «مالك»: «أبلغني بأنه سيتابع الموضوع شخصياً. بعدها اتصلت بي القنصلية الإماراتية في «إسطنبول»؛ لمعرفة تفاصيل اختفاء شقيقي، وتاريخ ذهابه إلى «تركيا»، إلا أنني لم أكن أعرف اسم الفندق الذي كان يقيم فيه».
حادثة اختفاء الإماراتي «جاسم» هي الأولى في «تركيا»، فبعد أن أخذت القنصلية الإماراتية هناك المعلومات اللازمة، وجّه «سيف الشامسي» القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في «إسطنبول»، أوامره لتقديم بلاغ لمديرية أمن «إسطنبول»؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة للعثور على الشاب المفقود». يتابع القنصل: «اتصل صاحب فندق «أسس» الموجود في مدينة «إسطنبول»، بالقنصلية الإماراتية، وأبلغنا أنه يوجد شاب يدعى «جاسم الشحي»، متغيب عن الفندق من أربعة أيام تقريباً، وأن جميع ممتلكاته الشخصية موجودة في غرفته التي حجزها مسبقاً.
لا دليل على آثاره
معلومة صاحب الفندق نبهت السلطات هناك إلى اختفائه، وكانت أول خيط في تفاصيل القضية، وتم على الفور تشكيل فريق من القنصلية الإماراتية للتعاون مع الجهات الأمنية في شرطة «إسطنبول»، بهدف جمع المعلومات، التي قد تؤدي للعثور على الشاب المفقود. يتابع القنصل: «تم تفتيش غرفة «الشحي»، وتم العثور على جواز سفره وهاتفه الجوال وبعض ممتلكاته الشخصية، لكن جميع عمليات البحث والتحري لم تسفر عن أي نتائج؛ بسبب عدم وجود أي دليل لدى الجهات المعنية يقودنا إلى مكان وجوده».
رفض القنصل «الشامسي» استباق الأحداث والتكهن بنتائج البحث عن «الشحي» دون التوصل إلى التحقيقات النهائية، وتابع: «الجهات الأمنية في «إسطنبول» مازالت تواصل عمليات البحث والتحرّي عن المواطن المفقود، على الرغم من وجود صعوبة في البحث عنه وسط مدينة «إسطنبول»، التي يزيد عدد سكانها عن 40 مليون نسمة».
رابع حالة اختفاء
داخل صندوق
اختفاء «جاسم الشحي» تعتبر الحالة الرابعة، فمنذ عام 2010 اختفى المواطن «أحمد برشود الشحي»، 64 عاماً من سكان منطقة «خت» في إمارة «رأس الخيمة»، بعد سفره إلى «جمهورية مصر العربية» في بداية شهر يوليو عام 2010 الماضي.
ونهاية قصته كانت بأن عثر أحد المصريين على جثته داخل صندوق خشبي على طريق الإسكندرية الصحراوي على بعد 250 كيلومتراً عن منزله في منطقة «الحوامدية» في محافظة «القاهرة»، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على اختفائه عن منزله وأبنائه.
كشفت تحقيقات الجهات الأمنية المصرية أن المتوفى كان موجوداً عند أشخاص في شقة سكنية في منطقة «القاهرة الجديدة»، غرب «حلوان»، فتوفي عندهم بعدما تناول أدوية عديدة، ما أربك مضيّفيه فقرّروا التخلص من الجثة.
فدية
في شهر يناير 2012 اختطفت عصابة مسلحة الإماراتي «محمد خميس ماجد» 30 عاماً، من سكان إمارة «أم القيوين» في دولة «نيجيريا» أثناء ذهابه إليها في مهمة عمل، وطالبت العصابة بفدية قيمتها 5 ملايين دولار، ما يقارب «18.3 مليون درهم»، مقابل إطلاق سراحه.
بدأت قصة «محمد» الذي يدير شركة لصيانة المباني، عندما تعرف على أشخاص من جنسيات إفريقية عن طريق محام عربي مقيم في «الإمارات»، وعرضوا عليه توقيع عقد عمل لإجراء صيانة مبانٍ حكومية في «نيجيريا»، وطلبوا منه السفر إلى هناك؛ لمعاينة المباني وتوقيع العقد وتسلم مبلغ 20 ألف دولار دفعة أولى من إجمالي عقد الصيانة البالغ 900 ألف دولار.
تمكّنت وزارة الداخلية بعدها من تحرير «محمد» بعد أن رفضت طلب الجُناة، ونجحت في القبض عليهم بعد نحو شهرين من اختطافه.
انزلق في الشلال
في 16 فبراير 2013 توفي الشاب المواطن «سلطان علي محمد الشحي» 21 عاماً، في أحد شلالات جزيرة «بوكيت» التايلاندية، عندما اختفى بشكل مفاجئ أثناء تنزهه مع أصدقائه.
وروى أحدهم، أن «سلطان» كان يجلس برفقتهم في أعلى أحد الجبال، ثم ذهب بمفرده للتنزه وتركهم في المكان نفسه، من دون أن يبلغهم بوجهته، وبعد مرور الوقت شعروا بالقلق عليه؛ وأضاف: «في ذلك التاريخ عثرت الشرطة على جثة «سلطان» ملقاة في النهر أسفل الشلالات الجبلية، والتقارير المبدئية أشارت إلى أنه سقط من أعلى الجبل؛ لاختلال توازنه، وانزلق عن الصخور الكبيرة".
وتواصل السلطات التركية في الوقت الجاري البحث عن المواطن «جاسم علي الشحي»؛ على أمل العثور عليه على قيد الحياة خلال الأيام المقبلة.
سر اختفاء 4 إماراتيين في اسطنبول!
- أخبار
- سيدتي - مأمون الضو
- 21 سبتمبر 2013