حملة "احضن بحرية" تثير جدلا

4 صور

حملة جديدة قام بها مجموعة شباب مصريُّون تم الترويج لها من خلال مقطع فيديو على الموقع الشهير "يوتيوب" بعنوان "free hugs " أو "احضن ببلاش"، وحظي الفيديو بنسبة مشاهدة عالية، و375 إعجاباً، و2378عدم إعجاب، ومئات التعليقات المنتقدة للفكرة، وبعض التعليقات المؤيِّدة لها، حيث تتلَّخص فكرة الحملة في الدعوة لحريَّة تبادل الأحضان في الشَّارع بين الولد والبنت أو الرجل والمرأة دون تقييد أو التعرُّض لانتقاد المجتمع لهم بحجة أنَّ الحضن ليس عيباً أو حراماً، وأنَّ قيود المجتمع هي من يمنع النَّاس من ممارسة هذا الحق.

وخلال المقطع يتحدَّث أحد مؤسسي الحملة وهو طالب مازال يدرس بالثانويَّة يدعى إسلام ألشيانو فيقول: "نريد من خلال هذه الحملة أن نقول أنَّ الحضن ليس عيباً، وأنَّ مجتمعاتنا العربيَّة تفرض علينا أن لا نقوم بممارسة الاحتضان في الشوارع سواءً كان بين ولد وولد، أو ولد وبنت، أو بنت وبنت، أياً كانت العلاقة التي تربطهم أخوة أو صداقة"، مؤكداً أنَّ ذلك لم يعد مشكلة في العالم كله إلا عندنا بحجة أننا مجتمع شرقيّ له عاداته وتقاليده التي فرضها علينا.

كما أشار إسلام إلى أنَّ الأعمار التي تشارك بالحملة تتراوح ما بين 18 و30 عاماً، وأنَّ عددهم في الوقفة التي نظَّموها بأحد الشوارع وصل إلى 20 بنتاً و30 ولداً، مؤكداً أنَّ عدد أعضاء الحملة أكثر من 300 شاب، وأنَّه أصبح لديهم صفحتهم الخاصَّة على موقع التَّواصل الاجتماعيّ "فيس بوك" للتَّواصل وتنظيم الوقفات التعريفيَّة بحملتهم في عدَّة مناطق.

وعلى الرُّغم من أنَّ الآراء تنوَّعت على هذه الحملة، إلا أنَّ أغلبيتها انتقدت فكرة الحملة بشدَّة نظراً لتعارضها مع مبادئ الدين الحنيف وكذلك العادات والتقاليد، فقد علق mizo على المقطع: "ايه بقى ده اللى مو حرام ولا عيب هو انت ايه عرفك في الحرام والعيب انت لو تعرفهم أساسا ما كنت عملت الحملة اللى انت بتقول عليها ........!! "، وكتب أنور محمد محمد الأنو : "إن مسئولية التربية الإيمانية "يقصد بها هنا العقائديَّة" لدى المربين والاباء والامهات مهمة وخطيرة لكونها منبع الفضائل ومبعث الكمالات بل هي الركيزة الاساسية لدخول الولد في حظيرة الأيمان وقنطره الإسلام وبدون هذه التربية لا ينهض الولد بمسئولية ولا يتصف بأمانة ولا يعرف غاية ولا يعمل لمثل أعلى بل يعيش عيشة ؟؟؟؟؟ وليس له هم سوى أن يسد جوعه ويشبع غريزته وينطلق وراء الشهوات".

وعلَّق وانت مالك: "يعنى ايه حضن ببلاش العنوان نفسه مسيء يعنى هو المفروض الحضن بتمن ومين قال ان الراجل مش بيحضن صاحبه في الشارع وهو بيسلم عليه ولا ان ست بتحضن ست وهيا بتسلم عليك ، إنما ولد وبنت صعبه وغير كدا حرام انتم ليه فاكرين ان الدين قيد ، يعنى انت ترضى اجى احضن أمك ولا أختك"، وقدَّمت إحدى المعلِّقات تفسيراً لأصل هذه الحملة أو العبارة المستخدمة في الغرب، وهي free hugs : " ودي القصة
حين عاد الشاب الأستراليّ "جوان مان" البالغ من العمر 22 عاماً إلى بلاده قادماً من لندن، لم يجد أحداً في استقباله بالمطار، فشعر بالحزن والأسى ولاسيَّما أنَّه كان يرى الناس حوله يستقبلون العائدين بالأحضان، فأخرج الشاب ورقة وكتب عليها "أحضان مجانيَّة"، ورفعها في صالة المطار، فنظر إليه الناس باندهاش واستغراب، لكن امرأة مُسنَّة فهمت قصده، فأقبلت إليه واحتضنته، و سرعان ما انتشرت الفكرة في أنحاء أوروبا منذ العام ،2006 فيقف شباب وبنات في الشوارع رافعين لافتات مكتوب عليها "أحضان مجانيَّة"، ويقومون باحتضان المارَّة الغرباء".

وأرجع بعض المحللين ظهور هذه الظَّاهرة إلى حاجة المجتمع الأوروبيّ إلى اللمسة الحانية بعد أن طغت عليه الماديَّة وبرودة المشاعر .

لمشاهدة الفيديو