المنازل، ليست مجرد جدران مصنوعة من الطوب والحجر والأخشاب، هي عبارة عن «أوطان صغيرة» بكل تأكيد، وما يربطنا بها أكبر كثيراً من مجرد مكان ننام ونستيقظ ونأكل فيه، فلكل حجر فيها.. ذاكرة، ولكل ذاكرة صورة لنا منذ خطوتنا الأولى، حتى أول الشيّب في رؤوسنا. الكندية «ألا فاغنر»، تدرك هذا الأمر جيداً، ولكن ظروفها الصحية، أجبرتها أن تأخذ قراراً مصيرياً بشأن منزلها الذي تحب، وهو أن تعرضه للبيع. لكن فكرة جنونية وطريفة اشتعلت في رأسها، دفعتها إلى أن تعلن عن هذا الأمر بشكل مختلف تماماً.
«فاغنر»، التي تعيش في منزلها الريفي الجميل في قرية «ميلارفيل» ذات الطبيعة الساحرة، والتي تقع في مقاطعة «ألبرتا» شمال غرب كندا، والذي تم بناؤه على الطراز الـ«جورجي» القديم، كانت قد تعرضت قبل قرابة الـ 6 أشهر إلى حادث صعب تسبب لها بأضرار صحية، أدت إلى أن تواجه المرأة الكندية صعوبات عديدة في صعود أدراج المنزل الكثيرة، خاصة أن غرفتها في الطابق العلوي، الأمر الذي جعلها شبه حبيسة في الأعلى، لعدم قدرتها على نزول وصعود الأدراج باستمرار، حيث تقول «فاغنر» إن «الأمر أصبح لا يُطاق، ويؤثر على عملي وحياتي بطرق كثيرة جداً».
مؤخراً، قررت «ألا فاغنر»، أن تبيع منزلها الريفي، على الرغم من أنها تحبه جداً، وأنها متعلقة فيه على المستوى العاطفي، حيث تصف منزلها عبر صفحة خاصة على الفيسبوك بأنه «موطنها»، وأنها لم تكن تفكر بعرضه للبيع من قبل. لكنها حتى تقوم بذلك، فكرت بطريفة خارجة عن المألوف في عرض منزلها الـ«جورجي» الريفي للبيع، فهي لا تريد لأي شخص غريب أن يسكنه، تريد شخصاً يمكنه أن يُقدر ويحترم ما لديه.
صاحب القصيدة أو المقالة الأجمل.. سيحظى بالمنزل
في مطلع شهر كانون الثاني / يناير الماضي 2019، قررت «فاغنر» إنشاء صفحة على موقع فيسبوك، وأسمتها «اكتب رسالة، اربح بيتاً»، وطرحت خلالها مسابقة لكتابة قصيدة شعرية، أو مقال لا يتجاوز الـ 350 كلمة، وستقوم هي بتشكيل «لجنة تحكيم»، للعمل على تقييم كل هذه المقالات والقصائد التي سوف يرسلها الراغبون بشراء المنزل الذي تعرضه «فاغنر» للبيع بـ 1.7 مليون دولار. والفائز، هو فقط من سوف يتم اختياره ليكون المالك الجديد.
وحول هذه الفكرة الفريدة من نوعها، تقول «فاغنر» بأن: «هذه المسابقة لديها تحدياتها، ولكنها طريقة لا تُصدق لإيجاد سبب استثنائي حقاً لإضفاء ثراء على منزلك الجديد، ليس فقط مقابل المال، ولكن لأسباب عاطفية أيضاً». ومن الجدير بالذكر، أنها استوحت الفكرة من مسابقة قديمة انتشرت خلال العام 2015، والتي أعلن خلالها عن تقديم نُزل في ولاية «مين» إلى كاتب المقال الفائز، وبالأساس، فهي فكرة عرضها فيلم أمريكي شهير تم إنتاجه خلال العام 1996، وهو فيلم «ذي سبيتفاير غريل The Spitfire Grill»، الذي يحكي قصة امرأة شابة تقيم مسابقة في كتابة المقالات للعثور على مالك جديد المطعم الفخري.
شروط المسابقة..
وحول الشروط اللازمة للإشتراك بهذه المسابقة الفريدة، فعلى الراغبين أن يقوموا بكتابة «قصة، قصيدة، مقالة»، لا تتجاوز الـ 350 كلمة، وإرسالها إلى «فاغنر» مع رسوم اشتراك بـ25 دولاراً. وحول المواضيع التي سيتم إرسالها، فيجب عن أن يتحدث المشارك عن نفسه بشكل أدبي ولائق، وعن الأسباب التي دفعته للتفكير بشراء المنزل، ولماذا يستحق أن يكون هو المالك الجديد. وأعلنت «فاغنر» عبر الصفحة الخاصة بهذه المسابقة، أن المسابقة سوف تستمر لمدة ثلاثة أشهر، حيث ستنتهي في 5 نيسان / أبريل المقبل 2019.
كما أنه من ضمن الشروط، أنه لن يُسمح إلا بدخول شخص واحد فقط من كل عائلة، فلا يجوز أن يشترك أكثر من شخص من العائلة نفسها بالمسابقة. بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون عمر المتقدم أكثر من 18 عاماً، كما أن «فاغنر»، منعت أي شخص من عائلتها قريباً كان أم بعيداً من المشاركة بهذه المسابقة. كما أن جميع المشاركين سوف يحتاجون إلى تقديم اسمهم القانوني، ومعلومات الاتصال الخاصة بهم في حالة فوزهم.
وأخذت «فاغنر» بالاعتبار، أن الناس قد يكونون حذرين من فكرة دفع رسوم الاشتراك لشخص لا يعرفونه عبر الإنترنت، خاصة أنه ليس «مؤسسة أو شركة»، لذلك أعلنت أن الجميع سوف يحصلون على أموالهم إذا لم يتم العثور على فائز، أو إذا لم يتم استيفاء شروط معينة. كما أن رسوم التسجيل الـ 25 دولار، سوف يتم إعادتها لهم حالة إلغاء المسابقة.
المنزل الريفي الجميل في مقاطعة «ألبرتا»..
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية في كندا، فإن منزل «ألا فاغنر»، الذي تعرضه للبيع بهذه الطريقة الطريفة الغريبة، وبسعر يصل حتى 1.7 مليون دولار أمريكي، هو منزل حديث لكنه مبني على الطراز الـ«جورجي» القديم والأنيق، وهو يتكون من 3 غرف نوم و3 حمامات، ويطل على منظر «بانورامي» رائع في قرية «ميلارفيل». كما أن وسائل الإعلام الكندية، كانت قد أشارت إلى أنه سيتم التبرع بقيمة 5% من صافي الربح، إلى ملجأ للنساء في منطقة «كالغاري».