المال لا يُغيّر النفوس فقط، بل ربما يحولها إلى جثث هامدة، وأحيانًا إلى «محترقة» تمامًا، فهو يقتل كل ما من كان عزيزًا علينا، إن كان قتلًا معنويًا وروحيًا، أو حتى قتلًا بالجسد يترك الدماء تسيل على أيادينا بسببه. هذا تمامًا ما فعله رجل مغربي في العقد الخامس من العمر، عندما أقدم على قتل زوجته وشريكة حياته التي عاشت معه لسنوات طويلة، عقب قيامه بضربها، ثم سكب الوقود عليها قبل أن يقوم بحرقها، وذلك وفقًا لما ذكره موقع «سكاي نيوز».
وكانت القصة التي نقلتها العديد من وسائل الإعلام، عن صحيفة «هيسبرس» الإلكترونية المغربية، قد هزت الجميع في الشارع المغربي؛ عندما نشرت تفاصيل ما قام به هذا الزوج الخمسيني، جراء الخلاف الطويل الذي عاشه مع زوجته الضحية، بسبب ملكية قطعة أرض ومنزل، كانا قد شيداه معًا ذات يوم. حيث أشارت الصحيفة إلى أن الزوجة كانت قد لجأت عدة مرات إلى السلطات في البلاد؛ بسبب تكرر اعتداء زوجها عليها على خلفية هذه المشكلة.
جريمة بشعة
وتابعت صحيفة «هيسبرس» أن الجريمة البشعة التي وقعت في إحدى ضواحي منطقة «آيت باها» بإقليم «أشتوكن آيت باها»، التابع لجهة «سوس ماسة» بالمملكة المغربية، كانت قد حصلت بعد حياة زوجية دامت لـ19 عامًا، تخللتها الكثير من المشاكل والخلافات على ملكية هذه الأرض، والمنزل الذي بُني فوقها، حيث كانت الزوجة الضحية، البالغة من العمر 45 عامًا، قد رفعت 4 دعاوى قضائية ضد زوجها الخمسيني، كانت إحداها دعوى قضائية متعلقة بـ«الضرب والجرح»، وأخرى «طلاق»، ثم دعوى «إفراغ».
ونقلت الصحيفة المغربية عن عدد من جيران العائلة أن الزوجين كانا قد اتفقا في بداية الأمر على أن يُشيدا المنزل بالتعاون مع بعضهما البعض، وذلك فوق قطعة أرض مملوكة بالأساس للزوجة، إلا أن الخلافات التي توالت وبدأت تكبر شيئًا فشيئًا، حولت حياتهما إلى جحيم خالص، وكان القضاء المغربي طرفًا ثالثًا حاضرًا دائمًا في حياتهما. وتابعت الصحيفة نقلًا عن شهادات الجيران أيضًا، أن الزوج بعد أن فاض به الكيل من كل هذه المشاكل والدعاوى القضائية، قرر أن ينهيها جميعها بقتل الزوجة.
هذا ما فعله الزوج القاتل
ساعة الجريمة، قام الزوج القاتل بطرد أبنائه الثلاثة – وهم ولدان بعمر 16 و8 أعوام، وابنة بعمر 10 أعوام – وإخراجهم من المنزل قبل أن يُحكم إغلاقه جيدًا، ثم يتوجه إلى الضحية التي كان يعتبرها أساس المشكلة كلها، ووجه لها 4 ضربات على رأسها، وأتبعها بضربات أخرى على صدرها، وهو الأمر الذي كان كفيلًا بأن تلقى مصرعها على الفور، لكنه لم يكتفِ بذلك، وكأنه أراد أن يتأكد من موتها وخروج أنفاسها الأخيرة، فقام بصبّ كمية كبيرة من الـ«بنزين» على جثتها، وأضرم فيها النار.
وتصف الصحافة المغربية حالة الزوج القاتل بعد فعلته، بأنه جلس «يتأمل مشهد احتراقها ببرود شديد»، وخلال هذه الأثناء، علم الجيران بأن هناك أمرًا ما يحدث في المنزل، عقب رؤيتهم لأدخنة الحريق تخرج منه، وتدخلوا على الفور؛ عبر الاتصال بالأجهزة الأمنية المختصة، لتحضر إلى مكان الجريمة وتتدخل بالسرعة القصوى. وبعد أن تم اكتشاف فعلته، حاول الزوج الفرار من مكان الحادثة عند وصول السلطات، إلا أن رجال «الدرك الملكي» المغربي، تمكنوا بعد مطادرة خطيرة من إيقاف الزوج الخمسيني والقبض عليه، لحين عرضه على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة «أكادير».
مصير مجهول
هذه الخلافات التي كان الطمع عنوانه الرئيسي، والتي حولت حياة عائلة التي كان من الممكن أن تكون سعيدة ومستقرة، إلى جحيم كامل، إلا أن الخاسر الوحيد في هذه الأحداث كلها، ليست الضحية التي رحلت عن عالمنا بشكل بشع، ولا الزوج الذي سوف يقضي ما تبقى من حياته خلف قضبان السجن، فقد ترك كلاهما الأرض والمنزل دون رجعة، بل الأطفال الثلاثة، الذين لم يبلغوا بعد السنّ التي تسمح لهم بمواجهة مصاعب الحياة، فهم الآن يواجهون مصيرًا مجهولًا وغامضًا، قد لا تتمكن أرواحهم الغضة والصغيرة من احتماله أو مجابهته.