الفنانة البحرينية شيماء سبت تنتمي لعائلة فنية وهي الابنة الكبرى للممثلة فاطمة إسماعيل، شقيقاتها الممثلات شذى وأبرار وشيلاء. درست دبلوم هندسة مدنية وحاصلة على بكالوريوس إعلام وعلاقات عامة وبكالوريوس علم نفس. شيماء من الفنانات المثقفات اللواتي تستمتع بالحديث إليهن، فهي صريحة ومتصالحة مع نفسها. التقيناها في هذه المقابلة التي خصتنا بها وكشفت خلالها عن بعض همومها وأطلعتنا على جديدها. إليكم التفاصيل.
ما سبب اختفاء شيماء سبت عن الدراما بشكل ملحوظ، هل أنتِ على خلاف معها؟
لا أبداً، علاقتي بالدراما سمن على عسل، أما عن سبب الاختفاء فلست مختفية، ولكن الدراما الخليجية والكويتية بالذات قد انتقلت حركة الإنتاج فيها من الكويت إلى الإمارات لعدّة أسباب وأهمها العائد المادي الذي يحصل عليه المنتج وهو ما يقارب 30 % من كلفة الإنتاج، فلك أن تتصور أن تكون منتجاً وتحصل على نسبة كبيرة مما صرفته على العمل، ولهذا ترى أغلب الأعمال الآن تُصور في الإمارات ومنها الكويتية والسعودية وحتى بعض الأعمال العربية.
هل أحدثك بصفتك منتجة أم فنانة؟
أنا فعلاً منتجة وصاحبة مؤسسة «4 سبت للإنتاج الفني»، لكنني أيضاً شيماء سبت الإنسانة التي لم تغيرها الأيام مهما حصل.
بما أنك تمتلكين شركة للإنتاج الفني، لماذا لم نشاهد أعمالاً خاصة بك ذاع صيتها؟
الشركة عمرها إلى الآن 8 سنوات، وما ننتجه أعتبره مجهوداً شخصياً، فأنا لا أملك القدرة والسيولة المالية لإنتاج أي عمل تلفزيوني. كما تعرف أن هكذا عمل في حاجة إلى ميزانية كبيرة ومكلفة في بعض الأحيان، ولهذا قررت أن أعمل في المسرح، وخلال الـ 8 سنوات، أنتجت 4 مسرحيات عُرضت في البحرين وأيضاً في السعودية. هذا في حين أنتجنا الكثير من «الفلاشات» التوعوية الخاصة بعدّة وزارات في البحرين مع بعض الأوبريتات الوطنية وبعض الأغاني إلى جانب تنظيم الحفلات.
أفهم من كلامك أنك لا تستطيعين منافسة حيتان الإنتاج؟
هذه حقيقة، مع العلم أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة عدد كبير من المنتجين الشباب في الكويت، ولكن بين الكواليس هناك إدارة من الكبار يوجهونهم إلى بر الأمان لا يحبون ذكر أسمائهم أو حتى الظهور، وهذه ميزة لا نملكها في البحرين.
هل أثّر عملك كمنتجة فنية في أدائك كممثلة أم أضاف إليه؟
لا أجد أن عملي كمنتجة أثّر في أدائي كممثلة، فالتمثيل موهبة مكنونة بداخلي، وحالة خاصة لا يؤثر فيها أي عامل خارجي، فلديّ القدرة على الفصل بين كوني منتجة وكوني ممثلة. أجد في داخلي أكثر من شيماء، فكل شيماء تعرف حدودها ومكانها وواجبها، إلا أن هذا الضغط أثّر في حالتي النفسية أحياناً، كوني مشرفة ومنتجة لأعمالي، والضغط الكبير الذي أواجهه من مسؤوليات كان له أثر في إرهاقي جسدياً ونفسياً.
لننتقل إلى جزئية أخرى، تمتلكين نوعية خاصة من الابتسامة، هل هي «هوليوود سمايل» أم ماذا؟
(تبتسم) شكراً لك، أعتقد لأنها من القلب ولأنني عفوية وبسيطة وأتعامل بلتقائية. هذا هو السر.
أنت خفيفة الظل وتمتلكين ابتسامة جميلة، لماذا تُسند إليك الأدوار ذات الطابع التراجيدي؟
«منهم لله» (تضحك) مع العلم أنني أحب الكوميديا وتستهويني الأدوار ذات الطابع الكوميدي، وحتى في أدوار الشر تشاهدني أؤدي فعل الشر بشيء من الكوميديا. وإلى الآن، أنتظر هذا الدور الذي سيُخرج الكوميديا الحقيقية منّي، أما عن الأدوار التراجيدية فهذا ما يُعرض إليّ. ولله الحمد، قد وُفّقت في تجسيد الكثير من الأدوار وتنوعت فيها.
قدمت الكثير من الكاراكترات والشخصيات، كذلك أتقنت الكثير من اللهجات واللكنات، ولكن ما الدور الحلم الذي تتمنين تقديمه؟
ربما أنا أكثر فنانة خليجية أجادت التحدث باللهجات واللكنات الخليجية المختلفة، وهذا الأمر ليس سهلاً على الإطلاق ولكنني أجد متعة كبيرة في ذلك، أما عن الدور الذي أنتظره، أتمنى أن أشارك في عمل بدوي، كذلك لا تنسى أنني أول فنانة خليجية شاركت في عمل تاريخي في مسلسل «سمرقند» الذي كان باللغة الفصحى. وفعلاً كنت سعيدة بهذه التجربة التي لن أنساها.
نقلت إقامتي إلى الكويت
يقال إن شيماء سبت قد نقلت محل إقامتها من البحرين إلى الكويت. ما صحة هذا الخبر؟
نعم.. أؤكد لكم وللقراء هذا الخبر، فقد بدأت بنقل مقرّ إقامتي إلى الكويت مؤخراً مع شقيقاتي، لأكون قريبة من أصدقائي وعملي. وهذا القرار أتى في وقته الآن، حتى أحجز لي مقعداً في الدراما الكويتية، فكما تلاحظ الوجوه النسائية تنوعت في الدراما الكويتية والمنافسة أصبحت شرسة للغاية. وأنا أحب الفن وكذلك المنافسة.
ما جديدك للفترة القادمة؟
لله الحمد وافقت على المشاركة في عملين يتم التحضير لهما حالياً، الأول في الكويت، والثاني في الإمارات، وكلاهما من المقرر أن يشهدا مشاركة كمّ كبير من نجوم الدراما الخليجية، وأنا سعيدة بالإطلالة على جمهوري بعملين دفعة واحدة، فالأول سيتم تصويره في الكويت والثاني في الإمارات ولم يتم تحديد اسميهما حتى الآن.
«السوشيال ميديا»
ما رأيك في وسائل التواصل الاجتماعي ووجودك فيها؟
أكون حاضرة إذا لزم الأمر، وأحاول قدر المستطاع استخدامها بالشكل الصحيح، خاصة أنها وسيلة للتواصل، لكن للأسف برأيي الشخصي وجدت أنها وسيلة للدمار الشامل على جميع الأصعدة، فتلك الوسيلة باتت وسيلة انقطاع اجتماعي ووسيلة دمار فكري شامل. وأصبحت مساوئ «السوشيال ميديا» أكثر من مميزاتها وسلبياتها أكثر من إيجابياتها. وبالحديث عن هذا الموضوع، نحن في حاجة إلى وقت كثير لمناقشته بالتفصيل.
أعرف أنك قد تعرضت للاكتئاب من «السوشيال ميديا». ما صحة ذلك؟
صحيحة جداً، لا أخفيك القول إنني في الفترة الأخيرة بدأت أشعر أنني أعيش حالة من الاكتئاب بسبب ما يحصل من مشاكل في مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن القول إنني فعلاً أخذت موقفاً حاسماً، وقد كتبت ذلك في حساباتي لكل جمهوري وقلت إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت محبِطة لنا كفنانين بدرجة كبيرة «والناس مو قاعدة ترحمنا». فتراهم ينتقدون نقداً جارحاً لا يخلو من الاتهامات والإساءة، متناسين أننا في الأساس بشر، ولدينا مشاعر من شأنها أن تؤثر في مسيرة حياتنا.
وبماذا تصفين هذه الفئة من الأشخاص أقصد المحبطين؟
هؤلاء البشر للأمانة لا أعرف بماذا أصفهم، لأنهم ربما يعتقدون أننا مجرد ألواح جامدة، ويجب أن نتقبل كل ما يقال لنا بعيداً عن الموضوعية والشفافية. وقد تدهش عندما أقول لك إن عدداً كبيراً من زميلاتي الفنانات أصبحن يتعالجن عند أطباء نفسيين بسبب هذا الموضوع.
أطباء نفسيون بسبب «الشوسيال ميديا». أوضحي أكثر؟
لا تستغرب، هناك كثيرون ممن يتلذذون بكتابة كل ما هو مسيء ويعتقدون أنه من الفخر عندما يسخرون من فنان أو فنانة من دون مراعاة وضعهما الشخصي أو الأسري، وكلما شاهدوا أحداً ناجحاً يبدأون بمحاربته. بالمقابل، لو أخذت الهند هذا البلد الكبير الذي يضم آلاف الأديان واللغات، لكن برغم هذا يوحدهم الفن، ويعشقون فنانيهم ويدافعون عنهم، أما نحن فتشعر وكأن بيننا وبينهم ثأراً، وهو ما يجعلنا نعيش في حالة من انهيار الأعصاب.
أول رئيسة
لنبتعد عن السلبية. أنتِ أول فنانة خليجية أيضاً رئيسة لجمعية تطوعية. كيف هذا؟
منذ 3 سنوات وأنا رئيسة لجمعية تطوعية ثقافية اجتماعية موثقة رسمياً من الدولة، وهذه الجمعية تحرص على عدة أمور رئيسية. الأولى تخص كبار السن والثانية تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، أما الثالثة فهي فعاليات تجمع كبار السن مع ذوي الاحتياجات الخاصة. والمتتبع لي في حساباتي الشخصية على المواقع الإعلامية يمكنه أن يعرف توجهي في السنوات القليلة الماضية الذي بات مركّزاً على هذه الأمور التي فيها الكثير من الرحمة والبركة. وأحاول قدر المستطاع الاستفادة من شهرتي في سبيل توفير الخير لمن هم في حاجة إليه.
من الذي خذلك؟
كثيرون، وهذا كان نابعاً من التربية التي عاشوا عليها والطريقة التي يتصرفون بها، ربما لأني طيبة أكثر من اللازم، لكنني أمتلك قوة شخصية وأحياناً أكون متمردة.
متمردة، لهذا أجدك دائماً ضد الرجل؟
لا أبداً. أنا مع الرجل لأنني أفهم الرجال أكثر من النساء بحكم تعاملي الدائم معهم، أبحث عن الرجل في زمن كثرت به الذكورة المزيفة، فمن يريدني للزواج يجب أن يفهم طبيعتي وأنني أمتلك شخصية قوية، قوية وليست شرسة فهناك فرق كبير.
صفة تكرهينها؟
الخداع والكذب.
على ذكر هاتين الصفتين هناك من يتهمك بالتلاعب في شكل قوامك ببرامج تحرير الصور لتظهري لنا بكامل قوامك الممشوق. بمَ تردين؟
أنا إنسانة صريحة ولا أخاف لومة لائم. أجريت عملية لتكميم المعدة منذ عدة سنوات نتيجة إفراطي وحبي للطعام، وواظبت على الرياضة من بعدها لتروني بهذا الشكل، كذلك شاركت جمهوري بصورة لحظة دخولي غرفة العمليات، فماذا يريد منتقدو «السوشيال ميديا» مني أكثر من هذا؟
ولماذا أنت متمردة أحياناً؟
لست متمردة مع العلم أنني أمتلك شخصية قوية، لكن لا يوجد شخص يرضى بالخطأ، لهذا أتمرد على الأخطاء.
أنا جريئة ولكن!
في رأيك هل الشهرة تتطلب منك تنازلات؟ وأي أنواع التنازلات قدمتها؟
بالتأكيد تتطلب وأهمها أن أنتزع الخجل وليس الحياء، أما التنازلات الأخرى فانسى الموضوع، أنا بعيدة عنها ولم ولن أقدم تنازلات مهما كانت المغريات.
على ذكر المنافسة ماذا تقولين عنها؟
في الوسط، هناك المنافسة الشريفة والتي أحترمها لأنها تساعدني في تطوير ذاتي، لكن المنافسة غير الشريفة للأسف أعيش معها المعاناة، ومن المستحيل أن أفكر في يوم من الأيام في أن أكون ممن يتّبعون هذا الأسلوب.
وكيف تتصرفين في مثل هذه الأمور؟
أتجاهل المشاكل، ومواضيع الغيرة والحسد أعتبرها تافهة، ولا أشغل نفسي بهذه الأمور، ولا أنظر خلفي أبداً.
هل ترين أنك فنانة جريئة فعلاً؟
أنا فنانة جريئة، لكنها ليست جرأة الإثارة الجارحة، بل أقصد أنني جريئة في طرحي من خلال أعمالي، وهذا ما أسعى إليه، ولا أسعى لخدش حياء المشاهد لأنني تربيت على الجيل الأول من الفنانين، فهم خير مثال على العادات والتقاليد وعلى الفن الجميل.
ترددت أقاويل أنك تفكرين في الحجاب. فما تعليقك؟
الهداية من رب العالمين، لكن ما أشاهده الآن من بعض النساء، خصوصاً الفتيات بارتدائهن أنواعاً عجيبة ومبتكرة من الحجاب بصراحة شيء غريب، فالحجاب تغير عما كنا نعرفه.
«الشوبينغ» نقطة ضعفي
ما هي دور الأزياء التي تحبينها؟
ليس هناك شيء معين أو دار عرض معينة، فأنا أحب ارتداء كل ما يناسبني ويناسب شخصيتي والمناسبة التي أذهب إليها أو أحضرها.
ما القطع والأكسسوارات التي تحبين اقتناءها؟
الخواتم والأساور والحقائب.
ما نوع العطور التي تحبينها؟
أحب العطور العربية ودهن العود والمسك.
ماذا عن «الشوبينغ»؟
أعتبره بمثابة نقطة ضعفي، «ما أمسك نفسي» عن التسوق وتستطيع القول إنني مبذرة أحياناً (تضحك).
اعترافات سريعة
ما النذر الذي قطعته على نفسك؟
لا أرى الماضي وأنساه، وأسعى لمستقبل جميل وناجح.
وجه تشتاقين إليه؟
كل فرد من عائلتي أشتاق إليهم على الدوام.
ممَ حرمتك الشهرة؟
حرمتني الشهرة من حريتي أحياناً.
ما الصفة التي تزعجك في شخصيتك؟
كتم الغيظ، فهذا الشيء يؤثر في نفسيتي.
حلم لم يتحقق؟
أحلام كثيرة لم تتحقق بعد.