يسعى بدر آل الشيخ، رئيس الاتحاد السعودي للبولينج، منذ عام 2018، إلى دعم ممارسة المرأة السعودية للعبة البولينج على المستويين المحلي والدولي، حيث أشرف على تكوين الفريق الأول للعبة في المنطقة الشرقية، كما حرص على تقديم الدعم الفني الكامل من دورات تدريبية وتعريفية قيّمة، قدمت إحداها اللاعبة المصرية سارة جمال، بطلة العرب في البولينج، كذلك نظَّم الاتحاد، للمرة الأولى، في أكتوبر الماضي، ثلاث بطولات نسائية في كل من الرياض، والمنطقة الشرقية، وجدة، لاقت استحسانًا وإقبالًا كبيريْن من قِبل محبات اللعبة.
هذه البطولات قدمت مواهب رائعة، ما دفع الاتحاد إلى اختيارهن، وتكوين المنتخب النسائي السعودي الأول للبولينج، الذي ضمَّ كلًا من: مشاعل عبدالواحد، غادة نمر، دانة الفرج، ونهلة عدس، والمشاركة به في البطولة العربية الخامسة للسيدات بالقاهرة.
«سيدتي» تواصلت مع لاعبات أخضر البولينج النسائي، وسألتهن عن الحدث التاريخي الدولي:
تطور ملحوظ
بداية، أكدت الدكتورة رزان بكر، عضوة مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبولينج، والمسؤول عن ملف المرأة، أن البطولة أسهمت في تطوير مستوى اللاعبات السعوديات، وقالت: «أهم درس تعلَّمته اللاعبات، خلال هذه المشاركة التاريخية، أنهن فريق واحد، ففي السابق كنَّ يلعبن ضد بعضهن، لكنهن في هذه البطولة تعلَّمن اللعب معًا في منافسات الفردي، والزوجي، والثلاثي، والفرق، كما أسهمت البطولة في زيادة مهاراتهن، ومن وجهة نظري هذا تطور إيجابي كبير، ففي البطولة حينما كانت لاعبة ما تخطئ، كانت زميلتها تدعمها بالطلب منها التركيز عند الرمي؛ لجمع أكبر قدر ممكن من النقاط، ورفع مجموع الفريق».
وأضافت: «الأجمل من ذلك كله تقبُّل اللاعبات النصائح من اللاعبين واللاعبات العرب، وتحول أدائهم في آخر أيام البطولة إلى عطاءٍ جميلٍ، تحدَّث عنه المختصون وذوو الخبرة في لعبة البولينج، ولا أخفيكم، حينما رأيت هذا المشهد شعرت بالفخر لانتمائي إلى هذا الكيان».
روح الفريق
اللاعبة غادة نمر، كشفت من جهتها عن إعجابها الكبير بـ«روح الفريق»، قائلة: «من أجمل الأمور التي تعلمتها خلال هذه المشاركة ضرورة دعم أي فريق بعضه بعضًا، خاصة في لعبة البولينج. نرى في هذه اللعبة اللاعبين يقفون خلف اللاعب الذي عليه الدور بهدوء حتى ينتهي من رميته، بعدها يصافحون اللاعب المنافس وفريقه، وأرى أن هذه المشاعر الجميلة تسهم في تقوية روح الفريق والمنافسة، ولا أنسى أن لعبة البولينج لها سيكولوجية مختلفة، وهذا ما تعلَّمناه من خلال مشاهدة اللاعبين واللاعبات في البطولة، وردود أفعالهم خلال اللعب».
مثَّلنا وطننا
بينما أوضحت اللاعبة نهلة عدس أنهن لعبن بروح الفريق الواحد، وقالت: «تشريف الوطن في المناسبات الرياضية الدولية مسؤولية كبيرة، لذا يجب أن تضع نصب عينيك اللعب بجدٍّ والتزام؛ لتحقيق هذه الغاية الكبرى، وأن تتعامل مع المنافسين بأفضل طريقة. تجربة الالتزام مع الفريق خلال المعسكر والبطولة، سواء أثناء التمرين، أو تناول الوجبات، أو فترة الراحة، كان له دور كبير في تقريب المسافات بين اللاعبات، وتشجيعهن على دعم بعضهن بعضًا».
تعرفنا على قدراتنا
بينما أثنت اللاعبة دانة الفرج على حُسن تنظيم البطولة، قائلة: «أشكر جميع منظمي البطولة. حقيقة، كان التنظيم رائعًا، وهذا ليس بمستغرب على مصر الشقيقة التي تملك خبرة كبيرة في تنظيم البطولات. سعدت كثيرًا بالوجود في هذا المحفل العربي الكبير، الذي تعرَّفت فيه أكثر على لاعبات وطني، حيث لعبن معًا ضد المنتخبات الأخرى، ما أسهم في زيادة خبرتنا بالاحتكاك مع اللاعبات العربيات من مختلف الدول العربية، فسابقًا كانت مشاركتنا الخارجية تقتصر على منافسة اللاعبات البحرينيات فقط، وهذا الأمر زاد من عزيمتنا على تطوير مهاراتنا، والحصول على أعلى المراكز».
شعور مختلف
أما مشاعل عبدالواحد، اللاعبة الوحيدة في الفريق، التي مارست اللعبة في الصالات المصرية سابقًا، فقالت: «تعوَّدت على اللعب في هذه الصالات منذ صغري، فحينما كنت أزور القاهرة مع عائلتي، كنت أحرص على الوجود فيها لممارسة اللعبة، ولا أخفيكم أنني شعرت بالرهبة، على الرغم من خبرتي الكبيرة، لحضور وزير الرياضة، ورؤساء الاتحادات العربية البطولة، إذ لم أتمكَّن من السيطرة على حالة التوتر التي انتابتني إلا بعد انتهاء اليومين الأوَّلين من البطولة، وقد عملت جاهدة على تحقيق مركز متقدم، وإنجاز جيد، أفتخر به أمام والديّ، اللذيْن كان لحضورهما دور كبير في رفع معنوياتي ولعبي بشكل أفضل».
فريق واحد
وختامًا، تحدثت البحرينية مريم مدارا، مشرفة تمارين السيدات ولاعبة البولينج السابقة، عن التجربة السعودية بالقول: «توقعت أن اللاعبات السعوديات مبتدئات، لكن بعد مشاهدتهن يلعبن، تفاجأت بمعرفتهن كل قوانين اللعبة وأنظمتها، وتعطشهن إلى معرفة المزيد عنها، ما دفعني إلى توجيههن، خاصة أنها التجربة الدولية الأولى لهن، وما زاد من إعجابي بهن حُسن تقبُّلهن الملاحظات والنصائح، والالتزام بها، وهو ما ظهر في الأشواط الأخيرة، حيث أُعجب الجميع بمستوى اللاعبات السعوديات».
وأضافت: «لعبت طويلًا لمنتخب البحرين، واليوم أؤكد أن بنات البحرين وبنات السعودية بمنزلة بناتي، وأرى فيهن فريقًا قويًا، سيهابه الجميع في المستقبل».
كادر
بدأت البطولة في ١٤ فبراير الحالي، واستمرت إلى الـ٢٣ من الشهر نفسه، وكان أفضل إنجاز حققه المنتخب السعودي للنساء احتلال اللاعبة غادة نمر المركز ١٣ بين ٢٨ لاعبة من سبع دول، هي: الإمارات، الكويت، البحرين، عمان، العراق، السعودية، والدولة المستضيفة مصر.
تمكَّن المنتخب السعودي للرجال من تحقيق خمس ميداليات في البطولة العربية التاسعة للرجال، هي: الميدالية البرونزية في مسابقة الزوجي عن طريق حسن آل الشيخ، وعبدالرحمن الخليوي، اللذيْن حققا مع ساري الجزائري الميدالية الفضية في مسابقة الثلاثي، كما حقق لاعبو المنتخب السعودي الميدالية الفضية في مسابقة الفرق، بينما حصد اللاعب عبدالرحمن الخليوي برونزية مسابقة الترتيب العام، واللاعب حسن آل الشيخ برونزية مسابقة الأساتذة.