هروب الأبناء من منزل ذويهم ظاهرة خطيرة تهدد استقرار المجتمع، وتنذر بمشاكل سلوكية وتربوية عدة، ومؤخرًا شهد المجتمع السعودي إقدام بعض المراهقين والمراهقات على ترك منازل أسرهم، وقصد دول أخرى، وكان آخر هذه الحوادث مغادرة طفل سعودي إلى تايلاند، إلا أنّ السلطات التايلاندية قامت بإرجاعه إلى المملكة.
وقد تمكنت أسرة الطفل من إعادته إلى المملكة، واحتواء القضية، فيما قامت إحدى الجهات المعنية ببحث وضع الطفل من الجانب الاجتماعي مع أسرته ميدانيًّا عند وصوله لمنزل الأسرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الطفل كان قد غادر من جازان إلى جدة، ثم الكويت، ثم إلى تايلاند، فيما تمت إعادته من تايلاند بعدما وصل للمطار هناك، حيث اعتبرته السلطات التايلاندية طفلًا قاصرًا، لا يمكنه الحصول على تأشيرة دخول بمفرده.
يذكر أنّ الكثير من الدراسات تربط ما بين هروب الأطفال وكونهم أفرادًا قهريين يتخذون قرارات سريعة دون تخطيط كاف، وينظرون إلى أنفسهم كأشخاص غير كفء ولا أصدقاء لهم، كما تظهر لديهم صعوبات في إقامة علاقات عميقة مع الآخرين. وقد يستخدم الطفل الهروب كسلاح للضغط على الأبوين. كذلك قد يشعر بأنه بحاجة إلى الحرية والاستقلال بعيدًا عن سلطة الوالدين، فهو يعتقد بأنّ والديه يفرضان عليه قيمًا وأهدافًا مهنية لا يريدها، ويرغب في أن يخطط لحياته بأنفسه.