عندما نسمع بحالة «هبوط اضطراري» لإحدى الطائرات، على الفور سوف يخطر في أذهاننا كوارث جوية خطيرة، مثل عاصفة شديدة القوة، أجبرت الطائرة على الهبوط رغماً عنها، وكل ذلك في أجواء من الرعب والتوتر والقلق، أو مثلاً أن يحدث عطل أو انفجار بأحد محركات الطائرة أو أحد أجنحتها؛ مما يجعل الركاب على متنها يعيشون لحظات مصيرية، يفصل بين الحياة والموت فيها خيط رفيع.
مؤخراً، وخلال اليومين الماضيين، انتشرت عبر العديد من وسائل الإعلام العالمية؛ نقلاً عن تقارير صحفية بريطانية، حالة هبوط اضطراري غريبة وفريدة من نوعها في عالم الطيران وتاريخه، حدثت في إحدى الطائرات التابعة لخطوط «جيت 2»، التي كانت متجهة من مطار «غلاسكو» في أسكتلندا، إلى جزيرة «تنريفي» الأسبانية في المحيط الأطلسي؛ حيث اضطر قائدها إلى تغيير مسار الرحلة، والهبوط في مدينة «مانشيستر» الإنجليزية، وذلك بسبب نقص بالمياه الخاصة لإعداد «القهوة والشاي» على متن الطائرة للمسافرين.
في منتصف الطريق على علوٍّ شاهق..
وبحسب ما نشره موقع «إيفييشين سي في» aviation cv الخاص بحركة الطائرات والسفر، أن الرحلة رقم «إل 15 L15»، التي انطلقت في ساعات الصباح الباكرة من يوم الأحد الماضي 24 شباط/ فبراير 2019، من مطار مدينة «غلاسكو» الأسكتلندية الدولي، متجهة صوب الجزيرة الأسبانية، كانت خلال تحليقها فوق أيرلندا قد غيّرت مسارها بشكل مُفاجئ؛ لتنزل بهبوط اضطراري في مطار «مانشتسر»، وذلك بعد أن اكتشف المضيفون على متنها، أن الماء المخصص لإعداد «القهوة والشاي» للمسافرين ليس كافياً.
هذا الهبوط المُفاجئ والتغيير غير المتوقع لمسار الرحلة، أصاب الكثيرين بالقلق قبل أن يعرفوا الأسباب الحقيقية من وراء ما حدث، وحتى لا تزيد حالة التوتر بين المسافرين، قام المسئولون بشركة الطيران بتقديم اعتذارهم عن هذا الهبوط الاضطراري غير المألوف، وعملوا على تأمين طائرة أخرى تقل الركاب إلى جزيرة «تنيريفي» الأسبانية؛ حتى لا يتأخروا أكثر عن رحلتهم.
وكان موقع «إيفييشين سي في»، قد نقل عن المتحدث الرسمي باسم شركة «جيت 2»، تصريحاته لوسائل الإعلام: «كانت هناك مشكلة تقنية تتعلق بالمياه على متن الطائرة، إذ أنه لم تكن هناك مياه كافية لإعداد الشاي والقهوة»، وأكد المتحدث باسم الشركة أيضاً: «أن شركة الطيران نقلت المسافرين على متن رحلة أخرى إلى جزيرة تينيريفي، بالإضافة إلى ذلك، قام طاقم الرحلة برعاية الركاب لضمان حصول الجميع على ما يكفي من الشاي والقهوة».